السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإفساد الإداري.. مستشفى جامعة بنها مثالًا!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يخفى على أحد حجم الإهمال والفساد الإداري الذي وصلت إليه المؤسسات على اختلاف أنشطتها، والذي رغم محاربة الدولة له ومحاولات حصره ومطاردته يعتبر في كثيرا من الأحيان أشد خطرا من الإرهاب. 
ورغم الجهد الذى يبذله الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحاربة الفساد وأصلاح الأوضاع الخاطئة، ومحاولات توفير الأموال من قوت الشعب لإنشاء مشروعات قومية وحيوية تفيد الأجيال القادمة ويستفيد منها  آبائنا، فإن هناك مجموعة منتشرة فى المؤسسات تهدر الملايين يوميا - سواء عن قصد أو غير عمد - دون أن نجد من يحاسبها، حتى أصبح لدينا يقين بأن حال تلك الدولة لن ينصلح إلا بإنشاء فرع للرقابة الإدارية فى جميع المؤسسة الحكومية أو تعيين ضابط رقابة إدارية يراقب كل موظف ومسئول فى تلك الدولة . 
دعونى أذكر لكم مثال على جزء من الإفساد المتعمد الذى أصاب مكان صغير فى منظومة كبيرة وهى منظومة الصحة، مستشفى بنها الجامعى والتى تعتبر من أهم المنشآت الصحية التى تخدم 15 مليون مواطن من سكان محافظة القليوبية ومحافظات القاهرة الكبرى والدلتا، حيث أصابها العفن والعطن من كثرة التجاوزات وحجم الإهمال الذى وصلت إليه.
كل ما حدث بهذا المستشفى العريق خلال العام الماضى يدفعنا لدق ناقوص الخطر حتى تتحرك أجهزة الدولة وتتخذ كل الإجراءات التى يجب Hن تتخذ لإيقاف نزيف الإهمال بها وإعادتها لسابق عهدها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عمليات قسم المسالك مغلقة منذ أكثر من أربعة أشهر بقرار من مدير المستشفى على وعد بإصلاح الصرف الصحي بها –المجاري لا مؤاخذة- بها ولم يوضع بها مسمار حتى الآن، قسم عمليات الجراحة احترقت فيه غرفة الإفاقة منذ أكثر من شهرين وما زال حتى الآن بنفس حالتها، الاستقبال الجديد الذي تحدثت عنه كل وسائل الإعلام باعتباره إنجازا كبيرا وإضافة للمستشفى، وافتتحه وزير التعليم العالي لم يعمل حتى الآن ولم يدخله مريض واحد.
وأضف على ذلك جهاز الرنين المغناطيسي الذي اشتراه البنك الأهلي بعشرين مليون جنيه تعطل بفعل فاعل بسب سوء الإدارة منذ أكثر من شهرين وربما يظل معطلا ولا يعمل على الإطلاق، وبذلك يخسر المرضى جهاز ثمنه الآن يزيد على ثلاثين مليون جنيه، وما يزيد الطين بلة أن رئيس الجامعة الدكتور السيد القاضي لم يحاسب مسئول واحد على الإهمال الشديد وتعطل هذا الجهاز، تخيلوا يا سادة أن واقعة تعطيل جهاز الرنين المغناطيسي والتي حدثت أثناء إجراء إشاعة لإحدى الممرضات فى غير أوقات العمل الرسمية وتحدثت عنها جميع وسائل الإعلام العالمية المهتمة بالشان الطبي لم يحاسب عليها أحد لم يقدم مسئول كبير أو حتى موظف صغير للنيابة بتهمة تعطيل الجهاز، والذي منذ تعطله يدفع المرضى 4000 جنيه فى القطاع الخاص لإجراء هذا النوع الدقيق من الأشعة، دعني أيضا أحدثك عن جهاز قسطرة القلب الذي كان يعتبر من أهم النقاط المضيئة في مستشفيات جامعة بنها ويعمل لإنقاذ مرضى جلطات القلب مجانا وبكفاءة نادرة، حيث يوجد فريق طبي عالمي بقيادة الأستاذ الدكتور محمد عبده أستاذ القلب والذى تعطل الآن بسبب سوء الإدارة منذ أكثر من شهر ويحتاج إلى ثلاثة ملايين جنيه لإصلاحه وتركته إدارة الجامعة على هذا الوضع غير عابئة بموت مرضى الأزمات القلبية يوميا على باب المستشفى.
أما عن الأدوية أصبحت غير موجودة على الإطلاق وبخاصة أدوية التخدير والتى يعتبر وجودها عامل مؤثر فى حياة أو موت المرضى الذين يخضعون للجراحات داخل المستشفى، ولنا أن نتخيل أن أفلام الأشعة غير موجودة ويضطر المرضى إلى الخروج على ترولى المستشفى لمراكز الأشعة المجاورة يوميا.
ما يحدث فى جامعة بنها وتحديدا المستشفى الجامعي يحتاج إلى تدخل سريع من الأجهزة الرقابية لمعرفة موطن الخلل وعلاجه لن ما ذكرته كله جزء من كثير، أرجو أن يتم النظر إليه بعين الاهتمام قبل فوات الأوان وقت لا ينفع فيه بكاء على لبن مسكوب.