الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود تيمور.. إلى اللقاء أيها الحب

محمود تيمور
محمود تيمور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وُلد لأسرة عاشقة للثقافة والأدب فشرب منذ طفولته الشعر والكتابة حتى أصبحت غذاء لروحه، والده هو الكاتب المعروف أحمد تيمور باشا وعمته هي الشاعرة الرائدة عائشة التيمورية وشقيقه محمد تيمور صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي، هو الكاتب القصصي "محمود أحمد تيمور" والذي وُلد في 16 يونيو 1894 بالقاهرة.
وُلد الكاتب محمود تيمور بدرب السعادة وهو أحد أحياء مصر القديمة حيث نشأ وسط أسرة عريقة على قدر كبير من العلم والثراء، فوالده أحمد تيمور كان واحدًا من أبرز أعلام عصره وله العديد من المؤلفات النفسية والمصنفات الفريدة التي تدل وتكشف عن موسوعية نادرة وفريدة من نوعها.
إلى جانب تشبع الكاتب "محمود تيمور" بالأدب بسبب أسرته، كان لمكان نشأته أثر كبير على كلامه وفكره لأن "درب السعادة" هو أحد الأحياء الشعبية بمصر القديمة فتشبعت نفس "تيمور" وروحه بتلك الأجواء الشعبية منذ نعومه أظفاره وتغلغلت داخل ذاكرة الطفل الصغير الذي طالما تحول إلى كاتب كبير يحكي عن هذه الحكايات في قصصه، فقام الكاتب محمود تيمور بإعاده رسم صور الحياة الشعبية والشخصيات الحية التي وقعت عيناه عليها في كثير من أعماله القصصية، ثم انتقل مع أسرته إلى ضاحية عين شمس فتمتع بجمالها الساحر الذي عمل بمثابه ينبوعا لوجدانه يغذيه بالجمال والشاعرية.
كانت بداية الكاتب "محمود تيمور" بعيدة كل البعد عن الأدب والكتابة فبعد إنهائه مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية الملكية، إلتحق بمدرسة الزراعة العليا ولكن هنا شاء القدر أن يغير من مسار حياته ولكن بشكل كان يبدو مؤلما في بداية الأمر، فقد أُصيب الكاتب وهو لم يتجاوز العشرين من عمره بمرض التيفود وأشتدت خطورة المرض عليه فأدى ذلك إلى انقطاعه عن دراسته بالزراعة والتزم الفراش لمدة ثلاثة أشهر قضاها في القراءة والتأمل والتفكير، حتى لزم الأمر أن يسافر إلى الخارج للعلاج بسويسرا، وفي ذلك الوقت وجد نفسه تميل نحو الأدب ميلا شديدا فألزم نفسه بالقراءة والإطلاع، وهناك أتيحت له دراسة عالية في الآداب الأوروبية فدرس الأدب الفرنسي والروسي إلى جانب سعة إطلاعه في الأدب العربي، ومن هنا كان مرضه سببا في نقطة التحول التي أصبح بعدها القاص الكبير محمود تيمور.
للكاتب محمود تيمور العديد من القصص والروايات مثل "قلب غانيه، مكتوب على الجبين، قال الراوي، بنت اليوم، دنيا جديدة، إلى اللقاء أيها الحب"؛ إلى جانب أعماله المسرحية مثل "عروس النيل، قنابل، حواء الخالدة، اليوم خمر، كذب في كذب" إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى.
كما حصل الكاتب "محمود تيمور" على العديد من الجوائز مثل جائزة مجمع اللغة العربية في مصر 1947م، جائزة الدولة للآداب في 1950م، جائزة واصف غالي بباريس 1951م، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1963م.
رحل القاص "محمود تيمور" عن عالمنا في مثل هذا اليوم 25 أغسطس من عام 1973م عن عمر يناهز 79 عامًا.