الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

في عزاء رفعت السعيد.. حضرت مصر وغاب المتأسلمون

عزاء الدكتور رفعت
عزاء الدكتور رفعت السعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب - سمير عثمان وتصوير: فايد الجزيري ومحمود عبد الناصر
رسالة تعزية من «أبومازن» إلى «السيسي»
نقيب الصحفيين: تمتع بسعة أفقه والانفتاح على كل التيارات
«النمنم»: مناضل يحتذى به.. و«المصيلحي»: رجل المواقف الوطنية الخالصة
عبدالرحيم علي: أبرز قديسي اليسار وأحد علاماته.. عاش يخدم الفلاحين والكادحين 
سيظل اسمه محفورا في أذهان المصريين، بل في أذهان العرب جميعًا، فكان مناضلًا عربيًا وليس مصريًا فقط، ومثالا يُحتذى به في الوطنية والإخلاص، ويبقى واحدًا من رموز السياسة في مصر والوطن العربي، ومفكرًا لا يشق له غبار، وقائدًا سياسيًا لا مثيل له، ومناضلًا جسورًا خاض العديد من المعارك دفاعًا عن الثوابت الوطنية، وكان أول الذين كشفوا حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية، وصاحب مصطلح «التأسلم السياسي» الذي كتب عنه بحثًا بديعًا، يضاف إلى مجمل كتبه التي تعد مرجعًا أساسيًا للباحثين والدارسين والسياسيين من كل الاتجاهات.
طابور طويل اصطف أمام مسجد عمر مكرم بوسط القاهرة، أمس الأول الأحد، لاستقبال الضيوف المعزين في المفكر الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، ورئيس المجلس الاستشاري للحزب، والذي وافته المنية مساء الخميس الماضي عن عمر ناهز 85 عامًا. 
تسبق الطابور لافتة كبيرة تحمل اسمه، تم وضعها أمام المسجد بجوارها أكاليل من الزهور، بينها إكليل أرسله الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن»، كُتِب عليه: «المناضل رفعت السعيد فقيد الوطنية المصرية».
بهذه المشاهد بدا عزاء السعيد، الذي توافد عليه المئات من القيادات الشعبية والتنفيذية والحزبية.
مشاهد عدة شهدها العزاء، ما بين توافد العديد من الوزراء والمسئولين، وبين تصريحاتهم التى عبروا من خلالها عن بالغ حزنهم لرحيله، ووصفوه بأنه خسارة كبيرة، وأن مصر فقدت أحد المفكرين والسياسيين الذين يصعب تعويضهم.

وكان أبرز الحاضرين لتقديم واجب العزاء اللواء عباس كامل، مدير مكتب رئيس الجمهورية، والدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، والدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير «البوابة» وعضو مجلس النواب، والمهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، ووزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، واللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي، وعلي المصيلحي وزير التموين، وأشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال، والمستشار عمر مروان، وزير الدولة لشئون مجلس النواب، والمهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات، وحلمي النمنم وزير الثقافة.
وحضر أيضًا مصطفى بكري وصلاح حسب الله عضوا مجلس النواب، ومحمود طاهر رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، وأحمد فوزي رئيس الحزب المصري الديمقراطي، وطارق النبراوي نقيب المهندسين، وأسامة الغزالي حرب، رئيس لجنة العفو الرئاسي.
كما حضر العزاء الدكتور جابر عصفور والفنان عادل إمام والفنان علي الحجار، ومحمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، وفؤاد بدراوي، السكرتير العام السابق لحزب الوفد، وعصام شيحة عضو الهيئة العليا السابق لحزب الوفد.

وشارك في العزاء الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، والكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية والشئون القانونية الأسبق، والكابتن محمود الخطيب نجم النادي الأهلي السابق، وضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، والمستشار أحمد سعد، الأمين العام لمجلس النواب، والكاتب الصحفي أسامة سرايا والإعلامي عبد اللطيف المناوي، والكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل.
وشهد العزاء حضور المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق، ويحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق، والإعلامي إبراهيم حجازي، والكاتب الصحفي محمود مسلم رئيس تحرير جريدة «الوطن»، وعماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق»، وسعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون، وسيد عبدالغني رئيس الحزب الناصري، ومحمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتور صلاح سلام عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وخالد على الناشط الحقوقي.

مراسم العزاء شهدت أيضًا حضور الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق، وطاهر أبوزيد الأمين العام لائتلاف دعم مصر، وكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وحاتم زكريا سكرتير عام نقابة الصحفيين، والدكتور محمد الباز رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، والدكتور عصام فرج عضو الهيئة الوطنية للصحافة، وأحمد الفضالي رئيس تيار الاستقلال، والإعلامي سيد علي، والمهندس حسام الخولي سكرتير عام حزب الوفد، وجورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمهندس موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد.

كما شارك عدد من السفراء الأجانب والعرب، منهم السفير الأسترالي بالقاهرة نيل هوكينز، والسفير الفلسطيني جمال الشوبكي، والوفد المرافق له، والذي جاء مندوبًا عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن.
خالد السعيد، نجل الدكتور الراحل، كان يتقدم صفوف المستقبلين لعزاء والده، يجاوره أقارب الراحل، والنائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، وعدد كبير من قيادات الحزب وأصدقائه، منهم حسين عبد الرازق، ونبيل زكي، وحسن أحمد، ومحمود حامد.
وقال السفير الفلسطيني، في تصريحات لـ«البوابة»، إن الدكتور رفعت السعيد، كان رجلًا وطنيًا مخلصًا، وكان صاحب قضية عربية قومية، مشيرًا إلى أن الرئيس محمود عباس، أرسل رسالة تعزية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وباقة ورود لعزاء الراحل لأنه كان مناضلًا عربيًا وليس مصريًا فقط.
وأضاف الشوبكي، على هامش تقديمه واجب العزاء، أن السعيد كان مناصرًا للقضية الفلسطينية ولم يتوانَ في الدفاع عن الحق، كما حضر العزاء وفود تمثل الحركات التقدمية في عدة دول عربية.
وكان لافتًا للنظر الوفود التي جاءت من معظم المحافظات، وخاصة من بني سويف والإسكندرية والدقهلية ودمياط وبورسعيد والشرقية والمنوفية والغربية.
ووصف النائب الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة «البوابة»، الدكتور رفعت السعيد، بأنه واحد من قديسي اليسار وأحد علاماته، مؤكدًا أن مصر ستظل تعاني لتعويض خسارة رحيل السعيد.
وأضاف علي: «السعيد عاش يخدم مصر ويخدم الفلاحين والكادحين، وهو أول من أشار لخطورة التيار الإسلامي، وأول من أطلق عليهم المتأسلمين، ومن يشكك في السعيد ليس لديه إحساس، وهم الذين يمولون من السفارات الأجنبية وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، وحذاء السعيد بمليار من هؤلاء».
وعن آخر لقاء جمعه بالدكتور رفعت السعيد، قال عضو مجلس النواب، إن اللقاء تم في مكتبه بمقر جريدة «البوابة»، لأن السعيد كان عضوًا بمجلس إدارتها، ولكن قدر لنا أن نحضر وداعه.
وقال عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، إن رحيل الدكتور رفعت السعيد خسارة فادحة للوسط السياسي، مشيرًا إلى أن الحزب لن يسد الفراغ الذي تركه السعيد، لأنه كان سياسيًا ومفكرًا وقائدًا.
من جانبه، قال مكرم محمد أحمد، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، لـ«البوابة»، إن «السعيد» كان قيمة سياسية وطنية، مشيرًا إلى أنه ستزداد الحاجة إليه في هذه الظروف، مؤكدًا أن الفقيد محفور في تاريخ وذاكرة السجل السياسي الوطني.

نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، أكد أن الدكتور رفعت السعيد تمتع بسعة أفقه الشديدة، والانفتاح على كل الأطياف، ونتمنى أن تأتي أجيال لتكمل مسيرته، وهو ما أكده الدكتور صلاح حسب الله، عضو مجلس النواب عن حزب الحرية، الذى قال إن السعيد كان رجلًا سياسيًا من الطراز الأول، مشيرًا إلى أن مصر فقدت قامة سياسية قدمت الكثير من أجل نهضة وتقدم الوطن، متمنيًا أن يأتي من يستكمل طريقه.
وأضاف حسب الله لـ«البوابة»، أن السعيد سيظل في وجدان المصريين، مشيرًا إلى أنه واجه جماعة الإخوان، وكان أول من يهاجمهم ويطالب بإقصائهم، ومهما اختلف الجميع معه، لكنه يبقى واحدًا من رموز السياسة في مصر.
وزير التموين، علي المصيلحي، قال عن الراحل، إنه كان مثالا يُحتذى به، ويجب على الشباب أن يحذوا حذوه، مشيرًا إلى أنه كان مناضلًا وطنيًا، مهما اختلفنا معه.
وأضاف المصيلحي، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن السعيد رجل المواقف الوطنية الخالصة، ولا يمكن أن نشكك في ذلك.
سياسيون وفنانون أشادوا بالدكتور السعيد، وأكدوا على موقفه الوطني، ومنهم الزعيم عادل إمام، الذي قال عنه: «رحمة الله على الدكتور رفعت السعيد فقد كان موسوعة يحتذى بها»، بينما قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات، إن رفعت السعيد مناضل وطني لا غبار عليه، وقدم الكثير للوطن، لافتًا إلى أنه اختلف مع الراحل كثيرًا، ولكن هذا لا يقلل من قيمته، وما قدمه لمصر وللمحتاجين فيها.
أما جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، فأكد أن الدكتور رفعت السعيد دفع حياته ثمنًا لنضاله، وأنه اعتقل أكثر من مرة بسبب آرائه السياسية، مضيفًا أنه مهما اختلفنا معه فهو كان رمزًا وطنيًا نحتذى به جميعًا، ومناضلًا وطنيًا مخلصًا لمصر ولشعبها.
كما قال الدكتور محمود العلايلي، رئيس حزب المصريين الأحرار جبهة نجيب ساويرس، إن الدكتور رفعت السعيد رجل لا يختلف عليه أحد، مشيرًا إلى أنه على الرغم من الاختلاف الأيديولوجي مع حزب التجمع إلا أن الراحل كان سياسيًا مناضلًا.
وأضاف لـ«البوابة»، أن محاولات تشويه السعيد ليست سوى كلمات لا معنى لها، مؤكدًا أن الراحل أكبر من أي كلمات.

حلمي النمنم وزير الثقافة، قال إن رفعت السعيد كان قامة وطنية ومناضلًا يحتذى به، مشيرًا إلى أنه سيظل في وجدان المصريين وسيبقى قامة سياسية قدمت الكثير لمصر.
وأكد الكاتب الصحفي جمال فهمي، أن الراحل قامة سياسية مهمة، وقدم الكثير للحياة السياسية في مصر، موضحًا أن السعيد اختلف مع الجميع ولكنه يظل مناضلًا قوميًا، وسيظل في تاريخ مصر السياسي مهما حدث.
الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب والرياضة الأسبق، أكد أن اسم الدكتور رفعت السعيد سيظل محفورًا في أذهان المصريين، مشيرًا إلى أنه كان مناضلًا من طراز فريد، وهو ما أكده مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، الذي أشار إلى أن السعيد كان رجلًا لا يختلف عليه أحد، وعلى الرغم من الاختلافات الفكرية التي قد تحدث، إلا أن الراحل لا يمكن أن نقول عنه إلا إنه كان مثالًا للوطني المخلص، المدافع عن الحق.
المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، قال إن رفعت السعيد كان نموذجًا للسياسى البارع، الذى يحارب من أجل حقوق البسطاء، مؤكدًا أنه اختلف معه كثيرًا ولكنه يكن له كل احترام وتقدير، لأن الاختلاف لا يعني أنه لم يكن شخصية وطنية، ولكن الاختلاف هنا كان من أجل مصلحة الوطن العليا، وهو ما حاول السعيد أن يقوم به على مدار تاريخه السياسي وحتى موته.
على صعيد متصل، أكد سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، أن الراحل أبرز من تصدى بكل ما أوتي من قوة لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان أول من يواجههم بالقلم، وهو من وصفهم بالمتأسلمين.
وأضاف عبدالعال، أن رفعت السعيد كان رجلًا وطنيًا مخلصًا، لا يعرف إلا مصلحة الوطن قبل المصالح الشخصية والحزبية، وكانت له معارك بارزة، مشددًا على أنه سيظل رمزًا من رموز اليسار التي لا تموت، حتى إن رحل جسده.
وعن أبرز ما سيقوم به الحزب تجاه السعيد، أكد عضو مجلس النواب، أن الحزب سيقوم بتوثيق جميع كتابات الراحل، وسيقيم مؤتمرًا من أجل تكريم اسمه لدوره الوطني الذي قام به خلال سنوات كفاحه.
أما عن منصب الرئيس الشرفي للحزب، وما إذا كان هناك بديل للسعيد من عدمه، أكد عاطف مغاوري القيادي بالحزب، أن هذا المنصب ليس بالتعيين أو الانتخاب، ولكن يتم اختياره من قبل الأمانة العامة للحزب وأمانات المحافظات والأمانة المركزية، لافتًا إلى أن المؤتمر العام السنوي للحزب، والمقرر عقده خلال الأيام المقبلة، سيتم في موعده، ولكن لن يتم فيه اختيار خليفة للسعيد.