أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي حوارًا مع ممثلي كبري وسائل الإعلام الصينية المقروءة والمرئية والمسموعة، وذلك بمناسبة زيارة الرئيس المرتقبة للصين للمشاركة في اجتماعات قمة "بريكس"، حيث تناول الرئيس مجمل العلاقات المصرية الصينية، مشيدًا بالمستوى المتميز للعلاقات بين البلدين والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بينهما.
كما تحدث الرئيس خلال الحوار عن الجهود التي يقوم بها الجانبان المصرى والصينى لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات والعمل سويًا لتحقيق الأهداف المشتركة لما فيه صالح الشعبين الصديقين.
كما تناول الرئيس خلال الحوار فرص تعزيز التعاون بين مصر وتجمع بريكس الذى يضم كلا من الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب افريقيا، مشيرًا إلى الحرص على تلبية الدعوة الصينية للمشاركة في اجتماعات القمة في ظل الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء فى التجمع، والتي تتمتع بثقل سياسى واقتصادى على الساحة الدولية.
واستعرض الرئيس في هذا الإطار رؤيته فيما يخص سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول النامية لتفعيل وتطوير دورها في هياكل الحوكمة العالمية الاقتصادية ودوائر صنع القرار بها، فضلًا عن تعظيم الاستفادة المشتركة بين تلك الدول من خلال تبادل الخبرات والتجارب سعيًا لتطوير قدراتها على الإنتاج والنهوض بالاقتصاد.
وأكد الرئيس السيسى استعداد مصر للمساهمة بفاعلية فى دعم مجموعة بريكس للدول ذات الاقتصادات الأسرع نموا فى العالم وأولوياتها، وأن حوار بريكس مع مجموعة متميزة من الأسواق الناشئة والدول النامية، خلال قمة المجموعة التى ستستضيفها الصين فى مدينة شيامن الأسبوع المقبل يمثل فرصة هامة للغاية.
وقال السيسى: "إننا نولى مشاركتنا فى الاجتماعات مع دول بريكس أهمية كبيرة، خاصة أن مصر تتمتع بقدرات اقتصادية واعدة وتوفر موقعا استراتيجيا متميزا يمكنها من المساهمة بفاعلية فى دعم مجموعة بريكس وأولوياتها".
وأشار إلى أهمية دول مجموعة بريكس والتى تساهم بنحو 22 فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى للعالم وبها حوالى 40 فى المائة من سكان العالم، لافتا إلى ما تتمتع به دول المجموعة من ثقل سياسى كبير على المسرح العالمى.
وأضاف: "أتوقع من الحوار المهم الذى سيجرى مع قادة دول المجموعة أن يسهم فى تحقيق المزيد من التفاهم حول القضايا الكبرى التى تهم الدول النامية وما يواجهها من تحديات سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية".
وتابع الرئيس قائلا: "كما أن انعقاد منتدى الأعمال لدول مجموعة بريكس باعتباره إحدى أهم الأذرع التنفيذية لبريكس يعتبر فرصة جيدة لعرض التجربة المصرية الخاصة بالإصلاح الاقتصادى والخطوات الجريئة التى اتخذتها الحكومة على هذا الصعيد خلال الفترة الماضية".
وأوضح أنه سيكون فرصة أيضا لتوضيح "التدابير التى قمنا بها لتشجيع الاستثمار والتى تشمل صدور قانون الاستثمار الجديد وما يوفره من حوافز غير مسبوقة وتسهيل للإجراءات التى تحفز وتشجع الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر وتوفر المناخ الجاذب له".
وأعرب السيسى عن تقديره للرئيس الصينى شى جين بينج لدعوته لحضور هذه القمة الهامة، مشيرا إلى أن ذلك يعكس المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين والشراكة الاستراتيجية الحقيقية التى تجمع بين مصر والصين.
وشدد على أن تكاتف الدول النامية مع بعضها البعض يعظم من نقل التجارب التنموية فيما بينها لتنفيذ أفضل وأنسب الخطط اللازمة لبناء الإنسان وتطوير الإنتاج والنهوض بالاقتصاد.
وقال: "هناك محافل عديدة تسمح للبلدان النامية بتحقيق التنسيق المناسب فيما بينها، سواء كانت تلك محافل سياسية أو اقتصادية، ولا شك فى أن الحوار الذى توفره مجموعة بريكس مع مجموعة متميزة من الأسواق الناشئة والدول النامية يمثل فرصة هامة للغاية، سواء فى إطار تعاون جنوب-جنوب أو مع الدول التى حققت تقدما ملحوظا كدول بريكس".
وحول الدور الذى يمكن أن تلعبه الدول النامية فى الحوكمة العالمية، أكد السيسى أن الوضع الحالى يستلزم توفير مشاركة أكبر للدول النامية فى هياكل الحوكمة الاقتصادية الدولية ودوائر صنع القرار الخاصة بها.
ولفت إلى أن هذا من شأنه أن "يعكس الرؤى التنموية والمتطلبات اللازمة لتحقيقها من منظور الدول النامية وليس الدول المتقدمة فقط وبما يراعى الأبعاد الاجتماعية والخصوصيات الثقافية والتنموية لكل مجتمع ودولة".
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية-الصينية، أكد السيسى أن العلاقات بين البلدين منذ إقامتها عام 1956 تعتبر نموذجا للعلاقات الناجحة والمتميزة بين دولتين مؤثرتين بشكل مباشر فى إقليميهما وفى العالم أيضا، وعزا ذلك إلى ما يجمع البلدين من مبادئ وقواسم مشتركة، أهمها العمل من أجل السلام وترسيخ مبادئ الحوار والتعايش المشترك، والدعوة للتعاون والبناء والتنمية، فضلا عن العمق الحضارى الكبير للشعبين المصرى والصينى.
وتابع قائلا: إن "زيارتى للصين للمشاركة فى فعاليات قمة بريكس والحوار مع الأسواق الناشئة والدول النامية تعتبر فرصة لعقد مباحثات ثنائية مع الرئيس شى جين بينغ لمواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأوضح أن اللقاء فرصة أيضا للبناء على ما وصل إليه التعاون الثنائى من تقدم فى مجالات متعددة، خاصة بعد التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة فى ديسمبر 2014، والبرنامج التنفيذى لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال الفترة من 2016 -2021.
وأكد أن الزيارة ستوفر فرصة جيدة لمتابعة مشروعات التعاون المشتركة بين البلدين فى مجالات متعددة، آخذا فى الاعتبار مساهمة الشركات الصينية فى العديد من مشروعات البنية التحتية التى تنفذها مصر خلال المرحلة الحالية، ومنها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات تطوير قطاع الكهرباء والطاقة، ومشروعات النقل والمواصلات".
وبالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، أكد الرئيس السيسى أن لدى مصر "إمكانيات متميزة تمكنها من المساهمة فى إنجاح هذه المبادرة الهامة، ومن تلك الإمكانيات موقع مصر الجغرافى الفريد الذى يسمح لها بأن تكون نقطة عبور رئيسية بين الشرق والغرب ومن الجنوب إلى الشمال، وذلك عبر محور قناة السويس الذى نعمل حاليا على تطويره بشكل جذرى بحيث يصبح منطقة اقتصادية وصناعية رائدة ومتكاملة لتحقيق التواصل بين مختلف دول العالم وليس مجرد معبر مائى هام يربط بين مختلف أرجاء العالم".
واختتم السيسى حديثه بالتعبير عن تقديره واحترامه للشعب الصينى، مؤكدا حرص مصر على تعزيز التعاون مع الصين ومواصلة تطوير العلاقات معها على مختلف الأصعدة بما يحقق مصالح الشعبين.
