الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لمن لم يدركون بعد حقيقة الاخوان .. إليكم السودان نموذجًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
( إذا بتريد يازول ) أن تدرك ماهو المصير الذى كان ينتظر مصر لو أنه كتب لجماعة الاخوان البقاء فى السيطرة على الحكم .. 
لو أنك تريد ان تعرف .. انظر إلى السودان فهو خير نموذج .. 
أمامنا الان السودان .. ووراءنا السودان بما كان عليه وحتى عهد ليس بالبعيد ، وتحديدا في ماقبل تاريخ الثلاثين من يونيو 1989 وهو تاريخ اندلاع الثورة التى قادها حسن البشير ( احد كوادر الجبة الإسلامية ) - وكان هذا خافيا عن الكثيرين انذاك ولا أفهم كيف !! – وهى الثورة التى سميت بـ  ( ثورة الانقاذ ).
والتى جاء فى بيانها الاول انهم اتوا لانقاذ السودان من الفساد وحالة الانهيار السياسي والاقتصادى فى كل شئ التى تفشت فى البلاد ..( !! ) 
وحقيقة الامر أن من اتوا فى ذلك الوقت ومن سيطروا على الحكم لم يكن حسن البشير وما بدا عليه فى الظاهر ومن معه ، بل كانت جماعة الاخوان بقيادة القطب الاخوانى المتحجر العقلية الارهابي الفكر حسن الترابي .. 
وأن حسن البشير ومن معه ( لجنة الاربعين ) ماكانوا الا مجرد ادوات يحركها حسن الترابي ويضعهم فى مقدمة المشهد لتنفيذ خطة تنظيم الاخوان فى السودان بزعامة الترابي فى السيطرة على السودان و تخريبه وتدميره وقلبه من حال جميل الى نقيضه تماما ..
قامت ( ثورة الانقاذ ) الإخوانية وقبلها مباشرة كانت حالة السودان هكذا فى الماضي  لتصبح الى ماهى عليه الآن : 
** سياسيًا .. 
كان السودان سودان واحدًا بشماله وجنوبه وعاصمته واحدة هى الخرطوم .. أصبح سودانين منفصلين شمالى وجنوبي بعاصمتين هما الخروطوم وجوبا .. أصبح السودان بلدًا تمزقه الحروب الاهلية التى استخدم فيها إهدار الدماء وازهاق الارواح وخراب المدن بشكل هو الأحط والأحقر فى تاريخ المخططات السياسية القذرة .. 
بمجرد سيطرة جماعة البشير على الحكم تحت قيادة وأوامر الترابي وتحكمهم فى كل مقاليد الدولة قاموا بتشكيل ماسمي بـ ( لجنة الاربعين ) هذه اللجنة التى قامت بأبشع الإجراءات للسيطرة على السودان وإرهاب وقمع الشعب السودانى الذى كان معروفًا انه شعب سياسي بالفطرة جريئًا فى مواقفه شجاعًا فى مطالباته فى ظل أى حكم سبق .. تخصصت لجنة الارهابيين فى القبض على كل المعارضين لهم وقتلهم فى ظلام الليل وبمحاكمات صورية بذيئة فى صورها، ومصادرة اموال من اصحابها امتلكوها بعد سنوات طويلة من عمل او موروثات، يصادرونها ويستولون هم عليها جهارا دون مداراة او اخفاء .. لجنة تخصصت فى ابتداع كل الوسائل الوحشية فى تعذيب الابرياء حتى من غير المعارضين لمجرد ارهاب الشعب وزرع القهر والخوف بل والرعب داخله .. وهذا فعلا ماحدث .. قتلوا الشباب وشردوا الأسر واثكلوا الأمهات والزوجات .. 
** اقتصاديًا .. 
- كان الدولار يعادل 12 جنيهًا مقابل مايعادله الان وهو 7000 جنيه ( واستخدم هنا الارقام بالجنيه السودانى القديم وليس الحالى الذى تحمل اوراقه ارقاما مضحكة مثل ورقة بمليون جنيه ! ) لكنها بالحسابات الدقيقة ..
- وكانت السلعة الاهم والتى لاغنى عنها وهى رغيف الخبز ، كان سعر الرغيف 15 قرشًا واصبح سعره الان 250 جنيهًا !! 
- كان السودان بلدا ينعم بالرخاء ويتسم بالكرم الناتج عن حالة الرخاء وبالامان المترتب على هذا .. 
وعلى سبيل المثال : لم تكن هناك بيوت تغلق بمفاتيح ، فالكل يعرف عند غيابه ان بيته آمن فى ظل حراسة جاره له .. الآن تفشت ظاهرة السرقة وأصبحت أبواب البيوت تغلق بالجنازير .. 
لم يكن هناك مايسمى بالتسول على الاطلاق، ومستحيل ان ترى سودانيًا يقف متسولًا فى الطرقات .. الان اصبحت مطاردًا فى كل لحظة بالمتسولين من الرجال وحتى النساء وصولا الى الاطفال فى مشاهد خانقة موجعة .. 
- لم يكن هناك أبدًا مايسمى بالرشوة ، أصبحت الرشوة هى مفاتيحك لقضاء أمورك بعد أن أفسدوا كل شئ وهم من أتوا للقضاء على الفساد كما قالوا ! .. أفسدوا الشخصية السودانية التى كانت عفيفة تتمسك بشدة بكرامتها ، بعد أن أحلوا الفاسدين محل العفيفيين .. بعد أن قاموا أول ما قاموا بتسريح الأغلبية العظمى من موظفى الدولة والمؤسسات الحكومية من مناصبهم ووظائفهم واستبدلوهم بأعضاء جماعة الاخوان الذين لايمتلكون لا كفاءات ولاخبرات، وكل امكانياتهم انهم اعضاء فى الجماعة، فأفسدوا وارتشوا وسرقوا واغتنوا يتساوى فى هذا أصغر موظف ورئيس الدولة نفسه !
- كل شيء خرب فى السودان ولم يعد هناك ما يسمى بالبنية الاساسية لا إقامة الجديد منها ولا إصلاح القديم فيها ، فكل المخصصات أصبحت تسرق وتذهب الى الحسابات الخاصة لسارقي السودان من اعضاء جماعة الاخوان والسلطة المسيطرة، وانتقلت ثروات السودان اليهم يتمتعون هم فقط بها ، وانتشرت قصورهم المبالغ فى رفاهيتها وضخامتها في جميع الاحياء الراقية التى استولوا على الاراضي فيها بلا مقابل والتى خصصت لها الخدمات العامة دون غيرها من المناطق .. فى نفس الوقت الذى أصبح المواطن السودانى من خارج المنظومة الاخوانية يعانى من الفقر المدقع، واصبح السودانى الذى كان فى كرمه غير مسبوقا الى درجة وضع ( الصوانى ) الكبيرة العامرة بكل اصناف الطعام والعصائر امام المنازل فى شهر رمضان ، يجلس امامها رجال البيت انتظارًا لعابر سبيل ادركه الاذان قبل وصوله منزله ليشاركهم الافطار .. اصبح نفس السودانى لا يجد مايقتات به هو نفسه وأهل منزله إلا بشق الأنفس .. 
أصبحت اغلب العائلات السودانية تعتمد على واحد أو أكثر منها يعمل فى الخارج أو الدول الخارجية ، ويقوم شهريًا بتحويل مايعينهم على العيش والا ما استطاعوا المواصلة .. 
- كان السودانى نادرا مايهاجر ليعمل خارج بلده .. الان اصبح معظم الشعب السودانى مهاجرًا خارج وطنه ، وعلى غير عادته أصبح يقبل بوظائف متدنية لم يكن ابدا يقبل بها فى السابق .. ولما لا وهو المقهور المطحون داخل وطنه ؟ .. 
** التعليم .. 
كانت الدول الاوربية وامريكا وكذلك البلدان الخليجية تتلهف على حامل الشهادة الجامعية من خريجي السودان، للعمل سواء فى مستشفياتها كأطباء أو فى بنوكها ومؤسساتها الاقتصادية والادارية لما كان معروفا عن قوة الشهادات التعليمية فى السودان وارتفاع مستوى التعليم فيه وارتفاع مستوى إجادة اللغة الانجليزية لدى الخريج السودانى .. انقلب الحال تماما واصبحت الشهادات السودانية تعادل بالاقل منها ( فالدكتوراة مثلا تعادل بالماجستير ) بعد تدهور مستوى التعليم وانتشار الجامعات الخاصة ذات الاهداف التجارية التى يملكها اعضاء جماعة الاخوان الموجودون داخل السودان أو خارجه أو المتخفيين وراء اسماء لمالكين صوريين ..
** اجتماعيًا .. 
- شوهوا الشخصية السودانية الاصيلة الجميلة .. كان السودانى لايكذب، لايسرق، لايكره، لايحقد، كان عفيفا كريما شهما مقداما .. الان اشياء كثيرة تغيرت للاسف ..
- شوهوا العادات والتقاليد السودانية الجميلة .. فالأفراح السودانية التى كانت تتميز بجمال وخصوصية طقوسها وتمتد الى أسبوع متواصل تتواصل فيها الاحتفالات وتحييها فرق الغناء ويشارك الجميع فيها رجالا ونساء رقصا وغناء، أصبح هذا ممنوعًا حسب قوانين الجماعة ذات الفكر الارهابي القهرى .. وباتت الاعراس تداهمها الشرطة وتقبض على أصحابها وعوضا عن ان يبيت العريس مع عروسته يبيت محجوزًا فى قسم الشرطة بتهمة الفسق والمجون ! 
- حتى الثوب السودانى الجميل الذى كان يصنع من الحرير والشيفون الراقي اصبح فى حكم الغائب واستبدلوه بأقمشة ثقيلة كئيبة - لتخفى ماتحتها من ملابس ! - لاتتناسب وطبيعته كمجرد غطاء جميل ..
- اما ( البنطلون ) فحدث ولاحرج .. أصبح ارتداؤه جريمة عقوبتها الجلد، حتى لو كانت السيدة او الفتاة ترتدى معه ( بلوزة ) تصل الى مايقترب من القدمين ! 
- حتى المأتم والتى هى بطبيعتها ذات طقس حزين الا انها فى السودان كانت لها خصوصية وتميز جميل يعلن عن طبيعة الكرم السودانى والتضامن والمشاركة الوجدانية الراقية .. كان العزاء ولانه يمتد قائما على مدار أربعين يومًا يتشارك فيه الجميع، أهل وأصدقاء وجيران .. الكل يساهم والكل يقوم بدوره وأهل المتوفى لايفعلون شيئا سوى الجلوس لتقبل العزاء من المعزين منذ الصباح المبكر وعلى مدار الاربعين يومًا .. والاهل والاصدقاء يأتونهم بالذبائح كى تذبح وتعد منها الاطعمة لتقدم لكل من يأتى للعزاء مهما كانت ساعة وصوله .. و الجيران لايتوقفون عن الأتيان بالاطعمة مطبوخة جاهزة، والشاى والقهوة والمياه الباردة التى لاتتوقف لحظة .. كل هذه السلوكيات الاجتماعية الحميمية الكريمة قد انتهت تقريبا مع تفشى الفقر والغلاء الرهيب فى كل شيء، ولم تعد موجودة الا وسط بعض العائلات الغنية التى مازالت تقاوم كى تبقى على التقاليد والقيم السودانية القديمة الاصيلة .. 
** مافات ماهو الا بعض امثلة مما كان عليه السودان فى السابق وما أصبح عليه الان وبعد سيطرة جماعة الاخوان التى لاتدين ابدا بالولاء ولابالانتماء لأى وطن تعيش فيه .. هذه الجماعة التى ومنذ انشأتها المخابرات البريطانية بأوامر من الماسونية العالمية ، وهى فى كل مكان تسيطر فيه ماهى واعضاؤها الا منفذون لمخطط تخريب وتدمير الاوطان .. والتى تلقفتهم امريكا الصهيونية من بريطانيا ، لتكمل هى ( امريكا الصهيونية ) بهم الدور وتزرعهم داخل كل بلد عربي ، تضخ اليهم المليارات كى ينفذوا مخطط التخريب والتدمير وبيع وخيانة الاوطان .. ليكون النصر فى النهاية للمشروع الصهيونى .. للحلم الصهيونى !
** والان فلنسجد لربنا العلي القدير انه قد سخر لنا من جيش مصر العظيم رجل عقد العزم على وضع الروح فوق الاكف فى سبيل ان ينقذ مصر من مصير كارثي كان ينتظرها لو أن هذه الجماعة الارهابية الفاشية الفاسدة قد واصلت الحكم وسيطرتها على مصر .. 
ولندعو الله عز وجل ان يمنحه القوة والحكمة والعزم والثبات والاصرار والتصميم ومعهم ابطال جيشنا من المخلصيين لمواصلة الجهد والكد والعمل المخلص لانقاذ مصر تماما، والعودة بها الى مكانتها الصحيحة قوية عظيمة شامخة جميلة راقية رائدة قائدة لأمتها العربية ..