الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ما وراء الإنبوكس.. رحلة فتاة رومانسية من جحيم الأب إلى عذاب الزوج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنا امرأة زاد عمرى على الثلاثين، نشأت فى الجحيم ذاته، أو فى بيت كأنه الجحيم. أب قاس بخيل سليط اللسان، وأم ضعيفة لأقصى ما تتخيل، قبلت أن يستولى رجل على عمرها ومالها ثم يضربها ويهينها ويعامله كجارية، كيلا يقال عنها مطلقة.
كنا أربعة أشقاء، نذوق العذاب يوميا، كان الأب يكوينا بالنار لأتفه الأخطاء، بينما الأم تقف متفرجة، ولا تستطيع الدفاع عنا، لأنها كانت ستشاركنا العذاب نفسه إن فتحت فمها بكلمة.
كبرت شخصية غامضة مهزوزة فاقدة الثقة بنفسي، وكبر معى كرهى لأبي، حتى صرت لا أتحمل سماع صوته أو النظر إليه. وحين بلغت سن الزواج، زوجونى غصبا لابن عمي.
مرّ على هذا الزواج ما يزيد على ٧ سنوات، والنتيجة أننى أكره زوجى كما كرهت أبي. رغم أنه ليس بهذا القدر من السوء، لكن بينهما كثير من الطباع المشتركة، وردود الأفعال المتشابهة. وما يزيدنى كرها فيه أنى لا أجد نفسى فى العلاقة الحميمة معه، ولم أستمتع مرة واحدة طيلة فترة زواجنا.
فى المرات الأولى، كنت أفكر أن الأمور ستتحسن تدريجيا، لكنها كانت تسوء مع الوقت، حتى صرت أبكى أثناء العلاقة، وتسيل دموعي، بينما هو لا يتوقف حتى لسؤالي: مالك؟ أحيانا أغلق فمى وأدير وجهى إذا ما حاول تقبيلي، وكان يغضب، ويرد بتصرفات عدوانية عنيفة.
نحن مختلفان تماما، فبينما أنا هادئة ورزينة ورومانسية وخجولة، هو عصبى جدا وتافه ولا يعمل حسابا لأحد، لدرجة تشعرنى أنه سوقيّ. حاولت كثيرا التقرب منه، ومصارحته بما يدور فى بالي، لكنه لم يكن يستمع، حتى طلباتى له بالسفر معا إلى أى مكان هادئ، يتجاهلها، ويتهرب منها، ويسافر وحيدا، حتى فقدت الأمل تماما فى أن تتصلح العلاقة بيننا، ونعيش حياة سوية سعيدة.
لم يكن هو الرجل الذى تمنيت الزواج بمثله، وزاد الأمر سوءا تصرفاته معي، حتى أصبحت فى غاية الإحباط طول الوقت. وصار عندى كسل وخمول فظيع، حتى علاقتى بالله ساءت تماما.
أنجبت طفلا وحيدا، ثم قررت ألا أكررها، فلست أرغب فى زيادة عدد الضحايا. وكثيرا فكرت فى الطلاق، لكنى لا أريد العودة لبيت أبي، وأعرف أن أحدا لن يسمح لى بالعيش مع ابنى لوحدنا.
الشيء الأكثر إيلاما فى نفسى أنى صرت أستمتع بنظرات الرجال لى خارج البيت، وأحيانا أتخيل نفسى فى علاقة حميمة مع أشخاص آخرين، حتى لو كانوا أقل منه فى المستوى المادى أو حتى على مستوى الشكل، وأجد اللذة فى هذا.
مؤخرا، بدأت علاقة بينى وبين شاب عبر الإنترنت، نحن فقط نتحدث كصديقين، وإن كان يلمح لى بحبه، لكنى لا أعطى الأمر أهمية كبيرة. علاقتنا لا تتعدى الشات، فلم نلتق، ولا أنوى أن أفعل، وإن كنت حاولت مرات أن أقطع كل وسائل الاتصال بيننا، لكننى أفشل فى هذا.
أحيانا أفكر أنى أحبه، وأن هذا التعود والقبول هو دليل على الحب، وأحيانا أخرى أقول لنفسى إنه ليس أكثر من الفراغ والوحدة اللتين أعانيهما. أحيانا أشعر بالذنب تجاه زوجي، وأحيانا أخرى أتذكر ما يفعله بي، فأفكر: إنه يستحق، وأحس كأننى أنتقم منه بهذا الشكل.
ذهبت لاستشارة طبيب نفسي، فأعطانى أدوية مضادة للاكتئاب، لم تفدنى فى شيء، فتجاهلتها. وزوجى يرفض تماما فكرة خروجى للعمل، أو لاستكمال الدراسة، لعلى أجد شيئا يشغل وقتى وبالي. نفسيتى تزداد سوءا، وعلاقتى بزوجى وبابنى وبنفسى وبالحياة كلها تزداد سوءا. انصحنى بالله عليك.
الرد:
سيدتي.. نحن نعيش الحياة مرة واحدة، وليس من حق أحد أن يحرمنا منها. التعذيب النفسى والقهر والكبت والاستغلال الجنسي، كلها أنواع من القتل البطيء، ومن حقك أن تدافعى عن نفسك إزاء كل هذا. ولا شيء، ولا أحد، يستحق أن تعيشى حياتك على هذا النحو.
العلاقة الحميمة بين الزوجين ليست سلوكا شهوانيا بحتا، لكنها وسيلة لتحقيق المحبة، يلجأ إليها الحبيبان كإحدى وسائل التواصل والتكامل والتداخل فيما بينهما. قد يحدث أن يكون أحدهما مرهقا لبعض الوقت أو فاقدا الرغبة، فيتفهم الطرف الآخر هذا، ويراعيه، لكن أن يكون أحدهما كارها إياها على الدوام، فهذا يدل على خلل جذري، لا بد من إصلاحه، أو الانفصال، لأن البديل هو الحرمان أو الخيانة، وكلاكما لا يستحق هذا.
عليك التحدث إليه بصراحة مطلقة بكل ما يدور فى بالك. واقترحى عليه الذهاب معا لاستشارة طبيب نفسي، فإما يقبل بهذا، وإما يحق لك المطالبة بهدنة من هذه العلاقة، يعيد خلالها كل منكما ترتيب أوراقه، وتحديد موقفه من الآخر. وإذا يئستِ فى إصلاح الوضع، فلا تستمرى فيه. اهربى بحياتك ومشاعرك ممن يدمرها.
أما عن علاقتك بهذا الشاب عبر الإنترنت، فهذا شيء لا يليق بك. لا تفعلى اليوم ما تندمى إن تذكرته غدا. احفظى لروحك كرامتها، ولإنسانيتك رقيّها، وخلى رأسك مرفوعة دائما، ليس لديك ما تخجلين من الاعتراف به، ولا ما تخافين على انكشافه. هذا يزرع روحك بالثقة، والأمان، ويشعرك دائما أن الله معك. ومن كان الله معه لن يضيع أبدا.