الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في ذكرى وفاته.. محمد نجيب.. المناضل الأول في سبيل الجمهورية

الرئيس الراحل محمد
الرئيس الراحل محمد نجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جلده الإنجليز بسبب عبارته الشهيرة: "بريطانيا تحتل مصر وليست حاكمة لها"، تاريخه مليء بالنضال السياسي والعسكري، شارك في ثورة 1919، كما شارك في حرب فلسطين 1948، قائد ثورة 23 يوليو 1952، أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد إنهاء الملكية في 18 يونيو عام 1953 وعزل الملك فاروق ثم رحيله عن مصر، تولى منصب رئيس الوزراء خلال الفترة من 8 مارس وحتى 18 أبريل 1954، كان القائد العام للقوات المسلحة ثم وزير الحربية عام 1952.

إنه اللواء أركان حرب "محمد نجيب"، ولد بالسودان لأب مصري وأم مصرية سودانية المنشأ في يوليو 1902، بدأ والده مزارعا بقرية النحارية مركز كفر الزيات محافظة الغربية، ثم التحق والده بالكلية الحربية وبعدها شارك في حملات استرجاع السودان، كما تزوج والده بزوجتين أنجب منهما 10 أبناء من بينهم محمد نجيب، تزوج "نجيب" من زينب أحمد وأنجب منها بنته سميحة التي توفيت وهي بالسنة النهائية بكلية الحقوق عام 1950 وبعد طلاقه منها تزوج من عائشة محمد لبيب عام 1934 وأنجب منها ثلاث أبناء فاروق وعلي ويوسف، كان لـ "علي" نشاط ضد الصهيونية يدافع عن الفلسطينيين ومصر، حتي تعرض لحادث تم اغتياله فيه عام 1968، كان وقتها "محمد نجيب" معتقلا، وطلب الخروج لاستقبال نعش ابنه ودفنه إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وتم اعتقال ابنه "فاروق" عندما ضرب مخبرا بسبب تهكمه علي والده بأنه ديكور وخيال مآتة ولم يفعل شيئا للثورة، وخرج من المعتقل محطما نفسيا ومريض بالقلب وبعد فترة قليلة مات، أما الابن الثالث يوسف فكان يعمل في شركة المقاولون العرب بالإسكندرية وتم فصله بقرار من عبد الناصر، ثم عمل كسائق تاكسي فيما بعد، وتوفي عام 1988.
التحق "محمد نجيب" بـكلية جردون ثم بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918، ثم التحق بالحرس الملكي عام 1923، حصل على ليسانس الحقوق عام 1927 وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليه، حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931، تم ترقيته لرتبة يوزباشي (نقيب)، وتم نقله لسلاح الحدود بالعريش عام 1934، كان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، تم ترقيته لرتبة صاغ (رائد) في مايو 1938، كما عين حاكم اقليميا لسيناء عام 1944، وفي عام 1947 كان مسئولا عن مدافع الماكينة بالعريش، وتم ترقيته لرتبة أميرلاي (عميد) عام 1948، وفي نفس العام شارك بحرب فلسطين الذي منح فيها نجمة الفؤاد لإصابته 7 مرات في الحرب إضافة إلي رتبة البكوية وبعد الحرب تم تعيينه مديرا لمدرسة الضباط، وكان صديق الصاغ "عبدالحكيم عامر" الذي تعرف من خلاله علي الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، نفذت الحركة التصحيحية (خطة يوليو)، التي انتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش لوريثه الوحيد وغادر البلاد، ليصبح "محمد نجيب" أول رئيس لمصر بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية.
**خلاف نجيب ومجلس قيادة الثورة:
أعلن مبادئ الثورة الستة، وحدد الملكية الزراعية، لكنه كان على خلاف مع ضباط مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، ونتيجة لذلك قدم استقالته في فبراير، ثم عاد مرة ثانية بعد أزمة مارس،لكن في 14 نوفمبر 1954 أجبره مجلس قيادة الثورة على الاستقالة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر زينب الوكيل بعيدًا عن الحياة السياسية ومنع أي زيارات له، حتي أنهي الرئيس السادات اقامته الجبرية عام 1971ولكنه تجاهله تماما كباقي أعضاء مجلس الثوررة من الضباط الأحرار الذين تجاهلوه، ولكنه ظل ممنوعًا من الظهور الاعلامي حتى وفاته في 28 أغسطس 1984.
**مؤلفات نجيب:
ألف محمد نجيب بعض الكتب التي تعد من الموروثات التي تركها للشعب المصري، منها: "رسالة عن السودان 1943، مصير مصر 1955 وكان بالللغة الإنجليزية وكلمتي للتاريخ 1975، وكنت رئيسا لمصر مذكرات محمد نجيب 1984.
**مبارك يعيده للنور: 
ورغم دوره البارز في تاريخ الجمهورية المصرية، إلا أنه أطيح به من الرئاسة وتم شطب اسمه من كافة الوثائق والسجلات وعاش لمدة 30 عام بفيلا صغيرة له بمنطقة المرج كان يربي الكلاب بها ويسلي أوقاته معها وقت الإقامة الجبرية، ويقول إنها أوفي من البشر، حتي اعتقد الكثير أنه توفي منذ زمن، وذكر فقط أن عبد الناصر هو أول رئيس لمصر، وهو أكثر الشخصيات السياسية التي تعرضت لأقصى أنواع التهميش، وبدأ ذكره في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كما أطلق اسمه علي احد الميادين بالغربية ومدرستين بالإسكندرية بسيدي بشر والهانوفيل، كما أطلق اسمه علي محطة مترو بالقاهرة، وتناولت سيرته الذاتية بعض الأعمال السينمائية والتليفزيونية مثل "دموع صاحبة الجلالة عام 1993، وفيلم "جمال عبدالناصر" عام 1999، ومسلسل "العندليب"2006، ومسلسل ناصر 2008، ومسلسل "أوراق مصرية 2003، وفيلم أيام السادات عام 2001.
**وفاته:
تُوفي محمد نجيب في 28 أغسطس 1984 بعد دخولة في غيبوبة في مستشفى المعادي العسكري، أثر مضاعفات تليف الكبد. بعد أن كتب مذكراته شملها كتابه "كنت رئيسا لمصر"، ويشهد له أن كتابه خلا من أي اتهام لأي ممن عزلوه.
على الرغم من رغبة محمد نجيب في أن يدفن في السودان بجانب أبيه، إلا أنه دفن في مصر بمقابر شهداء القوات المسلحة في جنازة عسكرية مهيبة، من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وحمل جثمانه على عربة مدفع، وتقدم الجنازة الرئيس حسني مبارك شخصيا وأعضاء مجلس قيادة الثورة الباقين على قيد الحياة.