الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

في مصر كل الطرق تؤدي إلى "هي فوضى"

 الدكتور محمود أحمد
الدكتور محمود أحمد أبوالعزائم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحنا فى عالم تحكمه الجريمة، فقد أضحت جرائم القتل فى مصر، فى الآونة الأخيرة، تتخذ أشكالًا عدة وصورًا مقيتة، فبعدما كان قتل النفس أعلى درجات الغضب، أصبح الآن رد الفعل الأول فى أى مشاجرة على اختلاف درجة حدتها، فنرى يوميًا وقائع القتل فى كل بقعة من أرض مصر، حتى ولو كان السبب ٤ جنيهات أو رغيف عيش أو تذكرة مترو أو تعديًا باللفظ أو الإهانة، وآخرون يقتلون بسبب مشاجرة على مستحقات تاكسى أو ثمن كوب شاى، وتلميذ هاجم زميله بسكين للتسابق على الصعود إلى الأتوبيس، وسيدة مات قلبها وأجهزت على ابنتها بعصا مميتة ضربًا أفضى إلى الموت بنزيف بالمخ حتى تسكتها عن البكاء الذى أزعجها وحالات أخرى كثيرة مشابهة، ومهما تغايرت دوافع القتل، فإن النتيجة واحدة وهى إزهاق روح إنسان ذنبه أنه اختلف مع آخر فى وقت فوران أعصاب أحدهما فقتل أحدهم الآخر.
يرى الطب النفسى متمثلا فى كلام الدكتور محمود أحمد أبوالعزائم الاستشارى فى المجال بكلية طب قصر العينى والحاصل على الزمالة بكلية الطب النفسى الملكية البريطانية، أن أى عنف هو غريزة إنسانية تنتج عن الحرمان من العاطفة والحنان والإشباع الرومانسي، وتولد عدم تمكن الفرد من التحكم فى انفعالاته والعكس صحيح، والقتل لأسباب تافهة ناتج عن فقدان النفس للأمان، وتنامى الأزمات الاقتصادية التى تضغط على أعصاب الناس، وتجعل ردود أفعالهم تتخطى المعقولية فى التصرفات تجاه أقرب الناس إليهم، والدليل أن كثيرًا من جرائم القتل مؤخرًا، تتم فى محيط الأسرة، حيث يقتل الأب أولاده أو تقتل الأم أولادها، أو الابن والبنت التى تقتل أمها أو أباها. 
فهذا يعتبر هراء ولا يصح أن يحدث فى المجتمع المصري الذي يرحم الكبير ويعطف على الصغير من آلاف السنين ولكن المطبات الاقتصادية الفظيعة، خلقت مجرمًا بداخل كل واحد فينا يفقد التحكم فى ردود أفعاله.
ومن أغرب جرائم القتل خلال الأيام الماضية حادثتان الأولى أم قتلت ابنتها تعذيبًا والثانية رجل قتل طليقته بعد المعاشرة الجنسية الحرام لمجرد شائعات سمعها عنها. 
وشهدت منطقة النهضة الحادث الأغرب، والذى يصيب بالذهول فور سماعه هو كيف لنا أن نصدق أن أمًا قتلت طفلتها الصغيرة بسبب ملامسة أعضائها الجنسية ومحبوسة حاليا ١٥ يومًا على ذمة التحقيق لاتهامها بقتل طفلتها الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها ٨ أعوام، والمصيبة الكبرى أن الأم التى حبست ابنتها ذات الثمانية أعوام بغرفة مظلمة لم تكن تعى أن أفعالها سوف تؤدى إلى موت البنت بعد تعدّيها عليها بالضرب باليد والقدم ركلًا وضربًا مبرحًا، استخدام سكين مسخنة على النار لحرقها فى أماكن عدة فى جسدها، ولم تكن تعى أن شدة الضرب والتعذيب ستقتل الصغيرة.