الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

معركة لبنان ضد داعش تدخل مرحلتها الأخيرة

الجيش اللبناني -صورة
الجيش اللبناني -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ أن أطلق قائد الجيش اللبناني في 19 أغسطس الجاري، عملية "فجر الجرود" ضد تنظيم داعش الإرهابي، تواصل القوات إحراز نجاحات في قتالها لتطهير جبال لبنان الشرقية من سيطرة عناصر التنظيم، وتتقدم القوات في القتال بتنسيق مع الجيش السوري وحزب الله، حيث تدور معارك على الجانب الآخر من الحدود داخل سوريا لحصار المجموعات المقاتلة وإحكام الطوق عليها.
ودخلت المعارك في مرحلتها الثالثة والأخيرة، التي تستهدف تحرير مساحة 40 كيلومترًا مربعًا الأخيرة المتبقية تحت سيطرة داعش؛ حيث يتجمّع عناصره في آخِر معاقلهم في الجرود، لاسيما في منطقة رأس الكف في جرود رأس بعلبك، التي وصل الجيش إليها وسيطر عليها بعد اشتباكات عنيفة، وقام بنزع الألغام التي زرعها المسلحون، وقامت الدبابات بشق طريقها بعد تطهير الطرق من الألغام، وحررت وحدات الجيش عدة مرتفعات في المنطقة، فيما تواصل طائرات الجيش دك مواقع المسلحين المتحصنين وسط الجبال بالتزامن مع قصف وحدات المدفعية للكهوف والمغارات التي تعجز المروحيات عن إصابتها.
وأعلنت حدات الجيش عثورها على كمّيات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجّرات والعتاد العسكرية من مدافع هاون ورشاشات متوسطة وثقيلة وبنادقَ حربية وقنابل يدوية، وقاذفات مضادة للدروع وصواريخ مضادة للطائرات، وعبوات ناسفة، إضافة إلى كميات من أجهزة الاتصال والتصوير ومعدات عسكرية متنوعة.
وأوقفَت مديرية المخابرات في عرسال أحدَ المسؤولين الأمنيين في تنظيم داعش السوري، باسل محمد عبد القادر25 عامًا، الملقّب بأبو أنس السحلي والشهير بـ"صقر عرسال". كما أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة، السوري إبراهيم ج. في زحلة، وهو ينتمي لمجموعة البيطار المتهمة بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.
وقد تم تسجيل حالات فرار لعناصر التنظيم الإرهابي على الدراجات النارية نحو الداخل السوري، وتوجه عدد آخر نحو منطقة مشاريع القاع قرب بلدة القاع اللبنانية للالتحاق بعائلاتهم من النازحين السوريين.
ووجهت السفارة الأمريكية فى بيروت، تحية لـ"الجنود اللبنانيين الذين يعملون على الخطوط الأمامية لنزع تنظيم داعش من لبنان والعالم"، مشددة على أن الولايات المتحدة فخورة بدعم الجيش اللبنانى، باعتباره شريك فى المعركة ضد تنظيم داعش.
عين الحلوة
وفي الوقت الذي تخوض فيه القوات قتالا عنيفا لتطهير الحدود الشرقية من مسلحي التنظيمات فإن مجموعتي بلال بدر وبلال العرقوب المتهمين بالانتماء لداعش أشعلوا اشتباكات بمخيم عين الحلوة بالجنوب اللبناني والذي يعيش فيه أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني، فيما فسره مراقبون بأنه محاولة من التنظيم لفتح جبهة جديدة من أجل تخفيف الضغط عن منطقة الجرود.
ويقود بلال بدر، العشرات من بقايا تنظيمي جند الشام وفتح الإسلام، وقد أعلن عدد من المتشددين بالمخيم خلال اليومين الماضيين عزمهم الانضمام إليه في القتال الدائر بالمخيم.
وتحاول حركة فتح حسم المعركة بأسرع وقت، وأفادت تقارير بأن هناك مسؤولين مساعدين للرئيس محمود عباس وصلوا إلى لبنان للإشراف على الحملة في عين الحلوة، بينما وترفض حركة حماس المشاركة في المعارك، وتسعى لتأمين ممرّ آمن لهذه المجموعات للتوجه إلى سوريا بعد انتهاء معركة الجرود ضد داعش.
وتستخدم الفصائل المتحاربة في المعارك المشتعلة حاليا مدافع الهاون والقذائف الصاروخية والقنابل والأسلحة الرشاشة، وأدت إلى تدمير عدد كبير من المنازل في تلك الأحياء التي عانت من اشتباكات دامية في شهر أبريل الماضي بين القوات الأمنية وجماعة بلال بدر، وتفيد الأنباء الواردة بأن أصوات الاشتباكات بالمخيم تـُسمع في مدينة صيدا القريبة.
وتسعى القوات الأمنية بالمخيم لإلقاء القبض على بدر والعرقوب لتسليمهما إلى الجيش اللبناني بتهم الانتماء لداعش، وتهريب السلاح وارتكاب جرائم ضد الجيش ومؤسسات أخرى.
وتفيد الأنباء بتقدم عناصر حركة فتح داخل حي الطيري، لكنهم لم يتمكنوا من الاحتفاظ بالمواقع التي وصلوا إليها بسبب كثافة النيران التي يتعرضون لها، نتيجة لتغلغل العناصر المتشددة في أزقة المخيم.
وكانت التوترات في المخيم بدأت يوم الخميس الماضي عندما اقتحم بلال العرقوب قاعة اليوسف، التي تتمركز فيها القوة الأمنية الفلسطينية عند أطراف حي الطيرة، واستمرت الاشتباكات حتى منتصف الليل، مما أدى إلى نزوح عائلات فلسطينية وطرد عناصر القوة الأمنية المكونة من حركتي حماس والجهاد، وسقوط قتيلين أحدهما نجل العرقوب وأكثر من 10 جرحى.