الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"أم النور" لـ"أم الدنيا": سلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مولد «العذراء» تمتزج الزغاريد بدموع «المتوسلين والمحتاجين»
ختام المولد بدرنكة.. والشمامسة يطوفون بالأيقونة.. والقلوب ترجو كرامات «البتول»
الْيَوْمَ زفة العذراء مريم الأخيرة، فى تلك الليلة ومع كل دورة طواف بأيقونة أم النور التى يحملها خورس الشمامسة، والمرتلون يتجدد الأمل فى قلوب المرضى والمساكين، فعلى الرغم من ارتفاع صوت الزغاريد والتصفيق، تعلو صراخات غير مسموعة بداخل قلوب طالبى كرامات وبركات «أم النور».
دير العذراء بدرنكة بمحافظة أسيوط الوحيد الذى أقيم فيه المولد هذا العام نتيجة تشديدات أمنية وعدد من التهديدات، حيث ألغت كنيسة مسطرد الاحتفال بالمولد.
وبالرغم من التحذيرات الأمنية من التجمعات، إلا أن الآلاف من الأقباط توافدوا ليحتفلوا بأم النور، فتحول الجبل المظلم إلى شعلة نور، وتزايد عدد الوافدين إلى كنائس العذراء، ليختتموا الصلاة وينتظروا الكرامات.
تعد زفة العذراء عادة بدأت فى روما منذ القرن الخامس، بعد أربعة عشر يومًا من الصوم والمناجاة بعد أن قام الأنبا غريغوريوس الملقب بالذيالوغوس أسقف المدينة بعد أن ضربها الوباء، بحمل أيقونة العذراء وطاف بها المدينة مع الكهنة والشمامسة والشعب بالألحان والترتيل متوسلين إلى «أم النور» لتدخل وترفع الوباء، وإذ بملاك يظهر للأسقف ويعلن له عن رفع الوباء، وهو ما حدث بالفعل وفق ما ورد بكنيسة الفاتيكان، وقد تناقلت الشعوب تلك العادة. واليوم عيد العذراء ما بين أفراح وزغاريد وقلوب متوسلة ومرضى فى انتظار هبوب ريح الشفاء، فما زال الأقباط يحتفلون ويصلون طالبين شفاعة «أم النور» بعد أن قدموا النذور.






منذ عشرات السنين.. الكنيسة الأثرية فى مسطرد بدون احتفال
تشديدات أمنية وبوابات إلكترونية.. والكشافة تتولى التأمين من الداخل
كتبت- مارلين عبدالملك 
تغير شكل محيط «كنيسة العذراء مريم» فى مسطرد، فاختفت مظاهر المولد الذى تم تكريسه لعشرات السنين، فلم يعد هناك باعة جائلون ولا مهرجون.. فساد الصمت محيط الكنيسة، وظهرت البوابات الإلكترونية وتشديدات أمنية مكثفة، وخضع جميع الزوار لتفتيش ذاتى.
بمجرد أن تدخل من البوابات الإلكترونية تقع عينك على زوار بالآلاف، يقفون طوابير ينتظرون دورهم فى التبرك من مغارة «أم النور»، والتى بها أيقونة وبئر شرب منها المسيح واستخدمت مياهها والدته.
تزاحم الجموع سيدة، يبدو عليها أنها مكلومة، ضعيفة البنية، وتحمل على كتفيها هموما تكاد عيونها تدمع، لا أعرف ما الذى تحمله بداخلها، ولكن وبمجرد أن تقف أمام أيقونة العذراء تبدأ عينيها فى ذرف الدموع، بعد أن قامت بإيقاد الشمعة وأغمضت عينها فى خشوع متمتمة بعدد من الكلمات.
رصدت «البوابة» خلال زيارتها للكنيسة الأثرية، أن زيارة «أم النور» لا تقتصر على المسيحيين، فقد توافد عدد من المسلمين ليتباركوا من المغارة، وبالرغم من إلغاء الموالد؛ فإن أعداد المتفلين بالخارج شبه اختفت، بينما ارتفع عدد المصلين داخل أروقة الكنيسة.
وخلال زيارة «البوابة» للكنيسة الأثرية تصادف زيارة الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة وتوابعها، وقال إن الاحتفال بصيام السيدة العذراء بكنيستها الأثرية بمسطرد هذا العام يفوق كل عام، مضيفًا أن جميع الزائرين تغمرهم السعادة، والهدف الوحيد من زيارة الكنيسة هو هدف روحى بنوال بركة السيدة العذراء. 
وعبر الأنبا مرقس عن سعادته بإلغاء المولد هذا العام، قائلًا: «بنشكر ربنا مفيش مراجيح بره ولا كافيهات، وعدد زيارات الكنيسة زاد كان فى ناس بتقعد على المقاهى خارج الكنيسة دلوقتى كله داخلها».
وأوضح أن القوات الأمنية تقوم بدورها خارج الكنيسة، والكشافة تأمن الكنيسة من الداخل على أكمل وجه، ولا يوجد تقصير من أى جهة أمنية، ولفت إلى توافد أعداد كبيرة من المسلمين على كنيسة العذراء بمسطرد، قائلًا: «فى منتقبات ومحجبات كتير بيجوا الكنيسة بيدفعوا نذور وبيدخلوا ياخدوا بركة المغارة والبير».
وأشار إلى أن الكنائس القبطية من مشارقها إلى مغاربها حتى التى لم تحمل اسم السيدة العذراء أقيم بها نهضة العذراء هذا العام، وتوسل السيدة العذراء أن تنظر لمصر وتنقذ العالم من الإرهاب والفوضى والوضع الاقتصادى المتدني. واختتم أسقف شبرا الخيمة حديثه، قائلًا: «إحنا واثقين أن العذراء أكبر شفيعة للبشرية وشفاعتها مقبولة بلا شك».
وعلى صعيد متصل، قال الأب عبدالمسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، إن الكنيسة بُنيت فى القرن الرابع الميلادي، ودشنها البابا غبريال فى القرن الـ١٢ عام ١١٨٢. وأضاف أن العائلة المقدسة زارت الكنيسة الأثرية فى رحلتها إلى مصر، واستراحت بها وشربت من البئر التى تقع بمغارة الكنيسة وغسلت ثيابها واستحمت منها، موضحًا أن هناك رأيين، أحدهما يقول إن البئر كانت موجودة قبل مجىء العائلة المقدسة للكنيسة، والآخر يقول إن السيد المسيح هو الذى استنبع هذه البئر. ولفت إلى عدم اختلاف الاحتفالات بصوم العذراء والمظاهر هذا العام عن الأعوام الماضية، منوهًا إلى أن الزيارات بالكنيسة لم تقل بسبب إلغاء المولد بل إنها تزايدت. وأشار إلى تفضيله أن تلغى الموالد كل عام كى تكون زيارة الكنيسة مقتصرة على نوال البركة من الكنيسة فقط، دون الالتفاف حول الكافيهات والمسارح التى كانت خارج الكنيسة من قبل. وأشاد الأب عبدالمسيح بالقوات الأمنية التى تبذل قصارى جهودها لتأمين مداخل الكنيسة.
حكاية كف المسيح فى «جبل الطير»
كتب ـ ريمون ناجى 
عقب استراحة العائلة المقدسة فى منطقة البهنسا، ارتحلت العائلة المقدسة من البهنسا إلى مدينة سنوبوليس بالقرب من مدينة سمالوط محافظة المنيا.. ثم عبرت النيل إلى شرق البحر حيث يقع دير جبل الطير، أو دير الكف أو دير البكرة، وسمى بجبل الطير، لأنه كان مأوى الآلاف من طير «البوقيرس» المهاجر.
وحال مرور العائلة المقدسة فى النيل.. مالت صخرة من الجبل، تكاد تودى بحياة جموع المستقلين للمركب، فأشار إليها الطفل «المسيح»، الذى لم يتجاوز العامين، فظلت الصخرة مكانها، وهى مفصولة عن الجبل الأصلى، ومطبوع عليها كف الطفل الصغير، ولذا يسمى دير جبل الطير بـ«الكف».
جاء للمكان منذ سنوات طوال عدد من الأجانب والفرنسيين، وأخذوا هذه القطعة من الحجر وقاسوها، فكان مقاسها ٤٠*٤٠ ووضعوها فى متحف فى فرنسا، ولما جاء وفد من الكنيسة لكى يصورها، وجدوا أنهم مسلطين عليها آشعة الليزر حتى لا يسرقها أحد.
قامت الملكة هيلانة، أم الإمبراطور قسطنطين، فى حوالى عام ٣٢٨م، ببناء هذه الكنيسة الحالية «بدير الكف»، وهى منحوتة فى الصخرة، ويتكون صحن الكنيسة المنحوت من قطعة واحدة من الصخر، وبه ١٢ لقان دائرى وسط الكنيسة، يستخدم ثلاث مرات فى العام، فى خميس العهد وعيد الغطاس وعيد الرسل.
كما توجد بعض النقوش على الحجارة فى أعلى الباب الغربى للكنيسة، وربما كانت هذه الأحجار صورًا لبعض رسل المسيح، ولم تكن المغارة التى قطنتها العذراء غير معروفة، حتى جاءت الملكة هيلانة وأمرت بالحفر والنحت عن المغارة لحين اكتشافها، ويقال بأن المغارة اختبأت فيها العذراء قرابة الـ ٣ أيام.




آبار باركتها «العائلة المقدسة» فى مصر
كتبت ـ رانيا سعد
فى رحلة العائلة المقدسة لمصر التى استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام، فى كل محطة كانت ترسو فيها بداية من العريش ورفح فى سيناء، مرورًا بمصر القديمة والمطرية والمعادي، حتى صعيد مصر، ثم عودتهما إلى فلسطين مرة أخرى بعد موت الملك هيرودس، كان يستلزم شرط استقرار العائلة المقدسة فى مكان ما للاحتماء به وجود شجرة للاستظلال، وبئر مياه للشرب والاغتسال. 
بداية الرحلة من العريش إلى تل بسطا بالقرب من مدينة الزقازيق، حيث وصلت العائلة المقدسة للمدينة، لكنها لم تستقر بها طويلًا، وقيل إن السيد المسيح أنبع بهذا المكان عين ماء، وشربت واغتسلت منه العائلة المقدسة، ويوجد أيضًا «شجرة مريم» التى استظلت تحتها العائلة المقدسة.
من تل بسطا إلى مسطرد أو «المحمة» ومعناها مكان الاستحمام وسميت كذلك لأن العذراء مريم أحمت هناك السيد المسيح وغسلت ملابسه وفى عودتها مرت أيضًا على مسطرد وأنبع السيد المسيح له المجد نبع ماء لا يزال موجودًا إلى اليوم، داخل كنيسة السيدة العذراء، وما زالت البئر حية وبها ماء يتبارك بها كل من يزور هذا المكان المقدس يشربون منها من خلال صنابير متصلة بالبئر، وبعضهم يملأ منها زجاجات.
ولعل أبرز الأماكن التى باركتها العائلة شجرة العذراء فى بلبيس والحجر الذى انفجر ينبوعًا فى سخا بكفر الشيخ وشجرة وبئر مريم فى بنى مزار وعين الماء فى المطرية.




الآلاف يحيون ليلة عيد «العذراء» بديرها فى درنكة
كتبت- ميرا توفيق
بالجبل الغربى فى أسيوط وعلى ارتفاع ١٢٠ مترًا عن مستوى سطح الأرض الزراعية، يقع دير السيدة العذراء المعروف بـ «درنكة»، أهم المزارات الدينية وقبلة المسيحيين، فمنه انتهت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، لتبدأ رحلتها فى الرجوع إلى فلسطين.
«دورة العذراء» ينتظرها مريدو الدير، حيث يتسارعون فى التبرك بصورة السيدة العذراء، التى يحملها الشمامسة ويتقدمهم الأسقف فى موكب مهيب، تختلط فيه الدعوات بالدموع والزغاريد، فالكل يبحث عن شفاعة ومعجزة وربما شفاء من السيدة العذراء.
يصطف الشمامسة مرتدين الملابس البيضاء، حاملين الصلبان، والشموع، يتقدمهم الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، مرتلين لحن «افرحى يا مريم»، بينما يتسابق الحضور فى أخذ «البركة» من صورة السيدة العذراء والصلبان التى يحملها الشمامسة، بعضهم يعبر عن فرحه بـ«الزغاريد والتصفيق» وآخرون يرفعون عيونهم إلى السماء، وغيرهم يتابعون، مرددين التراتيل والألحان، وبقلوبهم طلبات «لأم النور».
الآلاف من المسلمين والمسيحيين، يشاركون فى مولد السيدة العذراء بدرنكة، طالبين شفاعة أم النور، ورؤية المغارة التى لجأت إليها العائلة المقدسة، بجبل أسيوط هربًا من اضطهاد هيرودس.
وفى الليلة الختامية للعيد يسهر المصلون حتى الصباح الباكر، مرددين المدائح والتماجيد للسيدة العذراء على أنغام الطبول والدفوف والناقوس، بالإضافة إلى الأغانى الفلوكلورية، مثل «على دير العدرا ودينى أوفى ندرى والرب راعينى، وامدح فيكى يام النور مهما يكون قلبى مكسور، أمدح فيكى يا أم يسوع يا شفيعة كل الجموع».
يقول الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر الراحل فى كتابه «دليل الكنائس والأديرة فى مصر» عن الدير: توجد به مغارة قديمة كانت أصلا محجرًا فرعونيًا قديمًا، وقد زارتها العائلة المقدسة واختبأت فيها، وبجوار المغارة كانت توجد كنيسة أثرية للفتية الثلاثة القديسين، لم يتبق منها سوى الحجاب المطعم بالعاج. 

«المغيثة حلت الحديد».. زارتها العذراء ومياه المجارى أغرقتها
كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس فى حارة زويلة المعروفة بـ «العذراء المغيثة حالة الحديد»، وصفها المقريزى فى أحد مخططاته لتاريخ مصر بـ «أنها عظيمة عند النصارى». فقد كانت الكنيسة مقرًا للكرسى البطريركى بعد نقله من الكنيسة المعلقة بمصر القديمة منذ عام ١٠١٦ ش - ١٣٠٠م، منذ عهد البابا يوحنا الثامن وحتى سنة ١٣٧٧ش - ١٦٦٠م فى عهد البطريرك متاؤس الرابع الـ ١٠٢ من سلسلة باباوات الإسكندرية.
الكنيسة الأثرية والموجودة بحى الخرنفش فى شارع بين الصورين، بين ميدان باب الشعرية والموسكى، يعتقد أن العائلة المقدسة قد زارتها خلال رحلتها إلى مصر، وقد ذكر المقريزى أنها بنيت بواسطة طبيب مشهور اسمه زابولون، عاش قبل غزو العرب مصر بمائتين وسبعين عامًا، أى فى القرن الرابع الميلادى، وقد دمرت فى عام ١٣٢١م، ثم أعيد بناؤها فى القرن ١٤.
الكنيسة التى بنيت على الطراز البازيلكى، يبلغ ارتفاعها ٢٨م طولًا، و١٩ م عرضًا، و١١.٥ متر ارتفاعًا، ويوجد بها صفان من الأعمدة تحمل سقف الكنيسة، مثلها مثل الكنيسة المعلقة، وتقع الكنيسة الأثرية أسفل مستوى الشارع بحوالى ٤ أمتار، مما جعلها تغرق فى مياه الرشح مع مياه المجارى، وفى الركن الغربى البحرى من كنيسة العذراء توجد كنيسة تم بناؤها بعد بناء كنيسة العذراء على اسم «أبى سيفين».




ماجد وديع: 2 مليار دولار عائدات الترويج السياحى لمسار العائلة المقدسة سنويًا
حوار- ريمون ناجى
تصوير- أحمد الحسينى
أكد المهندس ماجد وديع الراهب، عضو المجلس الاستشارى لوزير الآثار بالمتحف القبطى، وعضو باللجنة الثقافية للجنة الآثار، أن الترويج لمسار العائلة المقدسة فى مصر سياحيا يدر دخلا سنويا يصل إلى 2 مليار دولار، لكنه أشار إلى فشل هيئة تنشيط السياحة فى الترويج للمسار. وتوقع فى حواره مع «البوابة» اعتراف المجمع المقدس بدير وادى الريان قريبا، كما كشف عن أسرار تحول كنيسة لمعبد عزرا اليهودى بالفسطاط... فإلى الحوار.
■ اختلف الجميع على مسار العائلة المقدسة بأرض مصر ومحطات الزيارة.. حدثنا عنها من المصادر التاريخية؟
- مسار العائلة المقدسة مابين ٢٠ و٢٥ محطة فى أرض مصر، وليس هناك جزم فى المصادر التاريخية على عددها، وهناك محاولات من بعض الكنائس فى نسب كنائسها للمسار لإضفاء نوع من الأهمية لمواقعها.
بينما التوثيق يكون من خلال خريطة واضحة أثناء مجىء العائلة المقدسة من شمال مصر إلى الجنوب ورحلة العودة.
■ إذا كيف حددت وزارتا الآثار والسياحة مسار العائلة المقدسة لإطلاق مشروع إحيائها سياحيًا؟
- أعددت دراسة وفق ما أشارت إليه أغلب المصادر حول مسار العائلة المقدسة، ووصل عددها إلى ١٣ محطة، وتقدمت بها لوزارة الآثار والسياحة، للاعتماد عليها فى مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، ولكن وزارة السياحة اقتصرت المسار على ٨ محطات فقط، نظرًا لتوافر بيئة محيطة وخدمات متوفرة ومتاحة للسياح والوافدين.
■ وما المسار الذى اعتمدت عليه دراستك لمجيء العائلة المقدسة؟
- إن أول محطة للعذراء والعائلة المقدسة كانت فى الحدود الشرقية «الفرما»، وهو المدخل الشرقى للبلاد، وانتقلوا منها إلى شمال الدلتا «سخا وتل بسطا» الزقازيق، ووادى النطرون، والقاهرة المطرية ومسطرد بالقليوبية ومصر القديمة أبى سرجة، والمعادى التى كانت الميناء، حينها توجهوا منها ذهابا وإيابا، ومن منطقة المعادى توجهوا للصعيد جبل الطير فى سمالوط، والبهنسا، والمحرق بأسيوط، وحال عودتهم بعد ظهور الملاك ليوسف النجار ليخبرة بموت هيرودس لجأوا إلى درنكة، والتى كانت الميناء بأسيوط، ليتخذوا مسار العودة.
■ منطقة البهنسا معروفة بأنها تحوى زخما أثريا.. هل تم وضعها فى مسار العائلة المقدسة؟
- لم ترد بمسار إحياء الزيارة لكونها غير مؤهلة لاستقبال السياح والزوار، من حيث توافر الخدمات، رغم أنها موقع أثرى مهم للغاية وتمثل مكانا جيدا للحجاج، حيث تضم البهنسا موقعا به الشجرة، التى استظلت بها العائلة المقدسة وبئر مياه، بالإضافة لوجود مدفن لقرابة ٤٠ شخصا من الصحابة بالمكان من بينهم زين العابدين.
■ وما النتائج التى حققها مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة سياحيًا؟
- السياحة الدينية أحد الروافد المهمة للسياحة فى العالم، ويمكنها جذب ١٠ ملايين زيارة سنويًا، من خلال الترويج لرحلة العائلة المقدسة، وفق الدراسات نستطيع أن نحقق مليارى دولار سنويًا كدخل سياحي من مسار العائلة المقدسة فقط، لو أحُسن استغلاله. لكن الواقع يشير إلى زيارة ٥٠٠ شخص أجنبى فقط، جاءوا ليشاهدوا مسار العائلة المقدسة.
■ فى رأيك.. ما أسباب فشل الترويح السياحى لمسار مهم يمثل كنزًا للدولة المصرية؟
- بإيجاز شديد.. لأن التفكير داخل الصندوق، وعدم إجادة التسويق أو طرح أفكار جديدة، لنستغل ما بين أيدينا من مقومات تجلب ذهبا للدولة. حال وجود حراك سياحى تنتعش معه نحو ٤٠ مهنة أخري، مما يحد من انتشار البطالة، ويساهم فى دفع الحالة الاقتصادية، لو تم إدارة الخيرات والمقومات بصورة صحيحة، بينما الحقيقية أن الأمور تدار بأفكار تقليدية وضبابية الرؤية وغياب رؤية بانورامية أو التسويق بصورته الصحيحة.
■ هل هناك ضرورة فى وجود شركات أجنبية للترويج السياحى لمصر؟
- بالطبع.. أقترح التعاقد مع شركات مصرية من المهتمين بالأمر أو شركات أجنبية من دول صديقة، مما يساهم فى وجود حراك سياحى وتسويق صحيح للكنوز الموجودة ببلادنا، وأود أن أشير إلى أن عددا من الشركات المصرية طرح عروضا للتسويق، ولكن الرد جاء بالرفض، لوجود توجس لدى بعض المسئولين وتمكن البيروقراطية. ولو تعاقدنا مع شركات تسويق بنسبة ربح، ستعمل وتبذل قصارى جهدها للنجاح، لأن نظرة المستثمرين للأمر تختلف عن تفكير الموظفين.
■ ما دور هيئة تنشيط السياحة إذن؟
- هيئة تنشيط السياحة بها العديد من الموظفين، دون جدوي، لأنهم يرفعون شعار غالبية الموظفين، «اشتغل كتير تغلط كتير تتجازى، متشتغلش خالص تقبض مرتبك وتحصل على الحافز».
■ هل الكنائس التى زارتها العائلة المقدسة خضعت جميعها للترميم؟
- بالفعل غالبية الكنائس التى زارتها العائلة المقدسة، منها كنيسة سخا وأبى سرجة وغالبية أديرة وادى النطرون، والأديرة التى بها، أغلبها خضع للترميم.
■ لدينا متحف قبطى بأرض مصر يحتوى العديد من التراث.. هل هناك متاحف مماثلة فى دول خارجية؟
- بالطبع.. هناك متاحف فى دول خارجية، ولكنها ليست بغزارة المعروضات الموجودة بالمتحف القبطى أو بالأهمية، ويعتبر أعظم متاحف العالم فى التراث القبطى الموجود بأرض مصر، ولكنهم بالخارج أكثر اهتمامًا بعلم القبطيات، وصل لدرجة تخصيص جامعات دراسية هناك ويدشن بها متاحف.
■ بالخارج اهتمام بالغ بعلم القبطيات.. ما تفسيرك لعدم تدريسة بالجامعات المصرية؟
- للأسف هناك خلط شديد بين الكثيرين وجهات مسئولة بأن تدريس علوم القبطيات هو تبشير بالمسيحية، بينما هى حقبة تاريخية زمنية من عمر مصر تمتد لـ ٦ قرون كاملة، كانت مصر مسيحية قبل دخول الإسلام، وظلت اللغة القبطية سائدة حتى القرن الثالث عشر، لذا فإنها فترة زمنية مهمة بالبلاد ووجب معرفتها للأجيال، واستشهد هنا بأقوال الدكتور ميلاد حنا فى أحد كتبه، بأن مصر عبارة عن رقائق حضارية ضمنها الرقيقة القبطية علينا الاهتمام بها وتعليمها للأجيال لمعرفة تاريخ بلادهم، خاصة أن بين الحقبة التاريخية، والتى ما زالت مستمرة وجود أدباء وعلماء وشعراء وأطباء وغيرها من الأقباط، ووجب إزالة الغبار عن تلك الفترة من تاريخ مصر وتدريسها لأبنائنا.
■ هل بالفعل معبد بن عزرا اليهودى أصله كنيسة؟
- بالفعل.. المصادر التاريخية تؤكد أن معبد بن عزرا كان كنيسة، وحينما تعثرت الكنيسة ماليًا، قام البابا فى ذلك الوقت بتأجيرها لليهود لمدة مائة عام دون تأريخ للعقد، واليهود معروفون بالدهاء استغلوا الأمر وسيطروا عليه، وادعوا أن المعبد ملك لهم منذ عهد موسى النبيل، ونسجوا قصصا وروايات لا صحة لها ولا دليل، بينما المراجع القبطية والتاريخية تؤكد أن المعبد الحالى أساسه كنيسة قبطية أرثوذكسية.
■ ما تعليقك على حالة الانحدار التى تشهدها شجرة مريم بالمطرية؟
- وقت حكم الرئيس جمال عبدالناصر أقام مبانى شعبية كثيفة، أفقدت الأثر معناه، نظرًا لعدم مراعاة حرم الآثار، وحدثت تعديات كثيرة، رغم أن المطرية إحدى المناطق التى هى محط أنظار العالم أجمع، لكونها تحتضن شجرة العذراء وأقدم جامعة فى التاريخ القديم «أون» والمعبد الجديد الذى تم اكتشافه، ولذا وجب دراسة المواقع الحيوية وتوفير بيئة ومناخ مؤهل لزيارة السياح.
■ وفى المطرية أيضا يشاع أن إحدى الجوارى بالمطرية لم تكرم العذراء وتعطيها خبزا، فلا يختمر فيها عجين للآن.. ما صحة تلك الرواية؟
- الأمر غير صحيح.. ويقال إنها حال المجىء للمطرية رفضوها ولم يرحبوا بها جيدا، وكانت من ضمن الأساطير أنهم رفضوا أن يعطوها خبزًا بعد ما العائلة مشيت لم يعد هناك عجين يختمر، ولكن الأمر ليس صحيحًا.
■ هناك تضارب فى الآراء بشأن دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان.. هل هو دير أم لا؟
- دير وادى الريان يرجع تاريخه للقرن الرابع الميلادى أحد باكورات الرهبنة، ويضم منطقة أثرية مصرية قديمة، بها معابد وتلال مُوجودة تحمل قيمة أثرية كبيرة، سواء مصرى قديم أو قبطي. وعانى دير الأنبا مكاريوس مشكلات عديدة، وكنت ضمن المتدخلين لحل الأزمة بشأن طريق التنمية الذى اخترق الدير.
وتوصلنا لعدد من الاتفاقات بشأن تخصيص ألف فدان كمزرعة للدير على جانب الطريق، ومن الجانب الآخر تخصيص ٣.٥ ألف فدان عبارة عن مبنى الدير، وهو اتفاق لاقى استحسان وقبول الدولة والدير.
بينما تغير مؤخرا واتفقتا البيئة والكنيسة، وأصبح ٣.٥ أفدنة عليها الحياة الديرية، وألف فدان للزراعة، كحق انتفاع مقابل نصف مليون جنيه سنويا، وهى خطوة فى تنقين وضع الدير، وأعتقد أن المجمع المقدس للكنيسة سيعترف بالدير فى أول انعقاد له، خاصة بعد وجود أسقف مشرف على الدير، وهو الأنبا مكاريوس أسقف المنيا العام.
■ هل تحقق السبع كنائس والمتحف القبطى ربحا من الوفود السياحية؟
شركات السياحة تحاول إدخار أموال، ولذا تقتصر زيارات الوافدين من السياح على الكنائس وعدم زيارة المتحف القبطى لتوفير ثمن التذكرة، ولذا ألوم وزارات السياحة والآثار والتنمية المحلية، وعليهم تحديد وفرض «تكت» ورسم دخول للوافدين السياح لزيارة المنطقة بأكملها.