تحتوى على 110 أيقونات أثرية.. والسياح يتوافدون لإشعال الشموع
على بُعد خطوات من كنيسة المغارة، تقع الكنيسة المعروفة بـ«المعلقة»، وهى أحد رموز الآثار القبطية فى منطقة مصر القديمة، والتى وطئت أقدام العائلة المقدسة أرضها.
شُيدت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى «حصن بابليون»، والذى بناه الإمبراطور تراجان فى القرن الثانى الميلادي، وتعتبر المعلقة هى أقدم الكنائس التى لا تزال باقية فى مصر. جدُدت الكنيسة مرات عدة خلال العصر الإسلامى، مرة فى خلافة هارون الرشيد بناء على طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالى الإذن بتجديد الكنيسة، وأخرى فى عهد العزيز بالله الفاطمى الذى سمح للبطريرك آفرام السريانى بتجديد كنائس مصر كافة، وثالث مرة جاء فى عهد الظاهر لإعزاز دين الله.
وباتت الكنيسة المعلقة مقرا للبابوات منذ القرن الحادى عشر، كان أول البطاركة الذين اتخذوا الكنيسة المعلقة مقرًا بابويًا، هو خرسطوذول، وخلال القرنين ١١ و١٢ دفن بها البابوات والبطاركة.
٢٤ درجة سلّم تصعدها للوصول إلى البوابة الداخلية للكنيسة المعلقة، لتجد بحرًا من الصور والأيقونات بدأ من بابوات الكنيسة الذين اتخذوا منها مقرًا بابويًا، وبداخل صحن الكنيسة ١١٠ أيقونات أثرية يرجع تاريخها للقرن الـ ١٨ ميلادية. واجهة الكنيسة المعلقة تشبه تمامًا واجهة المسجد الأقمر، ويغلب الطابع الإسلامى على مجريات الترميم فيها، لاسيما فإن تداخل الثقافات المصرية والحضارية معًا يفسر ذلك التشابه، مع اختلاف الآيات، فهنا مكتوب آيات من الإنجيل وبالمسجد آيات من القرآن.
وقالت «هينج دايال»، إحدى السائحات الكوريات الوافدات لزيارة الكنيسة المعلقة، لـ«البوابة»، إن زيارتها ليست الأولى؛ لأنها اعتادت المجىء خلال رحلاتها السياحية إلى مصر لإشعال شمعة أمام أيقونة العذراء الأثرية بالمعلقة والصلاة بها.
وأضافت أنها حينما تحدثت مع زميلاتها عن تشابك الأشكال التراثية بين الكنائس والمساجد القديمة بمصر، أصروا على المجىء للزيارة.
«المعلقة» طولها ٢٣.٥ متر وعرضها ١٨.٥ متر وارتفاعها و٩.٥ متر، وتتكون من صحن رئيسى وجناحين صغيرين، وبينهما ثمانية أعمدة على كل جانب، وما بين الصحن والجناح الشمالى صف من ثلاثة أعمدة عليها عقود كبيرة ذات شكل مدبب، والأعمدة التى تفصل بين الأجنحة هى من الرخام فيما عدا واحد من البازلت الأسود.
