الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ما وراء الإنبوكس.. بين حبيبي وخطيبي.. قليل من الود وكثير من الحيرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنا فتاة فى الرابعة والعشرين من العمر، أحببتُ شابا فى مثل سني. كان صديقى وحبيبى معا، حتى أننى اكتفيت به، وبعدت تدريجيا عن أصدقائى وصديقاتى من أيام الجامعة. لكن عندما فاتح أهله برغبته فى الارتباط بي، رفضوا تماما، وللأسف هو استسلم لهم، وخذلنى تماما.
لم تمر أيام، إلا وتقدم لخطبتى شاب من عائلة كبيرة، ويعمل فى وظيفة مرموقة بدولة خليجية، كان كل من حولى يرونه حلما لكل فتاة، ويشجعوننى على القبول به. حينها اتصلت بحبيبي، وأخبرته بالموقف، لكنه لم يتحرك، لم ينفعل حتى، لم يكسر الدنيا كما كنت أنتظر، بل رد بضعف غريب: اللى يريحك إعمليه. والأدهى أنه تقدم لخطبة فتاة أخرى بعدها بأسابيع قليلة.
بعد خطوبتي، بدأت أسعى بصدق لأن يكون خطيبى هو كل حياتي، وأخذت أدقق فيما يقول لأتعرف على طباعه وأفكاره، ولأعثر فيها على ما يقرب بيننا، لكنه كان على العكس مما توقعت تماما، ومختلفا عنى كليا. فبينما أميل للهدوء والأغانى المريحة والضحك بصوت منخفض، يميل هو للصوت العالي، ويحب الأغانى الشعبية المزعجة، ولا أرى ابتسامته، بل دائما يضحك بصوت عال مبالغ فيه. وكثيرا كنت ألفت انتباهه برفق لأن يخفض صوته فلا يكترث. أخبرته وسط الكلام أننى أحب الرجل الوقور المتزن الذى لا يخرج الكلمة من فمه إلا بحساب، لكنه لم ينتبه لما أقصده، ولم يحاول تغيير طباعه هذه. أحسست بالغربة عنه، ووجدتنى أتذكر حبيبى الأولاني، وأحن إليه، وأتذرع بأى شيء للاتصال به والتحدث معه وسؤاله عن أخباره مع خطيبته.
فى تلك الفترة كنت قد بدأت فى استعادة أصدقائى القدامي، وعرف حبيبى السابق بهذا، وغضب بشدة، وطالبنى بالابتعاد عنهم جميعا، وإلا فلن يتحدث معى تماما. سألته عن السبب، فأجاب: «مش هقبل إنك تكلمى شباب غيري، أنا راجل ولازم تحترمى مشاعري». كان رده بمثابة الصدمة بالنسبة لي. إذا كنت قبلت أن تتم خطوبتى على شاب آخر، ولم تنفعل بهذا القدر، فكيف تثور على أننى أتحدث مع أصدقاء الجامعة وزملاء العمل؟ أنت لست طبيعيا.
سقط من نظرى حينها، وإن كنت لا أستطيع أن أمنع عقلى عن التفكير فيه، ولا زلت أبحث عن أية مناسبة للاتصال به وسماع صوته. احترت كثيرا، ولا أدرى كيف أتصرف.
الرد:
عليك أن تعرفى أولا أن «حبيبك الأولاني» هذا لا رجاء فيه. إنه ليس الرجل الذى يعول عليه، وتمسكك بالأمل تجاهه نوع من المرض، وسلوكك هذا إهدار للوقت والطاقة والمشاعر. وعليك – فى كل الأحوال - تجاوزه سريعا. عليك أن تغادرى هذه المحطة، لأن القطار لا يصل إليها.
أما فيما يتعلق بخطيبك، فليس لك الحق فى محاولة تغييره ليكون على مقاسك، وعلى الشكل الذى تريدين أنت. وربما لو حاول هو تغييرك لتكونى على مزاجه، ما قبلتِ.
عليك أن تقبليه كما هو، وإلا فلا تقبليه كليا. ولتأخذى قرارك بوعي، يمكنك فتح نافذة للحوار معا فيما يسعدكما، ويخلق مزيدا من الانسجام بينكما. ابدءا تأسيس العلاقة بينكما على الشكل الذى يضمن لكما قدرا لا بأس به من السعادة.
مراقبتك لخطيبك، لمعرفة مقدار التشابه بينكما، فيها الكثير من المراهقة الفكرية والعاطفية، حررى روحك منها، ودعى قلبك يزن الأمور على مهل، لعله يرى فيه ما يغريك بالقرب منه. ولعل فيه من الصفات ما يجعله جديرا بقلبك ومحبتك وبعمرك كله. واطلبى من الله أن يقربكما ما دام القرب خيرا لكما.
اجتهدى لتكون حياتكما أفضل، وإن رأيتِ أن جهودك هذه تروح عبثا، فلا تهدرى مزيدا من الوقت فى علاقة لا تمنحك الأمل والفرح والاطمئنان والرضا والسعادة. اطلبى منه الانفصال بهدوء. لكن احرصى قبلها ألا تظلميه، ولا تظلمى قلبك.