الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فتش عن الوطن في رسوماته.. حكاية ناجي العلي

ناجي العلي
ناجي العلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حال: ميت" كانت هذه الجملة من أبرز مقولات ناجي العلي والتي اصطحبت إحدى رسوماته في الصحف؛ وقد تحققت هذه العبارة في مشهد خطير من حياته وهو مشهد اغتياله الذي يشوبه الكثير من الغموض حول من قام به؛ لكنه كان مصير محتم لفنان فلسطين رفض جميع الانحرافات السياسية التي تتعلق بفلسطين وبالعالم العربي أجمع؛ سواء ضد محتل أو ضد أنظمة سياسية عربية.
وُلد بقرية الشجرة بفلسطين في 1937م، وعندما إحتلت إسرائيل بلده هاجر مع أهله إلى جنوب لبنان حيث عاش في مخيم "عين حلوة" ثم هجر من هناك وهو في العاشرة من عمره ومن ذلك الوقت لم يعرف أبدا للإستقرار معنى ومكان، هو رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي". 
بعد أن بقي "ناجي العلي" مع أسرته بمخيم لبنان إعتقلتقه القوات الإسرائيلية بسبب نشاطاته المعاديه للاحتلال، مما أدى به إلى قضاء أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها، مالبث أن تركه الجيش الإسرائيلي أن إعتقله الجيش اللبناني بعد ذلك أكثر من مرة فكان يرسم على جدران السجنون أيضا.
سافر إلى طرابلس لدراسة ميكانيكا السيارات، فنال الشهادة ثم تزوج من "وداد صالح" الفلسطينية وأنجب منها أربعة أولاد، فبدأ ابنه خالد بإعادة إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة حيث تم ترجمتها بعد ذلك إلى الإنجليزية والفرنسية ومجموعة من اللغات الأخرى. 
ابتدع الرسام "ناجي العلي" في رسوماته الكثير من الشخصيات لعل أهمها "شخصية حنظله"، حيث مثلت الشخصية صبيا في العاشرة من عمره وتم نشرها في جريدة السياسة الكويتية في 1969م، ومن بعد ذلك أصبح حنظله بمثابة توقيع "ناجي العلي" على رسوماته، كما لقى هذا الرسم وصاحبه جماهيرية شديدة وحب كبير وبخاصة من الجمهور الفلسطيني لأن حنظله بمثابه رمز الفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه إلا أنه شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أو يخاف أحدا.
قام الفنان المصري "نور الشريف" بعمل فيلم له يحمل اسم ناجي العلي، حيث أثار ضجة في وقتها وطالب بعض المحسوبين على الحكومة المصرية بمنع الفيلم، بسبب انتقاده للنظام المصري.
ترتبط قضية اغتيال "ناجي العلي" بكثير من الغموض، فهناك جهات لها مسئولية مباشرة أولها الموساد الإسرائيلي وتتمثل الجهة الثانية في منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك يرجع إلى رسمه بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك في هذا الوقت، فأطلق شاب مجهول النار على "ناجي العلي" وأسفرت التحقيقات البريطانية حول هوية هذا الشخص أنه يُدعى "سماره" وعلى ما يبدو أنه الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب كونه موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي وتمت العملية في 22 يوليو 1987م، فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة.
أسفر هذا الحادث الإغتيالي إلى وفاة رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" في 29 أغسطس 1987م، ودُفن في لندن بالرغم من وصايته بالدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده بسبب صعوبه تحقيق مطلبه.