الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فيديو.. "لوثر كينج" يقرع أجراس الحرية بكلمات شاعرها الحلم

لوثر كينج
لوثر كينج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام وعلى تلال "جورجيا" الحمراء، سوف يجلس أبناءُ العبيد السابقين، وأبناء أصحاب العبيد معًا على مائدةِ الأخوّة" و"لديّ حلمٌ بأن أطفالي الأربعة سوف يعيشون يومًا ما في دولةٍ لا يُحكم عليهم فيها على أساس لون بشرتهم، وإنما شخصهم وأفعالهم".
قبل 54 عاما، وفي حشد يتألف من ربع مليون أمريكي، ألقى المناضل والقس الأشهر مارتن لوثر كينغ خطبته التي عُرفت لاحقا بـ"لدي حلم" بمناسبة مسيرة واشنطن من أجل العمل والحرية، وكانت إحدى الخطب الأيقونة في تاريخ تحرير الملايين من العبيد الزنوج.
كان مارتن لوثر صاحب المسيرة الأبرز بمكافحة التمييز ضد السود والتي دفع حياته ثمنا لها، قد تعمد بخطابه الحاشد اختيار ذكرى إعلان تحرير العبيد على يد الرئيس إبراهام لينكولن في يناير 1863، والتي حولت أكثر من 3 ملايين مستعبد في مناطق الجنوب للحرية، وقد جاء الإعلان على إثر الحرب الأهلية بين الولايات الشمالية والجنوبية بأمريكا.
وبعد مائة عام اعتبر لوثر كينج أن الإعلان كان كـ"فجر ضاحك ينهي ليل العبودية الطويل".
لكنه أكد أن الزنجي لا يزال معاقا بـ"قيودِ العزلِ العرقيّ، وأغلالِ العنصريّة بعد مائةِ عامٍ، لا يزالُ الزنجيُّ يعيشُ على جزيرةِ فقرٍ وحيدة في وسط محيطٍ فسيحٍ من الرخاءِ الاقتصادي، لا يزالُ الزنجيُّ يذبُل في زوايا المجتمع الأمريكي، ويجدُ نفسهُ منفيًّا في أرضه".
ولهذا جاء لوثر كينج ليصور وضعا بائسا، أو بحسب وصفه ليصرف "شيكًا"؛ "فعندما كتب الذين أنشئوا جمهوريتنا كلماتٍ عن الدستور وإعلان الاستقلال، كانوا يوقّعون على صكٍّ أصبح كلُّ أمريكي ينتظر أن يرثه"، واعتبر أن أمريكا اليوم خالفت بنود ذلك الصكّ كلما تعلّق الأمرُ بمواطنيها السود. فبدلًا من الوفاء بأحكام ذلك الالتزام، أعطت أمريكا الزنوجَ "شيكًا" زائفًا.. "شيكًا" كُتبَ عليه بعد محاولة صرفه: "لا يوجد رصيدٌ كافٍ".
رفض لوثر "المسكنات المهدئة" وطالب بوعود حقيقية للديمقراطية، وتعهد: "سوف تستمرُّ زوبعةُ الثورةِ في هزّ قواعد الدولة إلى أن يأتيَ يومٌ مشرقٌ يبزغُ فيه العدل" لكنه دعا أبناء عرقه لعدم ارتكاب أفعالًا غير شرعية، قائلا "دعونا لا نبحثُ عما يُطفئُ ظمأنا للحرية بالشرب من كأس المرارة والكراهية".
والمهم بالخطاب أنه ركز على أهمية عدم الارتيابِ في جميع البيض؛ وكان 60 ألف منهم مشاركون بالفعل في المسيرات ضد التمييز.
يقول لوثر: "لن نرضى أبدًا ما دام الزنجيُّ في "المسيسيبي" لا يملك حق التصويت، والزنجيُّ في "نيويورك" لا يؤمنُ في شيءٍ يصوّتُ من أجله. لا، لا، لسنا راضون. ولن نرضى حتى يتدفّق العدلُ كالماء، والاستقامةُ كالنهرِ العظيم".
لكن الأهم أن لوثر كينج ختم بما يشبه الترنيمة المتكررة "لدي حلم" وقد ارتجلها ولم تكن مكتوبة بخطابه، لكنها صارت العلامة البارزة والمخلدة لأثره، وجاء منها:
لدي حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام سوف تنهض دولتنا وتُحيي المعنى الحقيقي لعقيدتها فتقول: "إننا نلتزم بهذه الحقائق لتكون بيّنةً بأن الجميع خُلقوا متساوين".
لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام، حتى ولاية "المسيسيبي"، والتي تُعدّ صحراء قائظة بفعل حرارة الظلم والاضطهاد، سوف تتحولُ إلى واحةٍ للحرية والعدالة.
هذا هو أملنا، هذا هو الإيمان الذي به أعودُ إلى الجنوب؛ بهذا الإيمان، سوف نستطيع أن نشقّ جبل اليأس بحجرٍ من الأمل، بهذا الإيمان، سوف نستطيع أن نحوّل النشاز المزعج في دولتنا إلى سيمفونيةِ أخوّةٍ جميلة، بهذا الإيمان، سنستطيع أن نعمل معًا، ونصلي معًا، ونكافح معًا، ونُسجن معًا، ونقف للحريةِ معًا، مؤمنين بأننا يومًا سنكون أحرارًا.
وأنشد: "الأرضُ التي مات فبها آبائي/ أرضُ فخر المهاجرين/ من كل انحدارات الجبال/ فليُقرع جرسُ الحرية".