الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"وجوه ملائكية وأفعال شيطانية".. يكشف علاقة "الإخوان" بـ"الماسونية والصهيونية"

كتاب وجوه ملائكية
كتاب وجوه ملائكية وأفعال شيطانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«وجوه ملائكية وأفعال شيطانية»، عنوان كتاب صدر حديثا للناقد والباحث خالد محمد الصاوى عن «دار الأدهم للنشر» بالقاهرة، الكتاب عبارة عن قراءة فى جماعة الإخوان والتأسلم السياسي، ويضم دراسة ظاهرة الإرهاب من جوانب عدة تاريخيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا، ثم يتخذ «الإخوان» كنموذج للجماعات الإرهابية، ويقيم عليها نفس الآليات المنهجية التى تناول بها ظاهرة الإرهاب، فيقدم سردا تاريخيا ممنهجا لها من حيث النشأة ووضع مصر الثقافى والفكرى قبل بزوغهم، وتاريخ وكيفية ارتباطهم بالفكر الوهابي، علاوة على تورطهم فى العمالة الغربية والفكر الماسونى والصهيونية العالمية.
يقسم «الصاوي» كتابه إلى فصلين، الأول بعنوان «الإرهاب الجذور والمعاصرة»، والثانى بعنوان «الإخوان المسلمين والإرهاب»، يستهل الفصل الأول بتعريف الإرهاب تاريخيا ليستنتج أن الفكرة قد بدأت منذ الحضارات القديمة، فيقول: «نتج الإرهاب عن جذور سياسية قديمة، والإرهاب سياسيا هو استخدام العنف اللغوى والسلوكى كأداة لتحقيق بعض المكاسب والأهداف السياسية، وجذور الإرهاب متوغلة فى القدم، فكان أخذ الرهائن وسيلة من وسائل الإرهاب، وتمثلت عند قبائل الأنكا فى صورة الاستيلاء على أوثان القبائل التى سيطروا عليها واحتجزوها لضمان عدم تمرد هذه القبائل، ونتج عن ذلك العبودية، وفى القرن الثانى عشر الميلادى أخذ ريتشارد قلب الأسد، ملك إنجلترا، رهينة فى إحدى قلاع الراين إلى أن دفع رعاياه الفدية لآسريه، أرشدوق النمسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة».
ثم يُرجع «الصاوي» ظاهرة الفكر التكفيرى إلى عهد الخليفة على بن أبى طالب، مستشهدا بحادثة الخوارج الذين تمردوا على أمير المؤمنين، واتهموه بالكفر كما اتهموا أصحاب النبى، صلى الله عليه وسلم، بالخروج عن الِملة، بل كفّروا كل من خالف مذهبهم وكل من لم ينضم لصفوفهم من عامة المسلمين.
كما يُرجع ظاهرة الإرهاب اجتماعيا لعدة أسباب، من بينها «غياب العدالة الاجتماعية، وغياب استراتيجية تستثمر طاقات الشباب فى التعبير عن نفسها، وغياب التعليم الهادف»، إضافة إلى انتشار البطالة والإسفاف الثقافى والفنى وانتشار المحسوبية والفساد، وإهدار كرامة المواطنين.
ثم يتطرق إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ويعدد أسباب تمتعه بتلك القوة المفرطة، فيذكر أولا الطابع الدموى المفرط فى نظامه العقابى المؤسس على المسوغات الدينية الفقهية والإفتائية –الحنبلية والوهابية- وشروحها على الحواشي، وتمثل عودة للأنظمة العقابية التاريخية القديمة ذات الأساس الدينى، وفى ذات الوقت مجمل الممارسات السابقة من النظم العقابية القديمة، ثانيا النزعة الاستعراضية فى تقديم الموت الوحشى المترع بالعذابات والآلام القاسية بهدف توليد الفزع والرعب والخوف المعمم، أيضا بث أشرطة الموت العنيف والقاسى والألم المفرط بلا حدود على المواقع الافتراضية، إضافة إلى بث النصوص الدينية التكفيرية التى تبرر القتل الوحشى للمغايرين دينيا ومذهبيا ولمن يغايرونهم فى الرأى أو الاتجاه بين المسلمين بدعوى شركهم، وهى نصوص باتت تستثير الرأى العام الكونى الذى يربط بين الدواعش والإسلام على نحو أساء للدين العظيم وقيمه السمحاء.
ويرجع المؤلف نشأة الإخوان المسلمين فى ظل ظروف اجتماعية واقتصادية كانت مهيئة لنموهم، من بينها أزمة صناعة الأنسجة فى إنجلترا التى تسببت فى انخفاض سعر القطن فى مصر، وهى السلعة الأساسية لدى طبقة الفلاحين فى تلك الفترة، ما دفع العديد لبيع الأراضى والوقوع فى شرك ابتزاز الرأسماليين سواء الأجانب أو المصريين، ويسرد «الصاوي» عدد الجرائم التى تدلل على الأزمة، فهناك عشرات العمد الذين تم قتلهم، وهناك عدد من المطاحن والشون التى تم حرقها من قبل فلاحين، ومن هنا بدأت الطبقية تأخذ وضعها فى مصر مطلع القرن العشرين.
ثم يمر بالفترة الليبرالية فى مصر، ويلقى الضوء على الوضع الثقافى التنويرى والخطاب العلمانى فى مقابل الخطاب المحافظ، وبزوغ نجم الشيخ محمد عبده، بعد تلك الحقبة ظهر جيل من الطبقة المتوسطة يعانى من الطبقية، ويعانى من عدم وجود فرص عمل، فانتشرت المظاهرات والاحتجاجات والتمرد ضد السلطة والإنجليز، ومن هنا بزغ نجم الإخوان المسلمين التى سار خلفها الشباب كجماعة مناضلة.
ثم يُرجع المؤلف السبب الرئيسى لغزو الفكر الوهابى لمصر إلى عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، فى تلك الحقبة كانت مصر تستولى على أراضى الحجاز، وكانت الدولة الأقوى فى المنطقة، ما دفع الملك لإبرام حزمة تعاونات مع مصر، من خلالها بدأ الفكر الوهابى يضرب بعض الجمعيات الصوفية والسلفية فى مصر، ثم يسلط الضوء على دور الشيخ رشيد رضا الذى قدم حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان إلى الملك «عبدالعزيز»، وأصبحت الجماعة ذراعا رئيسية لترويج الفكر الوهابى فى مصر، لكنها مروج مسلح، له خطط وأعمال جهادية.
وفى سرد متتابع لتاريخ الجماعة، يوضح «الصاوي» أكثر من ١٠٠ جريمة ارتكبها الإخوان منذ حسن البنا وحتى اندلاع ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وفى فترة حكم محمد مرسي، ثم يربط الفكر الإخوانى بـ«الماسوني»، ناهيك عن أن كلمة «البنا» ما هى إلا ترجمة لكلمة «ماسون»، لكن الماسونية من وجهة نظر «الصاوي» جماعة ترفض الانتماء للوطن أو لأى شيء آخر سوى الانتماء للجماعة، وهذا هو فكر الإخوان، ثم يستكمل وينشئ علاقة بين الفكر الصهوينى وفكر الإخوان فيقول: «استطاعت الصهوينية العالمية أن تضم فصيلا إخوانيا لها، وإلا بما تفسر مباركة جماعة الإخوان المسلمين تدمير الوطن العربى والعلاقات الخفية بين حركة حماس وإسرائيل، إضافة إلى أن سهلت الحكومات الأوروبية والإذن الأمريكى ومباركة الصهيونية العالمية لجماعة الإخوان المسلمين التوغل اقتصاديا داخل أوروبا، ويتم تقديم المال والدعم عن طريق الشركات المملوكة للإخوان، ولأن شركات متعددة الجنسيات هى التى تحرك الجميع وتستخدم اللوبى الصهيونى كجماعة ضغط داخل أوروبا وأمريكا، نجد أن الجماعة بدأت تشارك وتدخل بأسهم فى هذه الشركات، فلماذا يسمحون للإخوان بذلك حتى أصبحوا يمثلون ثلث اقتصاد ألمانيا». 
ويأتى كتاب «وجوه ملائكية وأفعال شيطانية» ليدخل السباق مع مجموعة كتب صدرت فى الفترات الأخيرة عن الإرهاب، لكتّاب عالميين من مختلف أنحاء العالم، ففى مصر كان للدكتور شاكر عبدالحميد «التحليل السيكولوجى للإرهاب»، و«العنف والإرهاب» للعراقى إبراهيم الحيدري، و«الإسلام السياسى والإرهاب» كما نشرحه لأولادنا للفرنسى المغربى «الطاهر بن جلون»، و«صرخة فرج فودة» للشاعر المصرى شعبان يوسف، و«نواب الله» للشاعر المصرى أحمد الشهاوي.