الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

صرخات وأنين "إخوة الرب".. على أعتاب الكنائس

البابا شنودة
البابا شنودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البابا شنودة فتح أبواب الكنيسة لـهم.. والبابا تواضروس: قاعدة بيانات لإيصال الخدمات إلى مستحقيها 
البسطاء: «الحياة بقت نار.. وراتب الكنيسة 100 جنيه مش كفاية».. وكاهن: «إحنا مش وزارة شئون اجتماعية» 

«إخوة الرب».. مصطلح يطلقه رجال الكنيسة وعموم الأقباط على المعوزين والفقراء، تسمية تعتمد على ما جاء بالإنجيل على لسان المسيح نفسه، الذى اعتبر هذا الفريق من البشر إخوته كسائر المقربين والتابعين له...الذين دعاهم المسيح إخوته، حين وجوده على الأرض، تبدل حالهم، ولم تعد الكلمة تشريفا كسابق عهدها، بينما أصبحت سُبة لهؤلاء البسطاء، وجدارا عازلا بينهم وبين أقرانهم من الوافدين للكنائس حتى فى الصلاة، وباتوا فى جزيرة منعزلة عن الآخرين بأمر الكنيسة نفسها، التى خصصت لهم اجتماعات للصلاة وعظات خاصة دون غيرهم.
البابا شنودة
فتح البابا الراحل شنودة الثالث أبواب الكنيسة على مصراعيها لـ«إخوة الرب»، ورحب بهم فى مقره البابوى، ولم تخل حافظته يومًا من العملات الجديدة، ليغدق على كل من يحييه منهم بمبلغ مالي.
وأنشأ لجنة خاصة عنوانها لجنة البر، لرعاية إخوة الرب الذين أحبهم كثيرًا، وطالما حرص على لقائهم، تمد هؤلاء بالمواد التموينية واللحوم، وحتى الأثاث للأيتام والمقبلات على الزواج، ولكن تبدل الحال بعدما لجأ زمرة من هؤلاء لطواف الكنائس، لجمع ما لذ وطاب وحصد الكثير من الأموال المخصصة للإعانات.
قاعدة بيانات
ومع وجود بابا جديد على رأس الكنيسة، البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أصدر قرارًا بإعداد قاعدة بيانات حتى تصل الخدمات لمستحقيها، وتقلص دور لجنة البر بالكنيسة، والتى كانت باحة القاصدين كل إثنين وخميس للحصول على الدعم والإعانة.
مؤخرًا بدأ يعلو صوت شكاواهم وأنين احتياجاتهم لضعف المرتبات والمساعدات، التى قالوا عنها إنها لا تتجاوز ٢٠٠ جنيه، وسط حالة الغلاء، فلا تعد تكفى للحياة، وتباينت الآراء حول معاملة الخدام بين الكنائس والأخري. بينما يرد الكهنة على هؤلاء، بأن الكنيسة ليست وزارة شئون اجتماعية لمساعدة الفقراء وهو دور الدولة، ومساعدة الكنيسة رمزية وفق إمكانيات محدودة قائمة على التبرعات.
١٠٠ جنيه شهريًا
وهنا بدأت جولة «البوابة» فى رحاب الكنيسة، والجالسين على درجات السلالم فى انتظار دورها للمعونة.
«جوزى متوفى من ١١ سنة، عندى ولد عنده ١٧ سنة فى ٣ ثانوى صنايع، وعايشة أنا وابنى من معاش جوزى ومساعدة الكنيسة».. هكذا بدأت «س.م» حديثها، معبرة عن شكرها لآباء وخدام الكنيسة لوقوفهم بجوارها منذ وفاة زوجها، ولكنها أبدت استياءها الشديد من ضعف الراتب الذى تتقاضاه من الكنيسة، وهو ١٠٠ جنيه شهريًا، وعدم تغييره منذ عدة سنوات، وطالبت الكنيسة بزيادة المرتبات كى تتناسب مع زيادة الأسعار. 
ونوهت بأن المساعدة المادية تعد المساعدة الأنسب لها، حيث إنها مريضة وغير قادرة على العمل أو إدارة أى مشروع، موضحة أن تخصيص اجتماع لإخوة الرب مفيد لهم كى يجتمعوا ويستمعوا لكلام الله.
ولفتت إلى علم جميع أقاربها بمساعدة الكنيسة لها وعدم إحراجها من البوح بذلك.
معاملة الخدام
واشتكت «م.ج » شكوى مريرة من معاملة الخدام لها، حيث إنها تتلقى مساعدات من الكنيسة، منذ وفاة والدها فى حادثة، وهى تبلغ من العمر ١٤ عامًا، وراتب والدتها لم يكف احتياجاتها وهى وأشقاؤها الأربعة، الذين يدرسون فى مراحل التعليم المختلفة.
قالت: «راتب الكنيسة فى الشهر ميكفيش بيت ولو أسبوع بس المشكلة مش الراتب القليل، المشكلة أن فى خدام فى الكنيسة بيعاملونا وحش أوى»، مستكملة «فى خدام مش بيجرحونا وبيعاملونا حلو بس فى خدام بيستقلوا بينا وبيحسوا أننا مش عندنا كرامة».
وذكرت ابنة الـ ١٩ عاما موقفًا جعلها لا تذهب إلى الكنيسة لأخذ المساعدات منذ ٣ سنوات، وترك تلك المهمة لوالدتها وأشقائها، قائلة «زمان والميس بتدينى حاجة العيد كان مش دورى بس الميس هى اللى قالتلى تعالى، قام أستاذ كان معروف عنه أنه بيعامل الناس وحش جدا زقنى ساعتها صعب عليا نفسى وعينى دمعت وقلت لماما أنا مش هروح آخد حاجة منهم تانى».
مريضة مقدرش أشتغل
فيما قصت «ف.ع» ظروفها قائلة «أنا ست كبيرة عندى ٦٥ سنة عندى ٧ بنات كلهم متجوزين، بنت فيهم معاها معهد و٣ معاهم دبلومات فنية و٢ منهم مش متعلمين، والكنيسة بتساعدنى من زمان لأن جوزى المتوفى من ٥ سنين كان عنده شلل نصفى، وأنا مريضة مقدرش أشتغل».
وأوضحت أن بناتها السبع هن اللاتى قمن بتجهيز أنفسهن عند الزواج، مشيرة إلى أنها تنفق على مصاريف علاجها من معاش وزارة التضامن الاجتماعي، الذى يقدر بـ٣٢٥ جنيها، بالإضافة إلى راتب الكنيسة، منوهة بأن راتب الكنيسة المقدر بـ١٢٥ جنيها قليل جدًا ولا يتناسب مع الأسعار فى الوقت الحالى. 
وأكدت أن الكنيسة لم تغلق بابها أمام أى محتاج، ولكنها طالبتها بزيادة المرتبات.
غلاء الأسعار
فيما قالت «س.ع»: أنا مريضة ومقدرش أشتغل وعايشة من مرتب الكنيسة، ومليش معاش أو أى دخل تانى، انفصلت عن جوزى من ٢٠ سنة وعندى بنت واحدة متجوزة. 
تابعت «مفيش تقصير من الكنيسة والآباء الكهنة بيحاولوا يساعدوا الشعب بقدر استطاعتهم، وفى جواز بنتى الآباء اتكفلوا بجهازها بالكامل».
ولفتت إلى معاناتها من غلاء أسعار الطعام والعلاج وعدم تناسب راتب الكنيسة الضئيل جدًا مع ذلك الغلاء، منوهة بأن توفير الكنيسة مشروعًا صغيرًا لها تتربح منه أفضل من ذلك الراتب القليل».
راتب الكنيسة
وقالت «ع.ج» البالغة من العمر ٥٤ عامًا: جوزى مريض عنده جلطتين وورم، وعندى ولدين و٣ بنات كلهم معاهم دبلومات ٤ منهم متجوزين وفاضل ولد عنده ٣١ سنة نفسى أجوزه بس الغلاء خلانى مش قادرة. 
وأكدت على عدم تعرضها لأى مضايقات أو سوء معاملة من خدام الكنيسة، ولكنها أشارت إلى أنها تعانى من ضعف راتب الكنيسة. 
وتقدمت بالشكر لآباء وخدام الكنيسة لتوفيرهم علاج زوجها بالكامل، لافتة إلى أنها تنفق على بيتها من معاش وزارة التضامن الاجتماعى المقدر بـ ٣٦٠ جنيها وراتب الكنيسة المقدر بـ١٠٠ جنيه. 
وطالبت الكنيسة بإعادة النظر فى المرتبات التى لم تتغير منذ عدة سنوات، مشيرة إلى عدم رغبتها فى توفير الكنيسة مشروعًا لها لعدم قدرتها على إدارته لظروف مرضها وعدم معرفتها للقراءة والكتابة، فى نهاية حديثها قالت «مش بتكسف أقول للناس إن الكنيسة بتساعدنى أومال هنعيش منين، واجتماع الكنيسة المخصص لينا مش تفرقة بينا وبين باقى الشعب لكننا بنتجمع ونسمع كلمة ربنا».
مشروع بديل للمال
وقالت «ف.أ» صاحبة الـ٣٢ عامًا: عندى ٣ أطفال ٢ فى ابتدائى وواحد فى الحضانة، وراتب جوزى ألف جنيه، مش بيكفوا مصاريف البيت والأولاد، والكنيسة بتساعدنى بشنط تموين وهدوم. 
وأبدت استياءها من معاملة الخدام لها قائلة كلمة «أنتى مش واقفة فى سوبر ماركت» دى بسمعها كل ما أكون عايزة أبدل أى حاجة من المساعدات اللى باخدها، وبحس أنها إهانة يعنى الخادمة بتقولى «أنتى بتاخدى ببلاش مش من حقك تتكلمى».
ونوهت بحضورها اجتماع السيدات العام بالكنيسة، وأنها لم تحضر اجتماع إخوة الرب أبدًا، وذلك لقناعتها أن إخوة الرب من شعب الكنيسة، ومن المفترض أن يحضروا الاجتماعات العامة، وأن تخصيص ذلك الاجتماع لهم يعنى أنهم فئة مختلفة عن بقية الشعب.
وأشارت إلى تفضيلها أن توفر الكنيسة مشروعًا لها تتربح منه وتستطيع أن تنفق منه على بيتها وأولادها، بدلًا من المساعدات.
الخدمة الاجتماعية
من جانبه، قال القمص بطرس فؤاد، كاهن بكنيسة العذراء بشبرا مصر، إن الخدمة الاجتماعية بالكنيسة، تسعى إلى مشاركة الشعب آلامه، مشيرًا إلى أن مساعدة الكنيسة للفقراء تكون رمزية، لأن الكنيسة ليست وزارة شئون اجتماعية ومساعدة الفقراء مسئولية الدولة. 
ولفت إلى أن الدعم المادى التى تقدمه الكنيسة للأسر، يكون مساعدة بسيطة على المعيشة، منوهًا بعلم آباء الكنيسة أن ذلك المبلغ الضئيل لا يكفى مصاريف الأسرة. 
ونفى وجود أى تفرقة فى معاملة الخدام لإخوة الرب وبقية الشعب، مؤكدًا أن الكنيسة تراعى احتياجات الفقراء قدر استطاعتها دون أن تجرحهم.
ونوه بوجود قاعدة بيانات للأسر التى تتم مساعدتها على مستوى الكنائس كافة تنظمها الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مؤكدًا إجراء بحث من قبل الخدام لحالة الأسرة قبل تقديم أى مساعدات لها.
وأضاف أن تخصيص اجتماع بالكنيسة لإخوة الرب يحمل بعض السلبيات والإيجابيات، مؤكدًا أنه ليس تمييزًا طبقيًا ضدهم، إنما خدمة روحية خاصة بهم، موضحًا أن الهدف من ذلك الاجتماع، هو حث المحتاجين على شكر الرب فى جميع الأحوال وعدم التذمر مهما ساءت بهم الأحوال. 
وأشار إلى توفير بعض الكنائس مشروعات صغيرة للمحتاجين بدلًا من المساعدات المادية الزائلة، منوهًا بأن لإخوة الرب أولوية فى توفير فرص عمل من قبل خدمة التوظيف بالكنائس. 
وأوضح أن العاجزين على العمل هم أكثر الفئات التى تحرص الكنيسة على مساعدتها، نافيًا وجود رغبة لدى الآباء بالكنيسة أن يبقى الفقير على حاله كى يتمكنوا من جمع التبرعات.
خدمة إخوة الرب تطوعية
فيما قال عماد عزيز مسئول الخدمة الاجتماعية بكنيسة العذراء بعبود، إن خدمة إخوة الرب تطوعية تهدف إلى مساعدة الناس، ولا يحصل الخادم بها على أى راتب. 
وأضاف أن تلك الخدمة تأسست منذ عام ١٩٨٨ بإمكانيات بسيطة جدًا وتوسعت بمرور الأيام. 
وأشار إلى أن نسبة كبيرة من سكان المنطقة التى يخدم بها أصحاب أعمال حرة غير موظفين بالحكومة أو القطاع الخاص، وبالتالى لا يحصلون على معاش إذا طرأت عليهم أى ظروف صحية جعلتهم غير قادرين على العمل، فمن ثم يلجأون إلى الكنيسة لمساعدتهم.
ونوه بأن كنيسة العذراء بعبود، تقدم مساعدات مادية وعينية لـ٢٥٠ أسرة، موضحًا أن الحالات التى تخدمها الكنيسة تكون لسيدات أرامل أو سيدات أزواجهم عاجزون عن العمل أو تقدمت بهم السن، بالإضافة إلى حالات هجر الزوج لبيته وتخليه عن مسئولية مصاريف أولاده، وفى حالة أن يكون دخل الأسرة الشهرى غير مناسب. 
ولفت إلى أن مساعدات الأرامل والمرضى تكون مادية وعينية، وتقتصر مساعدات أصحاب الدخل القليل على العينية فقط. وأكد أن معاملة الخدام لإخوة الرب معاملة جيدة جدًا ويتم إعطاؤهم المساعدات دون جرح مشاعرهم، قائلا «إحنا جايين نخدم ربنا ولا نتعصب على الناس».
مساعدات للفقراء
وأشار إلى أن المساعدات التى تقدم للفقراء تجمع من التبرعات بصناديق الكنيسة، واشتراكات من الشعب، علاوة على أن الكنائس القادرة تساعد الكنائس المحتاجة، موضحًا أن المساعدات للفقراء تكون عبارة عن شنطة مأكولات فى المناسبات وملابس فى الأعياد وأدوات مدرسية والزى المدرسى فى بداية السنة الدراسية، بالإضافة إلى توفير شقق سكنية للذين بلا مسكن، وتقديم خدمة علاجية للمرضى. 
وأكد حرص الكنيسة على تقديم ملابس ومواد تموينية بحالة جيدة جدًا، منوهًا بأنه إذا احتاج المريض غير القادر لكشف طبى أو إجراء أى عملية يتم توجيهه للمستشفيات التابعة للكنائس.
وأضاف أن الراتب الذى تقدمه الكنيسة يتراوح ما بين ١٠٠ و٢٠٠ جنيه حسب ظروف كل أسرة، مشيرًا إلى توجيه الكنيسة بعض الحالات الصعبة إلى كنائس أخرى لتساعدها. 
وشدد على إجراء الكنيسة بحثًا دقيقًا للأسر قبل مساعدتها للتأكد من احتياجها، مشيرًا إلى أن الخدام يقومون بزيارة بيوت تلك الأسر لمعرفة ظروفهم. 
ونفى تربح أى خادم من الخدمة، قائلًا: «ربنا موكلنا على حاجته وإحنا جايين ناخد بركة مش لعنة»، مستكملًا «بعض الخدام القادرين بيساعدوا فى الخدمة».
وأوضح أن استبعاد الكنيسة مساعدة الأسر بمشروعات نابع من أن أغلب الحالات التى تتم مساعدتها مريضة ونسبة الأمية مرتفعة بها، فمن ثم هم غير قادرين على إدارة تلك المشروعات. 
ولفت مسئول الخدمة الاجتماعية إلى أن تخصيص اجتماع لإخوة الرب بالكنيسة يكون لمتابعة حياتهم الروحية وتقديم عظات مفيدة وتنظيم رحلات لهم بأجور رمزية، منوهًا بأنه فى كثير من الأحيان تم توفير فرص عمل للقادرين على العمل منهم.
خدمة تثقيفية وترفيهية
وعن خدمة القديسين كيرياكوس ويوليطة المخصصة لأطفال إخوة الرب، تقول نبيلة جرجس أمينة تلك الخدمة بكنيسة السيدة العذراء بالشرابية، إنه فى بداية تلك الخدمة منذ ١١ عامًا حاربها الكثير اعتقادًا منهم أن تخصيص اجتماع لأطفال إخوة الرب، تمييز طبقى ضدهم، وأن تلك الخدمة ستعزل أطفال إخوة الرب عن باقى الأطفال.
مؤكدة أن هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة، فخدمة كيرياكوس خدمة تثقيفية وترفيهية تسعى إلى تقويم سلوك الأطفال ومتابعة حالتهم الصحية ودراستهم، لحدوث بعض قصور فى تلك الجوانب من جانب الأهل غير القادرين على توفير احتياجات أبنائهم، بالإضافة إلى حرص الخدمة على إقامة رحلات وحفلات ومؤتمرات لرسم البهجة على وجوه الأطفال. 
وأكدت أن معاملة أطفال إخوة من جانب الخدام تفوق معاملتهم لأطفال مدارس الأحد، موضحة أن علم الخدام لظروف تلك الأطفال يجعلهم يتعاملون معهم بكل حب. 
وأوضحت أن الخدمة معتمدة على التبرعات ومساعدات أهل الخير وفى بعض الأحيان يخصص الخُدام عشورهم للأطفال.