الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الرسام جورج براك.. "الرجل والجيتار"

الرسام الفرنسي جورج
الرسام الفرنسي "جورج براك"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وُلد في أرجنتوي بفرنسا في 13 مايو 1882م لوالد يعمل دهان ومصمم ديكور مثل والده، فتوارثت هذه المهنة حتى نشأ عليها وعملها، وفي الوقت نفسه كان يدرس أصول الرسم مساء بمدرسة الفنون الجميلة في الفترة من 1897م حتى 1899م، هو الرسام الفرنسي "جورج براك".
تتلمذ "براك" في فرنسا على أيدي مصمم محترف حتى إستلم شهادته في 1902م ثم إتجه في السنة التالية لحضور الدروس في أكاديمية همبرت حيث تعرف فيها على ماري لورينسل وفرانسيس بيكابيا وظل هناك يمارس إبداعاته الفنية وتنميتها حتى 1904م.
مر الرسام "جورج براك" خلال رحلته على عدد من الحركات الفنية حيث بدأها بالحركة الإنطباعية، ثم الحركة الوحشية، لينتهي بالحركة التكعيبية والتي يُعتبر من مؤسسيها، ففي الحركة الإنطباعية كان يعتمد في لوحاته على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة بعيدا عن التخيل والتزويق، ثم الحركة الوحشية والتي يعتمد فيها الفنانون على ألوان متألقة وأشكال عشوائية للحصول على استجابات عميقة من العواطف البشرية. 
ظهر اهتمام "براك" في الفترة بين 1908م إلى 1913م بالهندسة لأثر الضوء والرسم المنظوري والأساليب التقنية التي يستخدمها الرسامون لإظهار تلك الآثار من خلال رسوماته، وهنا يظهر تشكيكه في العديد من المعايير التي تعارف عليها الفنانون. فعلى سبيل المثال قام "براك" في رسوماته لمناظر من قريته بالتقليل من المباني المعمارية وإستبدلها بأشكال هندسية تكاد تكون مكعبة، وفي الوقت نفسه مثل الظلال لتبدو كأشكال مسطحة وثلاثية الأبعاد في الوقت ذاته من خلال تكسيره للصورة.
تعتبر لوحته في منزل إيستاك بمثابة خير مثال لذلك، حيث جذب الإنتباه إلى طبيعة التوهم البصري والتصوير الفني، ثم بدأ بعد ذلك العمل مع الفنان بابلو بيكاسو والذي كان يعمل على تطوير نفس الأسلوب التكعيبي في الرسم، وتُظهر الدراسات أن مقارنة أعمال براك وبيكاسو خلال فترة 1908م كشفت عن مدى استفادة "براك" من عمله مع "بيكاسو" في سرعته وتعزيز اكتشافه للأفكار لا لتحويل أفكاره.
تعرف "جورج براك" بعد إصابته في الحرب العالمية الأولى على الفنان الكوبي "جوان جريس" ومنذ ذلك الوقت أصبحت أعماله الفنية تبتعد عن حدة التجريدية التكعيبية، حيث طور أسلوبًا خاصًا به يتميز بالألوان المتألقة الفاتحة والأسطح المركبة وإعادة إظهار الشخصية الإنسانية، وذلك خلال عمله لوحده بعد انتقاله إلى الساحل النورماندي إلى جانب رسمه العديد من اللوحات التي تمثل مواضيع الحياة الصامتة، محافظًا فيها على تركيزه على الأشكال.
من أعماله الشهيرة لوحة بيوت في إستاك، ولوحة الرجل والجيتار إلى جانب مجموعة من أعماله الفنية الأخرى، إلى أن فارق الرسام الفرنسي "جورج براك" الحياة بباريس في 31 أغسطس 1963م عن عمر يناهز 81 عاما.