قبل عشر سنوات كان الحاج سيد حسني القناوي على مشارف الخمسين، وقتها بدأ رحلة ظل يكررها حتى الآن في نفس التوقيت من كل عام، قاصدًا فيها جبل ووادي وضريح.؛ هو إذا مولد الإمام أبو الحسن الشاذلي الذي يبدأ قبل عيد الأضحى بأسبوع، ومعه يبدأ آلاف المتصوفة في التوافد من بينهم الحاج سيد الذي يقصد المكان عشمًا في الله وبحثا عن خلوة داخل صحراء.
طرق وعرة ونقص في المياه وشمس صيف مسلطة فوق الرؤوس جميعها أمور يراها الحاج القريب من الستين، اختبار إذ يعتبرها دليل عشق للأولياء وراحة إلى جوارهم مهما كانت الصعاب.
كثيرون بخلاف "القناوي" يتعاملون بنفس المنطق إذ لا يرون أزمة في قطع آلاف الكيلو مترات من بيوتهم إلى الصحراء للوصول إلى ضريح "الشاذلي" الذي يسمى "قطب الأقطاب" ومات في حميثرة حيث كان في طريقه إلى مكة.
فئة أخرى بخلاف هؤلاء المريدين ترهقهم هذه الصعاب، يتحدثون عن حب لـ"الشاذلي" لكنه لا يكفي فيما يبدو لترك المشاغل والأولاد لقضاء يوم سفر في صحراء وحضور مولد تنتهي فعالياته مع أول أيام العيد.
أبرز هؤلاء المتغيبون هو الشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية والشخصية الأولى في التصوف داخل مصر، إلى جواره يأتي مشايخ طرق فضلوا عدم الذهاب لأسباب صحية وأخرى خاصة بالعمل وبعضهم دلل على حبه لآل البيت فقال إنه يتردد على تركيا لزيارة الأولياء.
الشيخ عبد القادر الحبيبي، شيخ الطريقة الحبيبية، أكد لـ"البوابة" عدم ذهابه إلى مولد "الشاذلي" قائلًا إن الأمر يحكمه مشاغل خاصة إنه وأغلب أبناء الطريقة يعملون بوظائف يصعب التغيب عنها لبضع أيام.
وأوضح أن الطريقة تنصح أبناءها بالذهاب إلى المولد والذبح هناك خاصة هؤلاء القادمون من الصعيد؛ موضحا أنه كشيخ طريقة يهتم بزيارة أضرحة آل البيت والأولياء للدرجة التي ذهب فيها إلى تركيا ومرة ذهب إلى العراق ليبحث عن ضريح ولي غير مشهور لكن قلبه تعلق به.
الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوي، استرسل في تعلقه بالإمام أبو الحسن الشاذلي لكنه أكد عدم مشاركته في المولد هذا العام، مشيرًا غلى أن ظروف مرضيه منعته من السفر خاصة أن الطريق صعب ويحتاج لبنيان جسدي قوي.
وأوضح الشيخ أنه لا يتأخر في المشاركة في أي مولد داخل القاهرة لكن مولد "الشاذلي يبعد مثلًا عن مدينة مرسى علم حوالي 150 كيلو متر، وما يقرب من 450 كيلو متر من مدينة الغردقة، وأضعاف هذه الكيلو مترات عن عمار القاهرة والجيزة.
وشدد على أن الطريقة تسمح لأبنائها بالسفر إلى المولد وإحياءه طقوسه، مشيرًا إلى أن الشبراوية يعشقون الأولياء وآل البيت.
الأحمدية المرازقة وتعتبر أحد أكبر الطرق الصوفية في مصر، فضّل شيخها أن يحضر موالد طريقته، إذ يقام الأن مولد سيدي محمد النبراوي، بالقليوبية، وهو شيخ أحمدي يقام مولده بمنطقة الخانكة.
ويقول الشيخ صلاح أبو دنيا، سكريتر عام الطريقة، في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن الطريقة أولى بموالدها ومن يريد من أبناء الطريقة أن يشارك في مولد "الشاذلي" فليشارك "خاصة أن الشاذلي قطب كبير يحظى بعشق كل متصوف".
