السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقف يكشف شخصية السعيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استدعانى الدكتور رفعت السعيد إلى مكتبه، كنت صحفيا صغيرا، وكان رئيسا لمجلس إدارة الأهالى التى أعمل فيها وقال: البنك الأهلى اتصل أمس، ويقول إنك تبتزه، وبنك مصر اتصل أمس الأول، ويقول إنك تهدد وتطلب رشوة، وكذلك بنك القاهرة، قل لى ماذا يجرى بالضبط؟ ورويت له القصة كنت أقوم منذ ثلاثة أسابيع بتحقيق صحفى وبعد قليل دق هاتف مكتب السعيد، كان الأستاذ خالد محيى الدين رئيس الحزب، الذى يصدر الصحيفة وقال إنه تلقى نفس الشكاوى من مسئولين كبار فى تلك البنوك وانتقلنا إلى مكتب رئيس الحزب الذى كان معه رئيس التحرير نبيل زكى، كانت جلسة مهمة فى حياتى المهنية وهى فى بدايتها، وفى مكتب الأستاذ خالد بدأ الدكتور رفعت يسأل رئيس التحرير: هل لديك خلفية عن التحقيق الصحفى بشأن البنوك؟ فقال له: نعم، وسأله مرة أخرى: منذ متى بدأ هذا التحقيق؟ فقال: منذ ثلاثة أسابيع، ولدينا كمية كبيرة من المستندات، وبعد أن قمنا بالتحرى وجمع المعلومات، بدأنا فى عملية مواجهة المسئولين بالتهم المنسوبة إليهم ثم طلب الدكتور رفعت أن أروى لهم ما قمت به من خطوات أدت إلى شكاوى من مسئولين فى عدة بنوك ولم يقتنع الدكتور رفعت بروايتى الشفهية عن خطوات التحقيق، وطلب من رئيس التحرير أن أروى القصة كاملة فى اليوم التالى، لكن بعد إحضار المستندات والأدلة وفى اليوم التالى كنت جاهزا للاجتماع فى الساعة الثامنة صباحا قالت السكرتيرة: الدكتور رفعت أمر أن تدخل لمكتبه بمجرد وصولك. 
ودخلت طلب قهوة له ولى، واستعرض معى وقائع وتفاصيل التحقيق بالأدلة والمستندات، وبدأت أشعر بالطمأنينة من تعبيرات وجهه وفى حوالى الساعة العاشرة صباحا بدأ الاجتماع فى مكتب رئيس الحزب. 
وفوجئت بأن الدكتور رفعت يقول للأستاذ خالد فى حضور رئيس التحرير: تأكدت من الوقائع والمستندات والتسجيلات، هذا تحقيق صحفى ممتاز.
المسئولون الذين اتصلوا كاذبون وفاسدون ونحن على صواب، لكن إذا نشرنا التحقيق على حلقات، فربما سنتعرض لضغوط أكبر، وهنا سأل خالد محيى الدين الذى بدت عليه ثقة واضحة فى سلامة الطريق الذى نسير فيه: وما العمل؟ لا بد من النشر، فما العمل؟ وغمرتنى سعادة لا توصف، وشعرت أيضا أننى أنصفت رئيس التحرير الذى كان يتابع معى مجريات الأمور لحظة بلحظة، وأيقنت يومها أن رفعت السعيد ينتصر دائمًا للحق ويسهم فى دعم كثير من الصحفيين الشباب بأسلوب قد يراه البعض مقلقًا لكنه بالأساس يتبع منهجا موضوعيًا وصولًا للحقيقة.