الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"فرنسيس" يطلب الصلاة من أجل متضرري جزيرة إيسكيا

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرى بابا الفاتيكان "فرنسيس"، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة في قاعة بولس السادس، واستهل تعليمه الأسبوعي قائلًا: لقد أصغينا إلى كلمة الله في سفر الرؤيا "هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا".. يقوم الرجاء المسيحي على الإيمان بالله الذي يخلق على الدوام حداثة في حياة الإنسان والتاريخ والكون.. حداثة ومفاجآت".
وتابع: هناك أب يذرف دموع شفقة لامتناهية على أبنائه.. أب ينتظرنا ليعزّينا لأنّه يعرف آلامنا وقد أعدَّ لنا مستقبلًا مختلفًا.. إن الله لم يخلقنا مصادفةً وأجبر نفسه وأجبرنا على تحمل ليالي يأسٍ قاسية، بل خلقنا لأنه يريدنا سعداء.. إنه أبانا وإن كنا نحن، الآن وهنا، نختبر حياة غير تلك التي أرادها لنا فإن يسوع يعطينا الضمانة بأن الله يعمل ليفتدينا.
وأضاف: نحن نؤمن ونعلم أن الموت والحقد ليستا الكلمتين الأخيرتين اللتين تحددان مصير الحياة البشريّة، وبالتالي أن نكون مسيحيين يتطلّب منا التحلّي بوجهة نظر جديدة: نظرة مفعمة بالرجاء.. هناك من يعتقد أن الحياة تحبس أفراحها فقط في الشباب والماضي وأنَّ العيش هو مجرّد اضمحلال بطيء؛ وآخرون يعتقدون أن أفراحنا هي فقط مرحليّة وعابرة وأن اللامعنى يطغى على حياة البشر.
واستطرد: "لكن نحن المسيحيين لا نؤمن بهذه الأمور، بل نؤمن أنّه في أفق الإنسان هناك شمس منيرة على الدوام وأن أيامنا الأجمل لم تأتِ بعد، نحن أبناء الربيع ولسنا أبناء الخريف: نرى براعم عالم جديد ولا الأوراق اليابسة على الأغصان، لا نتخبّط في الحنين والندَم والتحسُّر لأننا نعرف أن الله يريدنا ورثة لوعد وزارعي أحلام لا يتعبون".
وقال: إن المسيحي يعرف أن ملكوت الله وملك محبّته ينمو كحقل القمح حتى وسط الزؤان وبأن الشر سيُقلع في النهاية، نحن لا نملك المستقبل ولكننا نعرف أن يسوع المسيح هو أكبر نعمة لحياتنا: إنّه عناق الله الذي ينتظرنا في النهاية ولكنه يرافقنا منذ الآن ويعزينا في المسيرة، هو يقودنا إلى "مسكن" الله الكبير مع البشر حيث مع العديد من الإخوة والأخوات سنحمل إلى الله ذكرى الأيام التي عشناها هنا على هذه الأرض. كم سيكون جميلًا عندما سنكتشف في تلك اللحظة أن لا شيء يضيع سدى، وأن الخلق لم ينتهِ في اليوم السادس من التكوين بل استمرّ بلا كلل لأن الله لم يتوقف أبدًا عن الاعتناء بنا، وصولًا إلى اليوم الذي فيه سيتحقق كل شيء وإلى الصباح الذي فيه ستزول كل دمعة، إلى تلك اللحظة التي سيلفظ فيها الله كلمته الأخيرة، كلمة البركة: "هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا".
وفي نهاية مقابلته العامة وجّه بابا الفاتيكان نداءً قال فيه: "أوجّه فكري وأعبّر عن قربي المحب من الذين يتألّمون بسبب الزلزال الذي ضرب مساء الاثنين جزيرة إيسكيا.. نصلّي من أجل الموتى والجرحى وعائلاتهم والأشخاص الذين فقدوا بيوتهم".