الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"السيسي" وبيزنس الفضائيات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعيش أغلب القنوات الفضائية الخاصة أزمة مادية لم تعد تخفى على أحد، وقد انعكس ذلك سلبًا على العاملين فى مجال الإعلام التليفزيونى، كما انعكس على المشاهد الذى انصرف عن أغلب القنوات بسبب ضعف المنتج المعروض عليه. العاملون فى بعض القنوات عجزوا عن الحصول على مستحقاتهم من أصحاب القنوات، فمنهم من تراكمت مستحقاته عامًا كاملًا، ومنهم من ثار واحتج واعتصم فى القناة، لأنه لم يتقاض جنيهًا واحدًا طوال الثمانية أشهر الماضية.
أصحاب القنوات المتعثرة جميعهم من رجال الأعمال الذين يمتلكون إلى جانب القنوات مؤسسات وشركات ومصانع يحصل العاملون فيها على مستحقاتهم كاملة فى المواعيد المقررة، وإذا سألتهم عن مستحقات العاملين فى قنواتهم.. قلبوا جيوبهم ووجوههم وكادوا أن يعلنوا إفلاسهم بسبب الخسارة، بل إن بعضهم يسعى للبيع والبعض الآخر يبحث عن شريك لإنقاذ قناته من التوقف. 
عجبت لأمر هؤلاء، لأن «لافتة» الخسارة التى يرفعونها الآن.. دأبوا على رفعها منذ أن قرروا اقتحام مجال الإعلام، بل إنها كانت تاجًا يزين أحاديثهم فى مجالسهم الخاصة والعامة، يتفاخرون بأنهم ينفقون على الإعلام دون انتظار لمكاسب، فالإعلام رسالة تحمل معانى سامية وأهدافًا راقية، وهو السلاح الناعم الذى يستحق منهم التضحية بالجهد والمال، وكله من أجل مصر التى يعشقون ترابها. والحقيقة أن هؤلاء كاذبون، ليس فقط لأنهم تكسبوا من عائد الإعلانات فى قنواتهم طوال السنوات الماضية، ولكن لسببين كلاهما مهم، الأول: أن هذا الفصيل من رجال الأعمال اقتحم مجال الإعلام لأنه يدرك مسبقًا أنه سيحقق مئات أضعاف ما ينفق، فالقناة التى يؤسسها.. إعلامية فى الظاهر لكنها فى الباطن القناة التى تصله بالمسئولين ليحصل على ما يريد من مكاسب، بل إن بعضهم فتحت لهم قنواتهم الأبواب المغلقة وقربتهم من أصحاب القرار، فإذا حصلوا على مبتغاهم.. كانت القناة صوتًا للإنجازات، وإذا فشلوا.. كانت «سوطًا» على ظهر المسئول. هؤلاء دخلوا مجال الإعلام من بوابة بيزنس «شيلنى وأشيلك» أو «سيب وأنا أسيب».
أما السبب الثانى فهو تولى الرئيس السيسى المسئولية، فقد أكد أكثر من مرة أنه ليست لديه فواتير لأحد حتى يسددها، وبذلك أوصد جميع الأبواب فى وجه أصحاب القنوات الذين رفعوا شعار «شيلنى وأشيلك»، ثم بادر برفع شعار «تحيا مصر» يردده ثلاث مرات كلما تحدث. أصحاب القنوات وجدوا أنفسهم أمام أمرين.. إما التطبيل عساه أن يقربهم من الاتحادية ومن فيها.. كما كانوا من قبل، أو تقزيم الإنجازات كوسيلة للضغط أتت ثمارها معهم فى السابق، لكن كلا الأمرين باء بالفشل، وتلاشت كل حيلهم عندما رفع الشعب مع الرئيس شعار «تحيا مصر». 
السبب الثانى فقط وضع أصحاب القنوات فى مأزق، فقد انكشف أمرهم وظهرت نواياهم الحقيقية من إنشاء القنوات، حيث صارت عبئًا عليهم، لأن ما ينفقونه لا يحقق ما يطمحون إليه، وهذا هو السبب الرئيسى لسعى بعض رجال الأعمال لبيع قنواتهم وضنهم على العاملين معهم بمستحقاتهم، غير عابئين بالتزاماتهم المادية، حتى أن الرحيل عن قنواتهم أصبح مرحبًا به حتى لو كان من نجوم المذيعين بعد أن كان فى السابق وسيلة ضغط لزيادة الأجور طالما استجاب لها أصحاب القنوات. خلاصة القول إن السيسى أجهض كل الخطط التى أنشئت من أجلها قنوات «شيلنى وأشيلك» فأطاح بأحلام أصحابها. على الجانب الآخر نرى قنوات دخل أصحابها مجال الإعلام عن دراية ودراسة، فأدركوا منذ البداية أنهم يتصدون لصناعة ثقيلة، لذلك كانت قنواتهم راسخة، تتعرض لكبوة لكنها سرعان ما تنهض، فرق كبير بين قنوات أنشئت لتعيش وأخرى تختفى باختفاء شعار «شيلنى وأشيلك» الذى أنشئت من أجله.