الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بالفيديو والصور.."البوابة نيوز" تدق ناقوس الخطر.. مياه شرب ميت عقبة فيها سم قاتل.. اختلاطها بالصرف الصحى يهدد حياة المواطنين.. ومحافظة الجيزة «العينات سليمة»

محررة البوابة تستمع
محررة البوابة تستمع لشكوى اهالى ميت عقبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي فى ميت عقبة، كارثة كشفت عنها "البوابة نيوز" اللثام لتدق ناقوس الخطر حفاظا على حياة الأهالي فى المنطقة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي لمواسير مياه الشرب لتصبح "حنفيات" المنازل منابع للأوبئة تهدد حياتهم في غياب تام لإدارة شئون البيئة فى محافظة الجيزة.
مياه الصرف الصحي تحتوي على المئات من البكتيريا الضارة والفيروسات التى تصيب الإنسان بأكثر من 20 مرضًا مميتًا، بجانب احتوائها على المعادن الثقيلة التي تهدد بكارثة صحية وبيئية.

ويعود "أصل المشكلة"، بحسب المواطن بدر الدين السيد، أحد أهالى شارع درب الشاهد، لعام 2009، عندما بدأت تتسرب مياه الصرف الصحى لمياه الشرب، وقدم الأهالى المئات من الشكاوى وظلت فترة دون استجابة، حتى أرسلت شركة المياه موظفًا لفحص المواسير وأثبت سلامتها رغم الرائحة الكريهة التى تنبعث من مواسير مياه الشرب، مما جعل المشكلة مستمرة حتى الآن.
وقال السيد لـ "البوابة نيوز"، إن رئيس حى العجوزة الأسبق كان له دور كبير فى حل جزء من المشكلة على نفقته الخاصة، بعدما أرسل عددًا من المهندسين من شركة مياه الشرب لشارع "درب الشاهد" لمعاينة مواسير المياه، وأخذ عينات من المنازل، واستغرق الأمر ثلاثة أيام، وكان الموقف مفاجئا عندما صدر تقرير بصحة وسلامة مياه الشرب فى منازل الأهالي، وعندما هاجم الأهالى مهندسى الشركة قالوا: "إنهم يأخذون عينة سيئة ويصدرون التقرير بأنها صحيحة وصالحة للشرب".
وأضاف، أنه منذ رمضان الماضى وحتى الآن فمياه الشرب لا تصلح للاستخدام الآدمي، وجميع الشكاوى أصبحت بلا جدوى، الأهالى حرروا 3 محاضر ضد البيئة، بسبب تعنتها فى أداء وظيفتها، كما أخذت عينات من المياه، والتى أثبتت أنها غير مطابقة للمواصفات، مختلطة بمياه الصرف الصحي نتيجة تسريب إحدى المواسير تحت الأرض، فضلا عما تمثله من خطورة شديدة على أهالى ميت عقبة.

وأوضح، شركة مياه الشرب والصرف الصحى لم تراع تزايد معدلات مياه الصرف الصحى نتيجة للزيادة السكانية فى المستقبل، علما أن تلك البيوت يتراوح عمرها أكثر من 47 عامًا.
وحذر «محمد جابر» خبير كيميائى، من أهالى المنطقة، من إصابة الأهالى بالأمراض القاتلة، قائلا: «الأمراض الجلدية والنزلات المعوية الحادة لا تقتصر على الأطفال جراء اختلاط المياه بالصرف الصحى»، مؤكدا أنه يعانى أيضا من جفاف فى الجلد، فتلك المياه تسببت فى إصابته بالتسمم ونزلة معوية شديدة لمدة أسبوعين، فضلا عن وجود بعض الأهالى المصابين بالفشل الكلوى نتيجة تلك المياه.
وأوضح أن مياه الشرب فى ميت عقبة لا تصلح للاستخدام الآدمى، ويوجد غياب تام لمسئولى البيئة، رغم الشكاوى العديدة من الأهالى.
الذعر أصاب السيدة «زينب محمد» إحدى السيدات القاطنات فى الشارع، حينما فتحت حنفية المياه، قابلتها للتأكد من عودة الزائر العزيز «المياه»، كان الموقف مفاجئًا، فبدلًا من تدفق المياه بلونها الصافى نزل ما يشبه الوحل وطغت رائحة كريهة احتلت كل مساحة الشقة رغم إغلاقها للحنفية بعدة ثوانٍ.
وأضافت، يعانى أهالى شارع درب الشاهد فى ميت عقبة، من نقص مياه الشرب، وعندما تأتى للمنازل تأتى مختلطة بالصرف الصحى وتميل إلى اللون الأصفر، فضلا عن رائحتها التى يسهل تمييزها «المياه بتيجى الساعة خمسة أو ستة ونازلة زى الزفت وعملنا المستحيل معاها، نفسنا نشرب بق مياه نظيف».
«أم سيد»، إحدى الساكنات بالمنطقة، تظن أن منظر مياه الشرب المختلطة بالمجارى حلما، وعقبت: «للوهلة الأولى ظننت أننى أحلم، والصورة التى أمامي لمشهد من الأفلام التى نشاهدها، ولكنها تداركت الأمر سريعا وأغلقت الحنفية، ولكن بعد ما انتشرت رائحة المجارى بالمنزل

والتقط بدر جابر، أحد سكان المنطقة، طرف الحديث، قائلا لـ"البوابة"، إن المشكلة تفاقمت منذ 8 سنوات تقريبا، حيث تضخ شركة المياه والصرف الصحى بالكيت كات يوميا، ولكن فى الآونة الأخيرة زاد الوضع سوءًا واختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحى وهذا الأمر غير قابل للاستيعاب والتصديق، مضيفا «فى كل مرة بفتح الحنفية تنبعث رائحة المجاري، كما أن لون مياه الشرب أقرب إلى الأصفر الداكن، وهذا لا يرضى أحدا».
وأوضح: «أبلغنا شركة مياه الشرب والصرف الصحى، وتقدمنا بالعديد من الشكاوى دون أى تدخل لإصلاح المواسير مما اضطر الأهالى لاستخدام المياه المختلطة بالصرف الصحي»، متسائلا: «هل يستطيع مسئول شرب مياه مختلطة بالصرف الصحي ويحتمل هذا الوضع أكثر من ثماني سنوات؟».
وأكد أنهم لجأوا إلى نقل المياه من مسجد حسام الشريف والمنازل فى الشوارع القريبة لمنازلهم، قائلا: «لك أن تتخيل مرارة حالك عندما ترغب فى دخول دورة المياه وتجد مياهها بالمجارى لا تصلح للوضوء أو للاستخدام»، موضحا أنها شديدة الاتساخ بجانب انقطاعها لفترات طويلة طوال النهار
واشتكى أحد الأهالى، رافضا ذكر اسمه، بمنطقة ميت عقبة، من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى، قائلا: «تعرض عدد من الأهالى للإعياء الشديد ومن ضمن تلك الحالات ارتفاع الحرارة وقىء وإسهال، وعلى الفور قام الأهالى بإبلاغ شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالكيت كات، لأخذ عينات جديدة من المياه بالمنازل لتحليلها، ولكن جميع الشكاوى بلا فائدة، بالإضافة إلى أن الجميع هناك يعلم أن السبب الرئيسى لتلك المشكلة هو تسريب ناتج عن أحد مواسير الصرف الصحى ولم يكتشفوا مكان حدوث التسرب حتى الآن.
ويقول «محمد»، أحد أهالى شارع درب الشاهد المتضررين من اختلاط المياه بمجارى الصرف الصحي، «عندما قمنا بفتح الحنفيات انبعثت رائحة المجارى والتى ملأت الشقة، وخرجت مياه مائلة إلى اللون الأصفر الداكن».
وأضاف: «بعض الجيران استخدموا تلك المياه الملوثة للغسيل بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة رغم أنها ليست صالحة لأى استخدام»، مؤكدا أن أزمة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى مشكلة خطيرة وخاصة إذا تعلق الأمر بصحة المواطنين، وعقب بسخرية قائلا: «من غير المعقول أن ننتظر قدوم المياه بالساعات وبالنهاية تأتى مختلطة بمياه الصرف الصحي.

وقالت إحدى السيدات، رافضة ذكر اسمها، إن جميع البيوت بميت عقبة لديها صرف صحى بالمنازل وتتبع شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى منطقة الكيت كات، ولكن للأسف الشديد اختلاط مياه الشرب بالمجارى أدى إلى قيام بعض الأهالى بدق مواسير على عمق بعيد يتجاوز 15 مترا لاستخراج مياه الشرب معتمدين على الطلمبات، ورغم ذلك اختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، مؤكدة أن ذلك الأمر تم إثباته فى تقارير عينات مياه الشرب بالمعامل الحكومية بعد ملاحظة تلوث شديد بمياه الشرب فى المنطقة.
وأكد أهالى شارع «درب الشاهد» بمنطقة ميت عقبة، أن سبب تلوث مياه الشرب بالمنطقة، هو وجود بعض الوصلات المنزلية المتهالكة والتى تمر بجوار الصرف الصحى مما يعرض مياه الشرب للتلوث واختلاطها بالمجاري، محذرين من أنه إذا استمر هذا الوضع سوف يصاب الأهالى بمرض الكوليرا والتيفود وغيرها من الأوبئة القاتلة.