الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أصول الدولة المهدرة.. المدينة التعليمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في المقال السابق بدأنا الكتابة عن أصول الدولة المهدرة، والتى يجب الاستفادة منها، وسوف نواصل الكتابة فى هذا الملف، لأنها ثروة كبيرة لا تقدر بثمن، وفى إعادة استغلالها فوائد كثيرة، منها المساهمة فى حل مشكلة البطالة القنبلة الموقوتة فى كل بيت وزيادة الإنتاج، الذى يؤدى إلى تخفيض الأسعار والحد من الاستيراد وتقليل الطلب على النقد الأجنبى، وكنا وعدنا القارئ أن نتناول فى هذا المقال المدينة التعليمية «مبارك سابقا» وقبل الحديث عنها الأمانة تقتضى تصحيح بعض المعلومات الواردة فى المقال السابق حول القرية الكونية، فالذى أنشأها د يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق وليس المرحوم د. حسين كامل بهاء، وفيها مدرسة للمتفوقين أنشأها د. أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم الأسبق عام ٢٠١١، وهى تقريبا الشىء الوحيد، الذى تدب فيه الحياة وما عدا ذلك، فالقرية تسكنها الأشباح وبكل إمكانياتها الضخمة لا تحقق حتى أجور موظفيها. 
نأتى إلى المدينة التعليمية التى أنشئت فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وهى مقامة على مساحة ٦٠ فدانا فى أفضل موقع بمدينة ٦ أكتوبر على الطريق الواصل بين محور ٢٦ يوليو ومدينة الإنتاج الإعلامى وكانت تكلفتها ٤٠٠ مليون جنيه، تعادل حاليًا أكثر من ٤ مليارات تتضاعف بالأسعار الحالية لقيمة الأرض فى هذه المنطقة المهمة. 
المدينة التعليمية تضم أكبر مسرح فى مصر «٤٠٠٠ مقعد»، وكذلك أكبر فندق «١٠٠٠ غرفة» ومعامل لغات وحاسب آلى، وأكثر من ٣٠ قاعة اجتماعات وتدريب ومركز استكشافى فريد من نوعه، والمدينة نفسها بشكل عام لا مثيل لها فى المنطقة، ولكن للأسف الشديد لا تحقق تكاليف صيانتها أو أجور موظفيها وبدلا من أن تكون مصدرًا مهما للدخل أصبحت عبئًا على الدولة بسبب إدارتها الفاشلة. 
د الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم السابق حينما تولى المسئولية قام بحصر أصول الوزارة المهدرة والمتمثلة فى المجمع التعليمى بالإسماعيلية،المدينة التعليمية ٦ أكتوبر، المدينة العلمية الاستكشافية ٦ أكتوبر، القرية الكونية ٦ أكتوبر، مجمع اتحاد الطلبة بالعجوزة، مركز إعداد القيادات التربوية وفروعه بالمحافظات، متحف التعليم ومكتبة الوثائق بالوزارة، المراكز الاستكشافية المنتشرة «٥٠ مركزًا» بالمحافظات، شبكة الفيديو كونفرانس، التى تغطى مدن الجمهورية حوالى ٧٠ قاعة ومصانع التعليم الفنى، ثم قام الهلالى بطرح هذه الأصول فى مناقصة عامة، لإسنادها إلى شركات استثمارية تحقق أقصى استفادة منها، ولكن المناقصة فشلت، فأرسل خطابات إلى مجلس الوزراء ووزارتى التخطيط والاستثمار يطلب مساعدته فى إدارة هذه الأصول استثماريًا، ولكن الهلالى خرج فى التعديل الوزارى الأخير، وخطاباته تاهت فى دهاليز الحكومة، وظلت أصول الوزارة كما هى حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا، وما زالت مهجورة وتواصل خسائرها.
أتمنى من د طارق شوقى وزير التربية والتعليم متابعة خطابات الوزير السابق، ومن د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط مساعدة وزارة التربية والتعليم فى إدارة أصولها بطريقة اقتصادية، حتى تحقق أرباحًا تتفق منها ولا تكون عبئًا على الدولة.
القرية الكونية والمدينة التعليمية عنوان لفشل الدولة فى الإدارة، ولو أسندت إدارتهما إلى القطاع الخاص سوف يتحول الفشل إلى نجاح والخسائر إلى أرباح. 
بين القرية والمدينة يقع مول مصر ودريم لاند والفرق كبير جدًا بين هذا وذاك. 
فألعاب البطريق فى مول مصر ومراجيح دريم لاند تحققان دخلا أضعاف القرية الكونية والمدينة التعليمية التى أنفقت الدولة عليهما المليارات، وهذا يؤكد ما نقوله دائمًا أن مشكلة مصر ليست فى فقر الموارد ولكن فى فقر الفكر. 
وأن إدارتها تحتاج إلى مبدعين لا موظفين.