الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عن ذكرياته في العيد.. عمار علي حسن: لن أنسى طواف البيوت

عمار علي حسن
عمار علي حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان العيد بالنسبة لي يوما مختلفا عن أيام الكد والكدح بين الحقول والمدارس. وهذا اليوم اختلفت طقوسه بين الطفولة والصبا. فحين كنت صغيرا انتظرت العيدية البسيطة من أبي وجدي لأمي، لأنفقها على صناعة بهجتي. ولم تكن تلك البهجة تتعدى شراء البالونات الملونة، واللعب الرخيصة، والحلوى، التي ألهو بها قبل طلوع الشمس، ثم يفضحني الضحى حين تنفد النقود، وتفسد اللعب، وتهضم الحلوى.
بهذه الذكريات الأثيرة يعود د. عمار علي حسن، الروائي المصري البارز، لطفولته مع العيد، وهو يتحدث لـ"البوابة نيوز" أنه بعد سنوات صار ورفاقه يستغلون النقود الشحيحة التي يحصلون عليها يوم العيد في تنظيم دوري لكرة القدم من يوم واحد، الفائز يحصل على مكافأة مما جمعوه.
ويواصل حكيه: وبعد سنوات صار العيد مرتبطا لدي بالذهاب إلى السينما في بندر المنيا، وهذا كان يتطلب منا ألا ننفق ما معنا في دكاكين القرية، بل نأخذه معنا إلى المدينة، حيث محلات الفلافل والكشري والعصير المجاورة لسينمات المنيا الثلاث "بالاس" و"فريال" و"ميامي". نقضي اليوم في البندر، حتى تنفذ نقودنا فنعود مع أول الغبش قابضين على أوقات سعيدة.
حين كبرت أكثر، وصرت في الجامعة، لم يعد بوسعي سوى مراقبة الصغار وهم يمرحون في شوارع القرية المتربة، وتحول العيد لدي إلى يوم لتبادل التهانئ مع الناس. فكنت أخرج وأصدقائي من المسجد بعد الصلاة، أو نأتي من الخلاء إن أقمناها بين الحقول، وندور على البيوت نسلم على كل من فتح بابه، ومن لم يفتحه، نطرق عليه ثلاث، فإن لم يفتح عذرناه ومضينا. 
ويتذكر د. عمار أنهم كانوا يدخلون بيت المسيحيين في القرية إن رأيناها مفتوحة، يسلمون عليهم، وهم من جانبهم كانوا يخرجون من بيوتهم ويطوفون على بيوت المسلمين لتهنئتهم بالعيد. وكان أبناء جيلنا منهم يخرجون معنا إلى ملعب الكرة أو السينما في يوم العيد.