الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

صحيفة برافدا: أمريكا تريد أن تُلقي عبء إيران على كاهل روسيا

الرئيس الامريكي دونالد
الرئيس الامريكي دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت صحيفة "برافدا" الروسية، اليوم الأربعاء، أنه في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن ‏فرض عقوبات على دول مختلفة في العالم، فتلك العقوبات لا تعطي المردود الذي تروج له الولايات المتحدة.
وضربت الصحيفة - في تقرير نشرته على نسختها الإلكترونية باللغة الإنجليزية - مثالا على ذلك بإيران، وقالت إن الولايات المتحدة ظلت لعقود ترفض التعاون اقتصاديا واستثماريا معها، ‏وهناك قيود عديدة على نقل التكنولوجيا الأمريكية للشركات الإيرانية، وعندما تنفذ إيران صفقات مصرفية لا تخضع للعقوبات، فهي ‏ما زالت ممنوعة من استخدام الأنظمة المصرفية الأمريكية أو حتى العملة الأمريكية. 
وأشارت الصحيفة إلى أن كل هذه العقوبات، ‏سواء كانت دولية أو أحادية الجانب (مفروضة من الولايات المتحدة فقط)، كان هدفها المعلن هو "منع إيران من صنع ‏أسلحتها النووية والصاروخية"، بينما في المقابل "يعرف العالم نتيجة ما حدث؛ وهو أن العقوبات لم تفلح في منع إيران من تملك قدرة نووية وأن تصنع ‏صواريخ قادرة على حمل أي أسلحة سواء تقليدية أو نووية أو كيميائية". 
وأوضحت الصحيفة أن الصورة لن تكون مكتملة إلا إذا ‏أشرنا إلى حقيقة أن الولايات المتحدة رغبت في البداية في أن تضع أكبر قدر من الضغط على إيران بهدف تغيير النظام في طهران.
ولفتت إلى أن الخطة الأمريكية كانت بسيطة ومتواضعة وهي أن "شعب إيران المحروم من الوصول إلى مزايا الحضارة الغربية سيثور ضد نظام الملالي ‏غير الديمقراطي"، موضحة أن الصعوبات التي سببتها العقوبات ضعفت الآن، بل على النقيض قادت إلى تقوية النظام في طهران ومكنته ‏من تطوير آلية "الإنتاج الذاتي".
وأشارت الصحيفة إلى أن عدم جدوى العقوبات هو ما أجبر إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك ‏أوباما على التحرك لمد جسور الحوار مع إيران وكانت المحصلة الاتفاقية النووية الشهيرة التي جرى التوصل إليها والتي ‏بموجبها رفعت العقوبات وفتح أفق تطبيع الوضع بشأن إيران. ‏
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب قررت العودة مرة أخرى إلى طريقة العقوبات بدعوى إن الإدارة ارتأت أن ‏الاتفاقية النووية مع إيران غير فعالة.
وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي دفع ترامب إلى الاعتقاد بأن العقوبات هذه المرة ستكون ‏أكثر فاعلية رغم ثبوت فشلها في الماضي. ‏
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا صنعت إيران أسلحة صاروخية وبلغت القدرة النووية على تطوير رأس حرب نووية ‏في ظل العقوبات المفروضة، فماذا سيمنع هذه الدولة من المضي أكثر في هذا الطريق وبلوغ آفاق جديدة.‏
واعتبرت الصحيفة أن فرض عقوبات جديدة هو "هراء"، مع الآخذ في الاعتبار حقيقة أنه لم يعد هناك قانون دولي صدق عليه ‏مجلس الأمن. 
وقالت الصحيفة إن الشركات الأمريكية هي من ستتكبد خسائر بالجملة نتيجة لعقوبات ترامب ضد إيران..‏ موضحة أنه خلال الثمانية عشر شهرا الماضية توافد رجال الأعمال من أوروبا وآسيا على العاصمة الإيرانية طهران ليدرسوا ‏عروض الاستثمار من السلطات الإيرانية باهتمام بالغ وهو ما قاد إلى صفقات في قطاع النفط والغاز. ‏
‏ وألمحت الصحيفة إلى أن الأمريكيين وحدهم هم الخائفون، فهم يخشون إثارة غضب وزارة الخزانة الأمريكية التي تراقب عن كثب ‏الالتزام بالنظام الشديد للمحاذير في التعامل مع إيران، فقليلون من يعلمون ما هو محظور ومحرم بشكل محدد وبالتالي يفضلون ‏العزوف. ‏
وأشار نيكولاي كوجانوف من البرنامج الروسي-الأوراسي إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إيران تخلق الظروف لطهران ‏للجوء إلى موسكو، وتجبر الدولتين على التعاون بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى، أو بعبارة أخرى تدفع إدارة ترامب إيران عمدا ‏على الارتماء في أحضان موسكو في مسعى واضح لتحمل روسيا هذا العبء، وتحيطها بهذه القضايا الخلافية المعقدة لتربط ‏الكرملين بأنظمة ترغب في أن ترتقي بوضعها على الساحة الدولية، وهؤلاء الحلفاء هم حلفاء غير مريحين لروسيا حيث تسعى ‏إيران إلى أن تصبح قوة عظمى إقليمية، بينما ترقي الصين من نفسها لتصبح قوة عظمى عالمية. ‏