الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

توتر شبه الجزيرة الكورية يدفع الأسواق العالمية للتراجع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الأسواق العالمية تراجعا كبيرا خلال تعاملات، اليوم الثلاثاء، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية مجددا بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا جديدا، ما عزز الطلب على الأصول الآمنة وضغط بشدة على الدولار والأسهم.
وأثارت بيونج يانج حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية من جديد بإطلاق صاروخا باليستيا صباح اليوم مر من فوق اليابان وهبط في المحيط الهاديء قبالة منطقة هوكايدو بشمال اليابان، ما دفع مجلس الأمن إلى عقد اجتماع عاجل في وقت لاحق اليوم لمناقشة هذه التطورات.
وسجلت البورصة الآسيوية هبوطا جماعيا باستثناء مؤشر "شنغهاي" الصيني الذي غرد وحيدا في المنطقة الخضراء، فانخفض مؤشر "نيكي" الياباني بواقع 0.45 في المائة، ليتداول عند 19362.55 نقطة، ليسجل أدنى مستوى له في أربعة أشهر، كما هبط مؤشر "هانج سينج" في هونج كونج بنحو 0.35 في المائة، ليتداول عند 29765.01 نقطة، كما تراجع مؤشر "سنغافورة" بحوالي 0.56 في المائة، ليتداول عند 3249.34 نقطة.
واقتفت أسواق أوروبا آثر نظيرتها الآسيوية مستهلة جلستها بتراجع جماعي، حيث انخفض مؤشر "فاينانشيال تايمز 100" البريطاني بواقع 1.29 في المائة، ليتداول عند 7305.93 نقطة، كما هبط مؤشر "داكس" الألماني بواقع 1.73 في المائة، ليتداول عند 11914.38 نقطة، وخسر مؤشر "كاك 40" الفرنسي بواقع 1.36 في المائة ليتداول عند 5010.63 نقطة.
كما تراجعت مؤشرات وول ستريت الثلاثة الرئيسية خلال جلسة التعاملات الإلكترونية قبيل الجلسة الرسمية، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر "داو جونز" الصناعي بواقع 0.53 في المائة، لتتداول عند 21.675 نقطة، كما هبطت العقود الآجلة لمؤشر" ستاندرد آند بورز 500" بواقع 0.69 في المائة لتتداول عند 2427.25 نقطة، بينما خسرت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك" نحو 0.88 في المائة، لتتداول عند 5793.75 نقطة.
وفي السياق ذاته، سجل الدولار الأمريكي تراجعا أمام سلة من العملات الرئيسية، وانخفض مؤشره الرئيسي الذي يقيس قوته مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.56 في المائة، ليصل إلى 91.60 نقطة.
وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر مقابل الملاذ الآمن الين الياباني، حيث فقدت العملة الخضراء حوالي 0.63 في المائة عند 108.55 ين ياباني، بعد أن سجلت أدنى مستوى منذ 17 أبريل عند 108.27 ين، كما هبط الدولار إلى أدنى مستوياته في عامين ونصف العام أمام الفرنك السويسري متراجعا بنحو 1.19 في المائة إلى 0.9439 فرنك.
وقفز اليورو أمام الدولار الأمريكي ليتداول عند 1.2069 دولار، مسجلا أعلى مستوياته منذ 2 يناير 2015، قبل أن يستقر بالقرب من 1.2043 دولار، وصعد الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.22 في المائة، ليسجل 1.2962 دولار أمريكي.
ودفعت الآمال باتجاه البنك المركزي الأوروبي للإعلان قريبا عن خطط لتخفيض برنامجه لشراء السندات والأصول باليورو إلى الارتفاع بنحو 14 في المائة مقابل الدولار حتى الآن خلال العام الجاري.
ولاقت العملة الموحدة الدعم منذ خطاب رئيس المركزي الأوروبي "ماريو دراجي" في "جاكسون هول" يوم الجمعة الماضي، على الرغم من أنه لم يعط أي إشارات حول تغيرات جديدة في السياسة النقدية، فيما رأى بعض المستثمرين عدم وجود تعليق على القوة الأخيرة لليورو كمؤشر على أنه ستستمر في الصعود.
وسجل اليورو أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2009 أمام الجنيه الإسترليني عند 0.9297 إسترليني، بارتفاع نحو 0.38 في المائة.
وارتفع اليورو أكثر من 9 في المائة مقابل الجنيه الإسترليني حتى الآن هذا العام، مما يعكس تباين التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو والمملكة المتحدة وآثارها على السياسة النقدية.
وفي أسواق السلع، تأثر النفط بتقلبات السوق العالمية خلال تعاملات اليوم، فانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم أكتوبر بمقدار 0.26 في المائة، ليتداول عند مستويات 46.45 دولار للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر بنحو 0.70 في المائة، لتتداول عند مستويات 51.08 دولار للبرميل، بينما سجلت العقود الآجلة للغاز الطبيعي خسائر بمقدار 0.41 في المائة، لتتدول عند مستويات 2.949 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. 
وفي ظل تخبط الأسواق العالمية وتأثر مختلف قطاعات السوق، انفرد الذهب بحصد المكاسب، ليسجل أعلى مستوى له فى عشرة أشهر، لترتفع بمقدار 15.13 دولار، بما يوازي 1.15 في المائة، لتتداول عند مستويات 1330.37 دولار للأوقية، بعدما صعدت إلى أعلى مستوى لها منذ مطلع نوفمبر عند 1330 دولار، في الوقت الذي حققت فيه أسعار الذهب مكاسب على أصولها بنسبة 1.3 في المائة، أمس الاثنين، وهو أكبر ارتفاع في يوم واحد منذ منتصف مايو الماضي. 
وتأتى تقلبات الأسواق العالمية خلال تعاملات اليوم عقب التصعيد من جانب كوريا الشمالية بعد تزايد حدة التوتر مع الولايات المتحدة بعد أسابيع من موجات التهديدات، حيث هدد زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون بإطلاق صواريخ على جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهاديء، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توعد بيونج يانج برد قاسي، في حالة استمرار تهديدها للولايات المتحدة، الأمر الذي دفع المتعاملين في الأسواق للابتعاد عن الأصول ذات المخاطر المرتفعة وعزز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب والين الياباني والفرنك السويسري.