«قرب يا أستاذ... قرب يابيه... قرب يا دكتور... تعالي يا بشمهندسة.. ذاكر وانجح وابقى دكتور من تحت إيد عبد المقصود... بـ٣جنيه يا بيه.. محدش هيستغل.. أبو خمسين عندنا بجنيه.. حقق حلم عمك عبدالمقصود واشترى أبو بلاش وذاكر».
رجل أربعينى حلم بأن يكون طبييا فخانته الظروف، فتغلب عليها بمساعدته للتلاميذ، بأن يحققوا أحلامهم.
«عم عبدالمقصود أشهر من مكتبات الشروق ودار الهلال فى طوخ يقول: أنا لسه فاكر كل حاجة زى إمبارح يا أستاذ... كتب المدرسة.. والتلاميذ الفقراء اللى أنا واحد منهم.. كنا أتعس تلاميذ على وجه الأرض...صوابع الطباشير... وهاتوا قالب طوب نبنى المدرسة.. وفى الآخر فى جيبنا ملاليم... أنا أكتر واحد تعب من الفقر فى المدرسة، فقلت أول ما ربنا يكرمنى هساعد أى تلميذ غلبان».
ويتابع: «يا أستاذ الغلابة فى البلد كتير، ياما اشترى منى دكاترة، أنا عملت اللى معملوش الوزير، حاربت الدروس الخصوصية بـ٣ جنيه، واللى بياخد درس بقوله ما تشتريش منى سيب الغلبان ياخد ويتعلم، بقولك يابيه متعرفش توصلنى لحد يمسكنى الوزارة، وفى شهر، العيال هتحب المدرسة وهتبطل دروس، الموضوع مش كميا، انتو اللى بتكسلوا، بس التعليم على إيد عبد المقصود هيبقى ولا مدارس اليابان».
