السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شواغل ورسائل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرسالة الأولى:
إلى صديق مبجل.. مثقف راق، وهذه الرسالة جزء من حوار ممتد ممتع مع الصديق، حول الأستاذ محمد حسنين هيكل: الدور والفكر.. (والذى يحل بعد شهر بالتمام «٢٣ سبتمبر» عيد ميلاده الثانى بعد الغياب.. وهو لن يكون غيابًا حقيقيًا أبدًا، فدور هيكل حضر ليستمر فى الحضور، وفكر الأستاذ سطع ليستمر مشاركًا بحيوية، وطرفًا على الدوام، فى كل قضايا الوطن والأمة المحورية، على امتداد أزمنة الحاضر والمستقبل...).
ضمن الرسالة كتبت:
• (.. عادة أقول: إن موقف محمد حسنين هيكل فى مايو ١٩٧١ نصف خاطئ نصف صائب... أما الخطأ فلأنه وقف مع جانب السادات، وأما الصواب فلأنه وقف ضد أولئك، الذين عرفوا «بمجموعة مايو».. والذين لا أعتبر معظمهم «يسارًا ناصريًا» بالمرة كما وصفتهم أنت يا صديقى بل هم كبار موظفى الدولة البيروقراطيين فى عصر عبدالناصر، وهم يمثلون ما يعرف «بالجمود الفكرى» بكل معنى هذا الاصطلاح، (وإن كانوا عرفوا جميعًا بالنزاهة ونظافة اليد).
أضف أن «تبعية» بل وحتى «يمينية» السادات لم تكن واضحة. وهذا القناع كان أهم ما فى دوره.. ومن لا يتصور هذا يرجع إلى كتبه «الراديكالية» وإلى مقدمة عبدالناصر التى كتبها لأحد هذه الكتب... ولذلك أيضًا لم يقف إلى جانب السادات فى مايو ١٩٧١ من القامات الكبيرة هيكل وحده، وإنما أيضًا شوامخ مثل عميد الدبلوماسية د. محمود فوزى، وأبوالصناعة فى مصر الحديثة عزيز صدقى، ومن اليساريين الكبار د. إسماعيل صبرى عبدالله، ود. فؤاد مرسى اللذين اشتركا فى تلك الفترة فى الوزارة برئاسة فوزى.
أما إشارتك: إلى أن هيكل وصف ماحدث فى ١٥ مايو ٧١ بأنه «ثورة».. فهو أمر لم يحدث على الإطلاق.. وإنما الذين أطلقوا عليه تعبير «ثورة» فهم أمثال: صحفى التزلف الشهير موسى صبرى.. والصدمة أيضًا أن ممن روجوا لهذا التعبير: ثورة التصحيح فى مايو ٧١.. الأديب التقدمى القدير عبدالرحمن الشرقاوى. (وإن كان الشرقاوى قال، للأسف أيضًا، فى جلسة خاصة ردًا على بعض من عاتبوه وانتقدوا هذه التسمية له: الحقيقة.. لاهذه ثورة.. ولاتلك ثورة..لا ٢٣ يوليو.. ولا ١٥ مايو!! وهذا مانقله إلى صديق أثق به هو شاعر العامية العملاق الراحل زكى عمر..)...
• استكمالًا، فى رسالتى نفسها:
«وأحسب أن ملاحظاتى أو تحفظاتى عن «مجموعة مايو»، هى حول «معظمهم» وليس «كلهم».. إذ نستثنى البعض، مثل أمين هويدى: الذى كان بعيدًا عن هذه المجموعة.. وأمضى الكثير من حياته منشغلًا بعطاء فكرى مابين مقالات مميزة (فى جريدة «الأهالى») وإصدار كتب قيمة».
(٢)الرسالة الثانية.. إلى ابنة نبيلة مؤثرة ثاثرة مبشرة.. الزهرة القرمزية فى ملحمتنا النضالية وحياتنا الهادرة الحاضرة:
«نعم: فى العلاقة بين سلطات غاشمة.. ومواطن مقاوم: لايكون هناك معنى للكسر.. والنصر والهزيمة. 
وإلا.. لاعتبرنا مثلًا.. عمر المختار: انكسر وانهزم.. أمام سلطة غاشمة مدججة. والعكس هو الصحيح فى هذه الحالة. لقد عاش الحسين ولسوف يعيش إلى الأبد... بينما لايلقى قاتله «يزيد بن معاوية»، إلا الازدراء الدائم واللعنات.. وأسوأ المصائر. 
إننا لن نشعر بهزيمة أبدًا.. وإنما بعزيمة وإصرار مستمر لايخفت على المقاومة.. فى مواجهة كبرى متعددة الجبهات والجولات: لأنها مواجهة أمة ووطن.. يدافع عن حريته وكرامته.. وشرفه وأرضه.. وثورته وعروبته. وكلها كما نرى... قضايا تستحق المقاومة والمثابرة والصبر. حتى النصر». 
(٣) الرسالة الثالثة.. إلى سيدة جليلة ابنة الشعب والأصالة (تحية من القلب فى عيد ميلادها الذى يحل الآن.. كل عيد لها وهى بخير، كل عيد لمبدعة الأدب وأستاذة الفلسفة: وهى ابنة الحق والخير والجمال):
(تتحدثين إنسانيًا وعميقًا، وجوديًا وفلسفيًا عن الحياة والموت.. ومعك حق. الأفضل من أن نحسد الأحبة الذين فارقونا.. أن ندعو لهم بكل خير، وأن نتذكرهم بكل خير.. ونستشعر بأنهم معنا طول الوقت.. ويبقى أن ننجز كل ما يمكن أن ننجزه فى أعمارنا التى سرعان ما ستمر.. وأن نسعد.. ونساعد على إسعاد من نحب: ما وسعنا الجهد.. وأن نتقبل (خلطة) الحياة فى فصلها الأول الدنيوى.. الذى ليس بجنة ولا بنار.. وإنما كانت منذ نشأتها، وستظل حتى يوم لقاء الرب فى الفصل الثانى الأخروى مزيجًا من أريج الفردوس وصهد الجحيم.. أو هى المزيج الخاص من الورد وجماله والشوك الذى يدمى.. هذه هى الحياة.. وعلينا أن نأخذها (هكذا كما هى).. وأن نحسن حالها قدر الإمكان.. وأن نتأمل أنه رغم كل المآسى: فإن العالم الإنسانى فى تقدم مؤكد.. حقبة تاريخية فحقبة وقرنًا فقرن.. ولكنه التقدم الذى ليس كخط صاعد واضح مستمر متسق.. بل عبر المنحنيات والتعرجات والصعود والانحطاطات.. وهكذا.
ودورنا جيلا فجيل: أن نساهم بدور وأداء.. لتقدم وإمكانات أكبر وأروع للأبناء والأحفاد وللإنسانية... هذه قصتنا... وليس أمامنا قصة أو دراما أوملحمة أخرى. وقد شارك فيها الكل.. من أنبياء وزعماء وعباقرة.. إلى جموع من بسطاء وملح الأرض فى كل عصر وأوان.. ليس أمامنا سوى أن نركز ونحصل على أى قدر متاح من الحق والخير والجمال على هذه الأرض.. وأن ندافع عن هذه القيم النبيلة والراقية فى مواجهة كل الشرور.. (شر ما خلق).. ولسوف نحصل على الكثير من الحق والخير والجمال، وإن كنا لن نحصل على الكمال، فيما نرنو إليه باستمرار ونطمح ونود).