الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عاش فاروق جويدة نصير الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لن أمل من تكرار مقولة: مصر غير جادة فى مواجهة الإرهاب - تيارات الإسلام السياسي- بل ولن أكون مبالغا إذا قلت إن ما نشاهده الآن تحت لافتة: مكافحة الإرهاب هو فى حقيقته حرث وتهوية وتسميد لتربة بكر كى ينمو فيها التطرف الدينى بصورة أشد شراسة.. والدليل على ذلك هذه الأسماء التى تتولى مناصب فى هيئات لمكافحة الإرهاب والتطرف رغم أن يدها ملوثة بالتحالف مع الإرهابيين.
وأمامك- على سبيل المثال- فاروق جويدة - الذى يقال إنه شاعر - الذى عين مؤخرا عضوا فى المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف، رغم عمله مستشارا ثقافيا للجاسوس المعزول محمد مرسي، أي أن الرجل تم اختياره بقرار من مكتب إرشاد الجماعة الإرهابية.
سيقول السذج: عفا الله عما سلف، وأن من تعاون مع الإخوان كان يهدف مصلحة مصر... ولو صدقنا هذا التبرير مع تفاهته فكيف يمكن تفسير «الفضيحة الكبرى» و«أم الكوارث» التى ارتكبها جويدة أمس الأول الجمعة بمشاركة صحيفة «الأهرام» المرموقة؛ حيث كتب جويدة «المتشاعر» مقالا بعنوان: «مأساة رابعة خطيئة الإخوان الكبرى»، ولست أدرى ماذا يقصد بكلمة مأساة؟ هل هذا الرجل مدرك معنى الكلمة؟ فض اعتصام رابعة المسلح «مأساة» من وجهة نظر الإخوان فقط لكن عند أى وطنى أو عاقل ليس مأساة ولا انتصارا، بل تنفيذ للقانون... مع ملاحظة أن الرجل لم يستخدم طوال المقال تعبير: جماعة الإخوان الارهابية، بل يقول: جماعة الإخوان المسلمين. 
وبعيدا عن الركاكة الفجة التى تسيطر على المقال مثل قوله فى بداية الموضوع: تبقى مأساة رابعة العدوية واحدة من كبرى الخطايا فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، وأكبر جريمة فى حق المصريين حين جمعت الآلاف من بسطاء هذا الشعب تحت شعارات مزيفة ظاهرها الدين وباطنها السلطة... ثم بعد ٢٠ كلمة عاد وكرر الكلام نفسه، قائلا: «إن أخطر ما فى هذه المأساة أنها جمعت حشود البسطاء من المصريين تحت شعارات دينية دفاعا عن الإسلام، رغم أن كل الحقائق كانت تؤكد أن الجماعة تحارب من أجل السلطة»... والسؤال: ما الفرق بين الفقرتين اللتين لم يفصل بينهما سوى ٢٠ كلمة؟ لا يوجد اللهم إلا أن «المتشاعر» الركيك لا يجد كلاما لكى يكمل نصف الصفحة التى «ورثها» فى الأهرام. 
خذ مثالا ثانيا لركاكة لغوية وعقلية أخرى؛ حيث يرى أن مشكلة اعتصام رابعة المسلح تتمثل فى: عمليات نصب الخيام وإقامة المطاعم، ولم يعد الأمر مقصورا على شباب يتجمع، ولكن بدأت أسر وعائلات بكامل أعضائها تتدفق على الميدان... وبعدها بجملة واحدة يقول: «كان من الصعب على أى دولة فى العالم أن تقبل انفصال جزء منها ليعلن استقلاله أو أن يتحول أحد الميادين إلى مدينة لا أحد يعلم من أين يأتيها الطعام كل يوم... أى أن المشكلة فى نظر «المتشاعر» هو مصدر الطعام الذى يدخل إلى «رابعة»...رحم الله الأهرام وأيامه!!!
لكن بعيدا عن هذه الركاكة والهلفطة؛ فالمقال ممتلئ بالمغالطات التاريخية والآنية وهذه مغالطات وليست أخطاء، بمعنى أنها تُجمل وتحسن وجه الإخوان الدموى والإرهابى، فعلى سبيل المثال: يقول كاتب الأهرام «الركيك لفظا وعقلا»: لا أحد يتصور أن يكون من بين أهداف جماعة الإخوان المسلمين هو تدمير قدرات وإمكانات جيش مصر، وهو مصدر حماية شعبها!!!! لا أجد تعبيرا مهذبا يصف هذا الكلام، وكيف يمكن نشره فى صحيفة رسمية... هل تريد «الأهرام» تبرئة الإخوان من عملياتها الإرهابية ضد الجيش؟؟؟ 
وفى فقرة أخرى يقول: «مرت الآن أربع سنوات على مأساة رابعة العدوية، وليت الإخوان استوعبوا هذا الدرس، وكانوا أكثر حرصا على دماء شعبهم التى ما زالت حتى الآن تنزف كل يوم أمام أطماع سياسية رخيصة»... إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي: يجلس بجواركم فى المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف رجل يقول: إن فض اعتصام رابعة العدوية مأساة، وأن الإخوان «شعب» ما زالت دماؤهم تنزف منذ فض رابعة، ولا يخفى عليكم سيادة الرئيس أن من يواجه إرهاب الإخوان هم رجال الجيش والشرطة، لكن «الجالس» بجواركم يسوى بين تنظيم الإخوان الإرهابى والجيش والشرطة. 
واستمرارا لمسلسل الهلفطة والتضليل الذى يمارسه جويدة والأهرام يقول «عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب»: هناك مؤامرة على مصر تقودها تركيا وقطر وإنجلترا، وربما أطراف أخرى، وللأسف أيضا أن الإخوان شركاء فى هذه المؤامرة»... وفى فقرة تالية يخاطب «المتشاعر» قيادات الجماعة الإرهابية: هل من الوطنية أو الانتماء أن تقبل قيادات الإخوان أن تقوم دول مثل قطر أو تركيا أو إيران أو حتى إنجلترا بتمويل نشاط الجماعات الإرهابية فى مصر، وأن تشجع قيادات الإخوان هذه الأعمال ضد المصريين»... أى أن الرجل يرى أن الإخوان لا تمارس الإرهاب بل تشجع جماعات أخرى غير إخوانية على ممارسته!!!
أخيرًا، لى رجاء حار عند الزميلين الفاضلين رئيسي مجلس إدارة وتحرير الأهرام: أتمنى عندما تقرران طباعة رسائل حسن البنا- أو الإمام الشهيد حتى لا يغضب فاروق جويدة نصير الإرهابيين- إبلاغى قبلها حتى أتمكن من الحصول عليها.