الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأزمة القطرية والإخوان وراء قطع المعونة الأمريكية.. "الرشيدي": محاولة لعرقلة تقدم مصر الدبلوماسي.. ولابد من موقف سياسي حازم تجاه "الكونجرس".. اللاوندي: نقبل التحدي ونرفض الإذلال

دبلوماسيين
دبلوماسيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد عدد من الدبلوماسيين، أن قرار الكونجرس الأمريكي بخفض المعونة الأمريكية إلي مصر يأتي بتأثيرات من قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، داعين البرلمان للتواصل مع الكونجرس الأمريكي لإثنائه عن هذا القرار.
وأضافوا أن الولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم سلاح المعونة للضغط على مصر، فيما يتعلق ببعض القضايا في المنطقة ومن بينها اشتراكها في مجموعة الدول الأربعة المحاصرة لقطر.

قال السفير جلال الرشيدي، عضو مصر الدائم في الأمم المتحدة سابقا، إن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم سلاح المعونة للضغط علي مصر فيما يتعلق ببعض القضايا في المنطقة ومن بينها اشتراك مصر في مجموعة الدول الأربعة المحاصرة لقطر.
وأضاف الرشيدي، في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أن الضغوط الأمريكية محاولة كذلك لعرقلة التقدم الدبلوماسي المصري في غزو إفريقيا وأوروبا واستعادة مصر لدورها الريادي في المنطقة والعالم أجمع.
ودعا الرشيدي إلي اتخاذ موقف سياسي وتشريعي لإجبار الكونجرس الأمريكي عن التراجع عن موقفه فيما يتعلق بخفض المعونة، داعيا البرلمان المصري إلي تكوين تكتل والضغط علي الكونجرس الأمريكي لتغير قراره وإقناعه بالظروف الخاصة التي تمر بها مصر وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي الصعب والحرب التي تخوضها ضد الإرهاب.
وندد الرشيدي بالقرار الأمريكي، موضحا أن ربط المعونة بملف حقوق الإنسان يعد تدخلا في الشأن الداخلي المصري، ولاسيما أن الولايات المتحدة لديها انتهاكات كبرى لحقوق الإنسان وبالتالي فليس من حقها أن تتطرق إلى هذا الملف.

ومن جانبه، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن محاولة مصر لممارسة الضغوط علي الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن قرار خفض المساعدات لن تجدي نفعا، موضحا أنه صدر عن الكونجرس الأمريكي ولا يتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمريكا دولة مؤسسات.
وأضاف اللاوندي، أنه عادة ما يثار الجدل نفسه حول خفض المعونة الأمريكية في سبتمبر من كل عام، لافتا إلي أن هذه المعونة ليس من قبيل المنحة ولكنها ارتبطت باتفاقية كامب ديفيد وتعتبر حق مصري أصيل مقابل استخدام إسرائيل لموارد سيناء.
وتابع اللاوندي أن الولايات المتحدة تربط المعونة بملف حقوق الإنسان، لأنها واقعة تحت تأثير المعارضة، وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المقيمين في واشنطن، مطالبًا بقبول التحدي الأمريكي ورفض الإذلال وربط المعونة بشروط معينة، والشعب المصري قادر علي التحمل وتجاوز هذه المحنة.

وقال اللواء محمد الغباشى مساعد رئيس حزب حماة الوطن إن قانون الجمعيات الأهلية يتماشى مع الواقع وينظم العمل الأهلي بشكل أكثر التزاما بعيدا عن الأنشطة الخفية التى يسعى إليها البعض تحت مسمى الجمعيات الأهلية والقانون تمت مراجعته بدقة شديدة حتى تكون موادة متوافقة مع الدستور.
واضاف مساعد رئيس حزب حماة الوطن، أن توقيت القرار يثير العديد من علامات الاستفهام وخاصة للموقف الراهن فى منطقه الشرق الأوسط ومقاطعة قطر التى من الواضح أنها تبذل قصارى جهدها لمحاولة اكتساب عطف وولاء دوائر صناع القرار الأمريكى للضغط على دول المقاطعة بجميع الطرق.
وأشار الى إنه لم يعد من المقبول لدى الشارع المصرى استخدام المعونة الأمريكية كأداة ضغط على الحكومة فى أى شأن، وخير دليل على ذلك صمود الشعب المصرى أمام إجراءات إدارة أوباما فى تجميد المعونة عقب ثورة ٣٠ يونيو ولم يعد من المجدى استخدام فزاعات حقوق الإنسان كطريق للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، وإغفال تضحيات الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب الذى شاركت فى صناعته إدارة أوباما، كما وصف ترامب أثناء حملته الانتخابية.
وأشار الغباشي إلى أن أمريكا بها الكثير من التجاوزات والعنصرية بين الرجل والمرأة والبيض والسود، والامس القريب خير شاهد بالإضافة إلى معاملة المشتبه فيهم وطريقة استجوابهم التى تكون فى منتهى القسوة وتتعدى الحدود المنصوص عليها فى الاتفاقيات الدولية وسجنهم دون الخضوع لأي محاكمات، وسجن جوانتانموا وما يحدث به من تعذيب بابشع الوسائل وامام العالم كله شاهد على ذلك.
وتابع أن الولايات المتحدة، تتغاضي عن الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وأيضا ما يحدث فى السجون التركية، التى تدينها منظمات الاتحاد الاوربى وطرد الآلاف من وظائفهم وما حدث فى ميدان تقسيم من معاملة قاسية من الشرطة للمواطنين والإصابات العديدة التى لحقت بالشباب وخاصة الفتيات وما يحدث فى قطر من انتهاكات للعاملين فى استادات مونديال 2022 وأدانتها المنظمات الدولية وتم رفع دعاوى فى المحاكم الأوروبية بها.
وأشار إلى أن امريكا تعاقب مصر من أجل إجراءات تحافظ بها على أمنها القومى وخاصة أنها تكافح الإرهاب نيابة عن العالم، هل هذا يعنى أن امريكا تدعم الارهاب؟، لافتًا إلى أن جموع الشعب المصرى يشعرون بحالة من الغضب والإحباط من الموقف الأمريكى، وجميع طوائف الشعب أنهم يدعمون إجراءات الحكومة لمكافحة الإرهاب وكافة أشكال وصور التدخل فى الشأن الداخلى.
فيما أكد مصدر حكومي مطلع، أن قرار الكونجرس الأمريكي بتخفيض المعونة الأمريكية لن يؤثر على الوضع الاقتصادي المصري، مشيرًا إلى أن حجم المعونة الأمريكية، أقل من إيردات مصر من النقد الأجنبي في يوم واحد فقط، وليس لها أي تأثير.
وتابع أن الحكومة عملت علي برنامج إصلاح اقتصادي، يحمي مصر من أي صدمات ويجني الآن ثمار الإصلاح، لافتا إلى أن المعونة الأمريكية متوقفة من كذا سنة قائلا: "أيه الجديد، قد تحررت مصر من تلك القيود وعملت على سياسات إصلاحية وهيكلية محكمة للإصلاح الاقتصادي للاعتماد علي أنفسنا ونجحت مصر بتفوق، دون الاعتماد علي سياسات الغير والمساعدات المالية، فقد واجهت مصر حل مشاكلها بنفسها، ونجحت، وأصبحنا أحرارا، قائلا: ضربنا الحصار وأحبطنا مخطط الإخوان، وأمنا البلد". 

ومن جهة أخرى عقب محمد معيط نائب وزير المالية للخزانة العامة، أن تخفيض المعونة الأمريكية، أن مثل هذه الأمور بسيطة من الناحية الاقتصادية ولكن المقصود منها سياسيًا هو الأعمق. 
ونفي مصدر سياسي بارز بأن قرار الكونجرس بتخفيض المعونة الأمريكية بسبب قانون الجمعيات الأهلية الذي ينظم عمل الجمعيات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، لافتًا إلى أنه جاء متوازنا ومحكما، وتوقع المصدر أن قرار الكونجرس يأتي للضغط على مصر بسبب مقاطعتها لدولة قطر هي وبعض الدول العربية.