رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مرصد الأزهر يناشد دول العالم بأن يستوصوا بلاجئي سوريا خيراً

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ناشد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، جميع حكومات البلاد التي يعيش فيها لاجئو سوريا أن يستوصوا بهم خيرًا، وأن يحترموهم ويحافظوا على كرامتهم ويحسنوا استضافتهم، وأن يُغلبوا البعد الإنساني في التعامل مع قضيتهم، داعيًا صندوق رعاية الطفولة" التابع للأمم المتحدة بمواصلة اهتمامه بأطفال اللاجئين وخصوصًا توفير موارد وبرامج تعليمية لهؤلاء الأطفال حتى لا يجتمع عليهم الجهل واللجوء والغربة في آن واحد.
وحث المرصد في بيان اليوم، جميع اللاجئين على احترام قوانين البلاد التي يعيشون فيها، وأن يعملوا بكل قوة لتحسين ظروفهم المادية والمعيشية، وأن يكون لهم دور إيجابي وفعال في الدول التي يعيشون فيها.
ورصد المرصد صعوبة أن يجتمع على الإنسان مجموعة من الهموم في آن واحد يتنازعونه فيما بينهم إذا خلُصَ من هم استحوذ عليه هم آخر يشغل باله ويؤرق منامه، مشيرًا إلي انه حال السوريين في بلاد الغربة واللجوء، حيث اجتمعت عليهم هموم الغربة والحنين إلى الوطن والخوف من المجهول والقلق على المستقبل، وانتظار ما تسفر عنه القمم الدولية من نتائج قد تحقق طموحاتهم وتطلعاتهم إلى حياة أفضل ومستقبل مشرق لهم ولأولادهم. هذه الهموم تجمع جميع اللاجئين، وهناك هموم أخرى قد تصيب بعض اللاجئين دون البعض الآخر كالفقر والعوز والمرض.
وتابع، نحن اليوم مع قصة أسرة سورية تعيش في مدينة "دياربقر" جنوب شرق تركيا، اجتمعت عليها جميع الهموم العامة والخاصة، تعاني من الفقر والمرض والغربة والحنين إلى الوطن وتحمل هم المستقبل الذي لا يبدو فيه أي بارقة أمل بالنسبة لها، تركت هذه الأسرة بلادها بسبب الحرب وذهبت إلى تركيا لتنجو بحياتها مثلما فعلت ملايين الأسر السورية الأخرى. أسرة تتكون من أب معاق لا يقوى على العمل وأربعة أولاد أكبرهم في الثانية عشرة من عمره، وأم لديها طفلان صغيران وزوج معاق لا تستطيع تركهم والخروج للعمل.
وأشار إلي أن أسرة الحاج "كمال" السوري، الذي ترك بلاده بسبب الحرب وذهب إلى تركيا عله يجد ما فقده في بلاده من مأوى وطعام وشراب وملبس، وحياة كريمة يأمن فيها على نفسه وعلى أولاده. يقيم الحاج كمال وأسرته في مدينة "دياربقر" التركية ذات الأغلبية الكردية، يتكسب قوت يومه من بيع "الشربات" التي تصنعه له زوجته، لكن لأنه معاق لا يستطيع الخروج للعمل كل يوم، لذك لم يكن أمامه سوى طريق من اثنين إما التسول وإما أن يعتمد على أولاده في كسب قوت الأسرة، والأمران كلاهما صعب عليه، فهو لم يعتد على التسول ولا يحب أن يمد يده إلى الغير، كذلك ابناؤه أطفال صغار لا يستطيعون العمل، فابنه الكبير "كامل" في الثانية عشرة من عمره، ويجب أن يلتحق بالمدرسة ليكمل تعليمه الذي بدأه في سوريا، ويُحقق أمنيته في أن يكون مُدرسًا يُعلم التلاميذ، كذلك ابنته الثانية "صباح" في السابعة من عمرها، يلعب أترابها ويتنزهون في الحدائق، وأمنيتها أيضًا أن تلتحق بالمدرسة مع أصدقاءها.
وأردف، دائرة الاختيار ضيقة أمام الحاج "كمال" الذي فضل الاختيار الثاني على الاختيار الأول، وبدأ يفكر في عمل بسيط يستطيع أن يقوم به أبناؤه ويتكسبون قوت الأسرة من خلاله، وكانت الفكرة أن يقوم "كامل" وأخته الصغيرة "صباح" ببيع الماء على الطرقات، وهى مهنة مشهورة في تركيا، ويستطيع الأطفال القيام بها. فقام الحاج "كمال" بشراء عربتين يدويتين، وأخذ كامل يخرج كل يوم في الصباح ومعه أخته لبيع الماء. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث إن القيام بهذا العمل لابد له من بعض الشروط والاجراءات التي يجب على من يعمل به أن يقوم بعملها أولًا، وهو ما لا يعرفه الحاج "كمال" وأسرته، الأمر الذي يعرض ابنيه "كامل" وأخته "صباح" للعديد من المشكلات كان آخرها في منتصف يوليو الماضي حين قام أحد ضباط البلدية في "دياربقر" بضرب الولد وأخذ عربته.