الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"معركة وادي ماجد".. تخلد ذكرى انتصار بدو مطروح على الاحتلال البريطاني

معركة وادى ماجد
معركة وادى ماجد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل محافظة مطروح فى ٢٤ من أغسطس من كل عام بعيدها القومى، تخليدًا لذكرى انتصار بدو المحافظة على قوات الاحتلال البريطانى فى معركة «وادى ماجد» عام ١٩١٥ التى شهدت تاريخًا حافلًا بالنضال، وسالت على ترابها دماء الأجداد ودماء الأعداء أيضًا، وسطر فيها أبناء الصحراء الغربية ملحمة وطنية، وسُجلت أسماؤهم بحروف من نور فى سجل التاريخ.
دارت أحداث المعركة غرب مدينة مرسى مطروح، حيث توافد المجاهدون بكثرة من قبائل الصحراء الغربية فى اتجاه الغرب، ليعسكروا فى وادى ماجد لمدة عشرين يوما، مما تسبب فى شعور الإنجليز بحدوث شىء غريب، وكان يمثلهم الجنرال إسناو قائد قوات الاحتلال البريطانى بالصحراء الغربية وقائد منطقة مرسى مطروح، وحاول الضابط روبل بشتى الطرق جذب سكان الصحراء إلى قواته، ومن حيله أنه ادعى إعلان إسلامه، كما كان يرتدى الزى البدوى ويتحدث باللغة العربية، وذهب روبل إلى منزل العمدة يونس الدربالى، مطالبًا إياه بالتوسط لإقناع الضابط المصرى صالح حرب وأحمد الشريف السنوسى وزعماء القبائل، بعدم مقاومتهم للقوات الإنجليزية فى غرب مطروح، والرحيل لشرقها، لكن باء مطلبه بالرفض.
وأصدر الدربالى أوامره عكس ما طلب روبل، فقد اجتمع زعماء القبائل يتقدمهم حسين جبريل العاصى وعبدالرحمن طرام ومحمد الدربالى وحميدة عطيوة فى وادى ماجد، وأصدروا تعليماتهم إلى القبائل بالتمركز فى المكان ذاته، كما انضمت عائلة عميرة بمنطقة رأس أبو لهو إلى المجاهدين، وقد أصاب زعماء القبائل فى اختيار مكان المعركة بهذا الوادى الذى يمتد حوالى ١٠ كيلومترات طولًا، بحيث ينهى عند مشارف قرية أم الرخم التى تبعد عن البحر بنحو ١٢٠٠ متر، وعرض غير منتظم الاتساع، بحيث يضيق ويتسع ما بين ٧٤٠٠ متر بانخفاض كبير عن الهضاب المحيطة، مما لا يسمح باستخدام السيارات المجهزة للعدو، فبعده عن البحر يجعل استخدام بحرية الأعداء غير مؤثر، إضافة إلى وجود مجارٍ بفعل سقوط الأمطار فى هذا الوادى.
تولى المجاهد حسين العاصى ومعه زعماء القبائل قيادة المعركة، بحيث يكون النساء والأطفال بالخيام فى مؤخرة الوادى غربًا، وجن جنون الإنجليز حينما اكتشفوا حقيقة تحرك القبائل، وكان أشدهم غضبا الجنرال إسناو، بحيث أمر بتعقبهم بقوة ضخمة بقيادته، تحركت من مرسى مطروح فى اتجاه الغرب، واتخذت الساحل طريقا لتعقب القبائل البدوية. 
واشتعل ميدان المعركة بالنيران من الجانبين، بحيث استخدم الإنجليز البحرية والمدفعية والبنادق، وظل القتال محتدمًا طوال النهار، وتفوق المجاهدون البدو على الأعداء، فقد أصيبت قوات العدو بخسائر كبيرة قدرت بحوالى ٤٠ ضابطًا وأضعافهم من الجنود إلى جانب أكثر من ١٥٠ حصانًا، وعلى الجانب الآخر أصيب قائد المجاهدين حسين العاصى، ولكن ظل أولاده مدافعين عنه صامدين حوله ببسالة حتى أُصيبوا، وحاول «إسناو» استمالة البدو لوقف القتال، ولكنه فشل، ولقى مصرعه على يد صالح حرب، وتمكن الرعب من قلوب الأعداء بعد مقتله، الأمر الذى جعلهم يتراجعون تاركين قتلاهم فى الوادى، ولكنهم عاودوا الهجوم على المجاهدين الذين تصدوا لهم بقوة، إلى أن ارتدت قواتهم إلى قاعدتهم بمرسى مطروح، وبهذا يكون المجاهدون البدو قد نالوا شرف الانتصار على الجنود البريطانيين.
أبناء المحافظة جميعًا فى تلاحم وتعاون، ووطنيتهم تصل إلى النخاع، وهم دائما بوعيهم الوطنى، ما يكون لها السبق فى دعم أى مبادرة لصالح الوطن، مع تأكيد ولائهم للقيادة السياسية الرشيدة، واستمرار تلك الروح الوطنية الدائمة لديهم منذ عهد محمد على باشا حتى الآن، والدليل على ذلك ما نجده من تلبية للمبادرات الوطنية، فمطروح المحافظة المصرية الأولى والوحيدة التى بادرت بعقد مصالحة وطنية شاملة عقب ثورة الثلاثين من يونيو، ومبادرة تسليم الأسلحة غير المرخصة طواعية بعدد ٥٥٠٠ قطعة متنوعة، وتسليم أرض المشروع النووى بالضبعة دون قيد أو شرط، والاستجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمبادرتى «صبح على مصر» و«تحيا مصر».