يعد الكاتب المسرحي محفوظ عبدالرحمن، واحدا من أهم الكتاب الذين أثروا الحركة المسرحية رواجا وازدهارا، ولاقت أعماله المسرحية استحسانا من الجمهور العاشق لفن المسرح، حيث أخرج له التلفزيون المصري أكثر من40 مسرحية ومسلسلا، وكتب للمسرح والإذاعة والتليفزيون والسينما، كما أثرى المسرح العربي بتسعة نصوص مسرحية وثلاث مسرحيات قصيرة هي "ما أجملنا، احذروا، محاكمة السيد ميم"، كما أثرى المسرح العربي بمسرحيات ناضجة كلها تتميز بالأصالة والجدة والالتزام القومي والوطني مع براعة الحبكة وشاعرية الحوار وسمو الهدف، كما نجح أيضا في المزج بين الحكاية والبناء المسرحي، ولديه موهبة فريدة في صياغة الجملة المسرحية.
امتد إبداع محفوظ عبدالرحمن إلى المسرح، حيث قدم باقة من أبرز المسرحيات الرائعة مثل "حفلة على الخازوق، غريب لبنت السلطان، الحامي والحرامي، كوكب الفيران، السندباد البحري، الفخ، الدفاع، محاكمة السيد ميم، احذروا، وما أجملنا".
أعدت الباحثة سميرة أبو طالب كتابًا بعنوان "عاشق المسرح والتاريخ.. محفوظ عبدالرحمن في محاورات النقاد"، والذي أصدرته "روافد للنشر والتوزيع" في القاهرة ويضم الكتاب 310 صفحات، منها ملحقا يضم صورًا فوتوغرافية لعروض المسرحيات في القاهرة والكويت وسوريا وليبيا، وهذا الكتاب يوثق استقبال الحركة النقدية في العالم العربي لمسرحياته المنشورة، أو بعد تقديمها على المسرح منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وحتى العام الماضي الذي عرضت فيه مسرحيته الأخيرة "بلقيس".
وتتناول مقدمة هذا الكتاب للباحثة، "أنها أجرت ما يشبه المحاورات بين الذين تناولوا مسرحيات الكاتب بعد أن أتيح لهذه الأعمال أن تتحرر من الحيز الضيق للنطاق الجغرافي إلى رحابة الوطن العربي بامتداده، وإن كان نص "كوكب الفيران" الذى كتبه عبدالرحمن بالعامية المصرية عرض أيضا على خشبة المسرح القطري، وأنه يضع أمام القارئ والمشاهد وليمة إبداعية تحوى جمال اللغة وعبق التاريخ، في تناوله قضايا تحمل أشواق الإنسان في رحلته للبحث عن الكرامة والعدل والحرية.
وأخرج له العديد من المسرحيات على يد مجموعة من أبرز المخرجين العرب والمصريين منهم الليبي عبدالرحمن البابلي، والكويتيون صقر الرشود، منصور المنصور، فؤاد الشطي، ومن المصريين "محمد عبدالمعطي،عادل هاشم، محمد الخولي، وموسى النحراوي، سعد أردش، عمرو دوارة، وأحمد عبدالحليم".
