السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عادت مصر.. فعاد السفير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عودة السفير الإيطالى إلى القاهرة، بعد مرور أكثر من عام على استدعائه بسبب مقتل الباحث جوليو ريجينى، تعد انتصارًا كبيرًا للدبلوماسية المصرية فى احتواء الأزمة بين مصر وإيطاليا.
فقرار عودة السفير مرة أخرى إلى القاهرة، يحمل فى طياته انعكاسات إيجابية عن العلاقات المصرية الإيطالية، ووضوح صورة الدولة المصرية أمام العالم، خاصة بعد نجاحها فى الحرب التى خاضتها ضد العديد من المؤامرات التى كانت ولا تزال تحاك ضدها على جميع الأصعدة، بل ونجحت فى توضيح ملابسات الحادث إلى الرأى العام العالمى، وذلك بقدرات سياسية ودبلوماسية كبيرة، تقف خلفها دولة «عفية» بقيادة واعية مع دولة صديقة، ولنا معها علاقات تاريخية، ومن الصعب التأثير عليها بل وتنم عن وجود تفاهمات بين الجانبين المصرى والإيطالى الذى تفهم الرؤية المصرية فى قضية الباحث، والتى لم تكن السبب الوحيد أو السبب الأول فى الأزمة، خاصة أن مصر اتخذت موقفًا صارمًا فى هذه القضية، وأعلنت التزامها للجانب الإيطالى بعدم التنازل عن تحقيق العدالة والحفاظ على حقوق المواطنين سواء كانوا مصريين أو أجانب.
نعم عودة السفير الإيطالى لمصر سيكون لها الكثير من الإيجابيات، أبرزها وضوح الخطوات التى تسير عليها الدولة المصرية أمام العالم، خاصة بعد الاتصال الهاتفى الذى أجراه المستشار نبيل صادق النائب العام مع نظيره الإيطالى، والذى كان له مفعول السحر فى عودة السفير الإيطالي.
بالطبع كانت هناك ملفات كثيرة غير قضية «ريجينى»، من أسباب توتر العلاقات والشد والجذب بين مصر وإيطاليا، من أهمها الملف الليبى والهجرة غير الشرعية اللذان تسببا فى اختلاف وجهات النظر بين البلدين خاصة أن مصر تقف حجر عثرة أمام أى اطماع غربية فى ليبيا وثرواتها؛ وتتمسك مصر بحقها فى أنها أساس أى تسوية فى ليبيا، ودورها لا بد أن يكون حاضرًا، وكان على الجانب الإيطالى احتواء الموقف وبدء مرحلة جديدة بين البلدين، وهناك ملفات كثيرة يمكن البدء منها تتمثل فى التعاون فى المجال الأمنى، وعلى مستوى الشراكة بين البلدين عبر المتوسط، وضرورة التعاون والتنسيق فى الملفات الإقليمية خاصة الاقتصادية منها حفاظًا الاستثمارات بين البلدين والتغلب على كل الأزمات.
عودة السفير الإيطالى بالنسبة لنا، خطوة إيجابية سوف تسهم فى زيادة عدد السياح الإيطاليين بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، تعمل على رفع حدة التوتر بين البلدين من الجانب السياحي، وتعمل على تحسين الصورة الذهنية فى الخارج.
لكن المدهش حقًا عدم وجود تسويق إعلامى لقرار عودة السفير الإيطالى والترويج له، خاصة أن قضية ريجينى أحدثت ضجة إعلامية ضد مصر بقصد أو بدون قصد، لذا لا بد من استغلال فرصة عودته بصورة كبيرة لصالح مصر، خاصة أن عودة السفير الإيطالي، دليل على سلامة الموقف المصري، وأن مصر موقفها سليم من التحقيقات التى أجريت واستجابتها لاستجلاء العدالة كانت سريعة، وتمت بجدية والبعض يرجع عودة السفير بسبب أنه وضح لإيطاليا أن قاتل «ريجيني» هو المخابرات البريطانية، وأن الأجهزة المصرية ليس لها أى دور فى الجريمة التى ارتكبت ضد الباحث الإيطالي.
وسياسيًا عودة السفير تثبت أن الدولة المصرية تبنى من جديد وتستعيد قوتها ونفسها على الساحة الدولية، والعمل على توقيع اتفاقية ثنائية لمواجهة الإرهاب، لأن تلك المواجهة تحتاج لتعاون دولى؛ وعلى مصر فى المرحلة القادمة إعطاء دفعة قوية للعلاقات بين البلدين فى شتى المجالات، حتى نقطع الطريق أمام من يحاول العبث فى علاقات مصر الخارجية.
واقتصاديًا تأتى إيطاليا فى مقدمة الدول الأوروبية التى تستثمر فى مصر، ولا بد من إفساح المجال لإيطاليا للمشاركة فى المشروعات بقناة السويس الجديدة وغيرها من الفرص الاستثمارية القوية فى مصر.