الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"مقابر دوبلكس".. حيلة أهالي الدقهلية للتغلب على ارتفاع أسعار الأراضي وضيق المساحة.. الأهالي: المياه الجوفية أهم الأسباب.. ووكيل الأوقاف: الأصل الدفن في باطن الأرض ولكن الضرورات تبيح المحظورات

مقابر دوبلكس
مقابر دوبلكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت فى الآونة الأخيرة فى بعض قرى ومدن ومراكز محافظة الدقهلية المقابر ذات الأدوار المتعددة، أو كما يسمونها المقابر الدوبلكس، والتى تصل لطابقين وثلاثة وسط تأييد ورفض لبعض المواطنين، ويتجه بعض المواطنين للارتفاع بالمقابر لعدة أسباب منها ضيق المساحة وارتفاع أسعار المقابر أو لمشاكل بسبب انتشار المياه الجوفية رغم أن الأصل فى الدفن هو باطن الأرض.
وقال أمجد الفرماوى: إن هناك بعض القرى انتشرت فيها المقابر ذات الدور والدورين، رغم أن الأصل فى الدفن أن يكون فى باطن الأرض، مشيرا إلى أن السبب فى اتجاه البعض إلى المقابر متعددة الأدوار هو ضيق المساحة المخصصة لذلك مما يؤدى إلى لجوء الأهالى إلى الارتفاع عن سطح الأرض، ومن ضمن الأسباب أيضا ارتفاع أسعار الأراضى المخصصة لبناء المقابر وكذا صعوبة استخراج الترخيص.
ورصدت "البوابة نيوز" مقابر كفر البدماص بالمنصورة، والتي لجأ أصحابها إلى بناء أدوار ثانية وثالثة للمقابر التى تقع بنهاية شارع الدراسات بمدينة المنصورة.
وأكد عبدالمولى أحمد من سكان عزبة الشال بمدينة المنصورة، أن أسرته لها مدافن بمقابر كفر البدماص، وأن سبب لجوئهم لهذه الحيلة هو الحالة السيئة التى وصلت لها المقابر وعدم استطاعتهم فتح المقابر القريبة للأرض.
وقال إنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للحى بسبب الصرف الصحى الذى ملأ شوارع المقابر، وكذا محيط المقابر وداخلها وما كان يقوم به الحى هو إرسال سيارات لكسح المياه، مؤكدا لهم أن المشكلة تكمن فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى، وأنها التى تمتلك المعدات والإمكانيات لمعرفة المشكلة وإيجاد حل لها.
وأشار إلى أنهم اضطروا إلى إلغاء المقابر القريبة من الأرض فى معظم المدافن بسبب غرقها فى الصرف الصحى وبناء أدوار ثانية وثالثة لدفن موتاهم، مما يجعل هناك صعوبة فى الدفن، مضيفا أن هناك مطالب سابقة بنقل المقابر بعيد عن المنطقه وأنها فى مكان وسط المباني السكنية لكن النقل سيحتاج وقتا وإجراءات ونحن نريد حلا لمشكلة الصرف لأننا بنتعذب لما بنفتكر صورة الصرف وهى داخله على جثث موتانا.
وأضاف محمود عبدالفتاح فلاح، أنه فى قريته اضطروا لبناء مقابر من دورين بسبب قلة المساحة المرخص بالبناء عليها، كما أن الأسعار ارتفعت كثيرا، حيث وصل سعر المتر فى المقابر داخل القرى إلى أزيد من 5 آلاف جنيه مما يضطرهم إلى بناء دور ثانى وثالث.
فيما رفض محمود السعيد من قرية دموه بدكرنس فكرة المقابر الدوبلكس أو التى تقع فوقع سطح الأرض، مشيرا إلى أن القرآن والسنة حدد لنا طبيعة الدفن وهى فى باطن الأرض، مشيرا إلى أنهم فى القرية يدفنون على الطريقة الإسلامية فى باطن الأرض، مؤكدا أن هذا هو الشرع.
فيما أشار عبدالغنى السعيد موظف أن بعض القرى تضطر إلى عمل مقابر دورين بسبب طبيعة المنطقة والتى تكن بها مياه جوفية كثيرة أو انتشار للكلاب الضالة التى يمكن أن تنبش الأرض وتلتهم الجثث، وكذا المياه الجوفية ستؤدى إلى تعفن للجثث وانتشار أمراض خطيرى بالمنطقة.
فيما تشن مجالس المدن حملات مكثفة لإزالة المقابر المخالفة التى يقيمها بعض المواطنين، وأكد مصدر بأحد مجالس المدن أن المواطن يلجأ إلى بناء المقابر بالمخالفة بسبب تعقيدات التراخيص لبناء مقبرة التى تحتاج إلى أوراق كثيرة وجهات مختلفة حتى يتم الحصول على الترخيص لبناء المقبرة، وهو ما يضطرهم إلى اختصار الوقت والمسافات والبناء بالمخالفة.
ومن ناحيته أكد الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، أن الأصل في الدفن فى باطن الأرض لقول الله تعالى: "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ"، وهنا فالأصل هو الدفن فى باطن الأرض، مضيفا أن هناك حالات نجد أن الأرض فيها مياه جوفية، مما يؤدى إلى الإضرار بالجثث، كما أن هناك مساحات ضيقة لا تسع كل الجثامين، مشيرا إلى أنه فى تلك الحالات فلا حرج هنا من الارتفاع مع الكراهة لأن النبى صلى الله عليه وسلم أوصى بالدفن فى باطن الأرض.
وأضاف زيادة أن الضرورات تبيح المحظورات فهناك ضرورة للدفن فوق الأرض فعند الضرورة الملحة والله تعالى أعلى وأعلم فهو مباح عند الضرورة لضيق المكان أو خوفا من المياه الجوفية أو أى أضرار أخرى، فما يؤذى الحى يؤذى الميت أيضا.