الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

صفاء أبوالسعود لـ"البوابة نيوز": أعشق أنغام.. وأحب "دلع نانسي".. حكايتي مع الشيخ صالح "عايزة مجلدات".. والسعوديون "أبو الجدعنة"

صفاء أبوالسعود
صفاء أبوالسعود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صادقة جدا مع نفسها ومع المحيطين بها، فكل من يتعامل معها يعرف أن الصدق والشفافية، هما سر مفتاح شخصيتها.. لا تأتى مناسبة وخاصة الأعياد إلا وتجد صوتها المتميز الدافئ فى كل بيت مصرى وعربى من خلال أغنيتها الشهيرة، التى قدمتها للأطفال وارتبط بها الكبار «أهلا أهلا بالعيد» واشتهرت بها وارتبطت بالأعياد لدينا.. إنها المحاورة والاستعراضية والفنانة الكبيرة الجميلة صاحبة الوجه الملائكى المعجونة بالموهبة «صفاء أبوالسعود».. «البوابة» انفردت بها لإجراء حوار شامل ومطول معها، بعد أن قررت الابتعاد عن عالم الصحافة والإعلام. 

بداية.. سألت صفاء أبوالسعود عن أسباب غيابها عن الأضواء، والقرار المفاجئ الذى اتخذته منذ فترة بالابتعاد عن الوسط الفني، وتركيزها فى الإعلام وتأثير هذا الغياب عليها قالت: لم أبتعد عن الفن بشكل نهائي، ولكننى كنت مشغولة للغاية، ولدى اهتمامات بأشياء مهمة أخري، فى مقدمتها عائلتي، فهم العمود الأساسى فى حياتي، كما أننى كنت أقدم منذ فترة برنامجى «ساعة صفا» وفى رأيى أن هناك تشابها كبيرا بين عمل المذيعة والممثلة، فالمذيعة جزء من عملها تمثيلى، والمتخصصون يعرفون ذلك جيدًا، لذا عملى فى الإعلام جعلنى أمارس هوايتى الفنية وتعويض غيابي، وكل البرامج التى قدمتها ترتبط بالفن والفنانين، وعن أسباب غيابى عن التمثيل أيضا فهو عدم وجود أعمال فنية جيدة تنال رضائي، فأنا لا أريد تقديم أعمال تقلل من قيمتى وقدرى لدى جمهورى الذى اعتاد أن يرانى فى صورة معينة، ولا أريده أن يغضب مني، وفى حال عرض عمل جيد فلن أتردد.
قلت لها لماذا ربط الناس بين ابتعادك عن الفن وزواجك من الشيخ صالح كامل؟.. ردت قائلة: بالفعل لقد قرأت وسمعت كثيرا هذا الكلام، ولكن ارتباطى بالشيخ صالح كامل وزواجى منه ليس له دخل بابتعادي، ولكن القرار كان نابعا من داخلي، بدليل أنه تركنى أعمل فى المجال الإعلامى بعد ذلك، وعلى سبيل المثال كنت ارتديت الحجاب مثل كثيرين من الفنانات تزوجهن رجال، وابتعدن عن الفن نهائيا بسببهم، لكن بالنسبة لى حتى عندما قررت تقديم برنامج تليفزيوني تلقيت عروضا كثيرة من قنوات فضائية كبيرة، ولكننى فضلت العمل فى قنوات «إيه آر تى».

قلت لها قصة زواج صفاء أبوالسعود والشيخ صالح كامل كانت حديث الساعة وقتها وما زالت حتى الآن بعد كل هذه السنين.. ماذا تقولين عن هذه التجربة؟... ترد النجمة الكبيرة: إذا تحدثت عن قصتى وقصة تعارفى أنا والشيخ صالح كامل أحتاج إلى مجلدات حتى تكفيها، فقد تعرفت عليه عندما كان مهتما بإنتاج أعمال لعدد كبير من الفنانين لأنه كان يمتلك شركة إنتاج، وبناء على ذلك تعرفنا، لأننى كنت واحدة من هؤلاء الفنانين وعندما رآنى أعجب بى وظل يراقبنى ويدرسني، ووجد أننى أصلح لأن أكون زوجة له، وأنا أيضا أعجبت به للغاية وأبهرتنى شخصيته فهو إنسان حنون للغاية. 
قلت لها دعينا ننتقل معكِ إلى مرحلة أخرى قريبة لقلبك، وهى البدايات من طفولتك إلى دخولك عالم الشهرة والأضواء والالتحاق بالمجال الفني؟.. أجابت متنهدة بابتسامة صافية نابعة من القلب: «ياااااه، أنت تعودين بى إلى أجمل مراحل عمرى» ثم استكملت قائلة:
بالفعل هذه المرحلة قريبة لقلبى جدًا، ولا يمكن أن أنسى أى شىء منها، وعندما يمر من أمامى شريط الذكريات، أشعر بالسعادة والحزن فى آن واحد، السعادة بما حققته.. والحزن على من رحلوا، فقد ولدت فى مدينة المنصورة، وهذا البلد هو عشقى الأول والأخير، ولدى أخوات أكبر منى، ووالدى كان يعمل ضابط شرطة، وعندما ترقى عمل فى مكتب وزير الداخلية، وكان أحد مساعديه، وعندما تمت ترقيته انتقل إلى القاهرة وجئنا معه للعيش فيها، وكانت القاهرة حينئذ بالنسبة لى بلدًا مزعجًا جدًا، وكان صعبًا عليّ ترك المنصورة.
قلت لها من المعروف صفاء الشعب السعودى الذى تنتمين إليه بحكم علاقتك بزوجك رجل الأعمال السعودى صالح كامل، فما العلاقة بين الشعبين المصرى والسعودى؟ تقول: بالنسبة لى أحب كثيرا الشعب السعودى، فهم شعب أصيل ويتصف بالكرم والجدعنة، أما بالنسبة للعلاقة بين السعودية ومصر فهى وطيدة للغاية، ولا أحد يحلم أن يعكر صفو هذه العلاقات، وأى اختلاف حدث فى الرأى بين الدولتين خلال الفترة الماضية أرى أن ذلك لا يفسد للود قضية بينهما، وليس من الممكن أن تتوتر العلاقات بيننا وبينهم، فالشعب المصرى يحب الشعب السعودى كثيرا، وهم أيضًا، وهناك نسب كبير بين عائلات كبيرة بيننا، والقيادة السياسية تعى ذلك جيدا، وقد قال الرئيس السيسى فى أكثر من خطاب له: مهما يحدث لا يمكن أحد أن يؤثر على علاقتنا بالسعودية وحكامها وشعبها، فالعلاقات تاريخية ومهما يفعل المتآمرون فلا أحد يستطيع أن يبعد الدولتين عن بعضهما.
رفضت النجمة صفاء العديد من التكريمات.. ولكنها وافقت على البعض منها، سألتها: لماذا؟ قالت: رفضت دعوات تكريم كثيرة وجهت لى قبل ذلك، ولم أقبل غير التكريم الخاص بجامعة الدول العربية، لأنه مصدر فخر وشرف كبير لي، حيث تم اختيارى ضمن ١٠ شخصيات كان لها تأثير فى الفن المصري، وقبلت كذلك التكريم الذى دعيت له منذ شهور من جانب المركز الكاثوليكى للسينما، وحصولى على جائزة الإبداع الفني، وكنت سعيدة جدا بهذا التكريم عندما علمت به من المركز الكاثوليكى، وافقت على الحضور دون تردد.
قاطعتها متسائلة: ومتى اكتشفت أن لديك موهبة فى الغناء والتمثيل، ومن الذى اكتشفك وقدمك إلى الساحة؟ أجابت دون تفكير: عندما تقدمت إلى العمل فى التليفزيون، لم أكن أعلم أننى أمتلك هذه الموهبة، إلى أن جمعنى لقاء بالملحن الكبير أحمد رمزي، وعرف أننى لدى الموهبة التى اكتشفها، وقد كان مسئولا عن برامج الأطفال، من حيث الألحان والتمثيل، أما الاستعراض فقد اكتشفنى صديق والدى أحمد شفيق عوف، وهو والد الفنان الكبير عزت أبوعوف، ومن هنا بدأت رغم صغر سنى، وسِرت فى طريقى، وعملت فى كثير من المجالات، كى أصبح صفاء أبوالسعود التى ترونها الآن.

وتستكمل: على المستوى الإنسانى أنا إنسانة طبيعية للغاية وغير متكلفة وأعشق الصدق، وأى شخص يريد أن يكسبنى لا بد أن يكون صادقًا معى إلى أقصى درجة، فأنا أكره الكذب وحياتى ثرية للغاية، فمنذ صغرى أقرأ كثيرًا وأعمل وأنظم وقتى، وليس لدى وقت فراغ نهائيا وحققت ذاتى فى عملى وكونت أسرة وأبناء.
وعن الأشخاص الآخرين الذين تدين لهم بالفضل، قالت: هناك كثيرون كان لهم دور فى حياتى وفى عملى فى الإذاعة، ومن بعدها التليفزيون، فلا يمكن أن تنسى دور كل من أبلة فضيلة والأساتذة العظام بابا شارو وحسين فياض، ومعهم الملحن الكبير أحمد رمزي، وجميعهم قاموا بترشيحها لتكون بطلة وقتها فى برامج الأطفال لتنطلق بعد ذلك بسرعة الصاروخ لتصبح من أهم النجمات فى العصر الذهبى للتليفزيون والإذاعة. 
وحكت صفاء أبوالسعود عن أول عمل قدمته، وأول فيلم والشعور الذى انتابها قائلة: «أول شيء قدمته كان أغنية غنيتها فى عيد الحرية كانت تتحدث عن ثورة ٢٣ يوليو، وكانت مع فرقة موسيقية كاملة، وأول فيلم كان مع المخرج العبقرى حسين الإمام وهو «هى والرجال»، وكان تجربة ناجحة لأنه مع مجموعة من الفنانين مثل نيللى ومديحة سالم، وكان بطولة لبنى عبدالعزيز، وقد انتابنى فى التجربتين توتر شديد، ولكنه زال بعد ذلك وكان أمرًا طبيعيًا.
قلت لها إن كثيرًا من النجوم والنقاد الكبار يشيدون بالجيل الحالى من الفنانين، فماذا تقولين إنت عنهم؟
تجيب: «هذا الجيل لديه حماس وطموح كبيران، وإمكانيات كثيرة، وأعجبت كثيرًا بالجميلة ياسمين صبرى، حيث شاهدت لها أكثر من عمل.
كما أحب ياسمين عبدالعزيز، ونيللى كريم، وعليهم ألا يتعجلوا الشهرة، وأن يختاروا أعمالهم بالطريقة الصحيحة.
من الفن إلى السياسة، انتقلت معها لأسألها عن الرئيس مبارك، الذى غنت أمامه هو وزوجته سوزان مبارك، فى مناسبات كثيرة، وما رأيها فيما حدث له؟ وهل ترى أنه تعرض للظلم والتهميش؟ ترد بسرعة: «بالفعل لقد تعرض مبارك للظلم سابقًا، وأن رئيسًا كبيرًا فى حجمه وله مقامه كان من الصعب أن يحدث له ما حدث، ولا أحد يستطيع أن ينكر أعماله ونجاحاته، والتاريخ يقول ذلك، وليس أنا فقط. 
قلت لها أعلم إنه تجمعك علاقة طيبة بقرينته السيدة سوزان مبارك.. هل ما زلت تتواصلين مع عائلة مبارك أو قمت بزيارته أثناء تواجده فى المستشفى أو بعد خروجه؟ قالت: «للأسف الشديد حتى هذه اللحظة لم أزره وربى يعلم كم أحبه هو وأسرته وأحترمه للغاية، وأعترف أننى مقصرة فى حقه.
وعن حال الغناء المصرى حاليا أكدت «أن الحالة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، أثرت على كل شيء، بما فيها سوق الطرب والغناء فى مصر، لكن مؤخرا ظهرت بعض الأصوات الشابة المبشرة، وهم لديهم إصرار على تقديم شيء مختلف.
وبسؤالى لها عن الإعلام والتليفزيون ورأيها فيهما، قالت: «لدينا حرية تعبير على الشاشة سواء الإعلام الخاص أو الحكومى، وفيما يخص التليفزيون المصرى، أعتقد أنه سيطور برامجه لينافس الفضائيات الخاصة، وقريبا سنرى طفرة كبيرة».