السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

ميرفت التلاوي في حوارها لـ"البوابة نيوز": القرآن كرم النساء والشيوخ أهانهن.. والمجتمع "ذكوري".. والمرأة مضطهدة و45% منهن يعانين "الأمية"

قالت: إن تكريم اليابان بسبب أعلى كوبرى فى العالم

السفيرة ميرفت التلاوي
السفيرة ميرفت التلاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصرفات بعض نائبات البرلمان تصُب في مصلحة «الرجل»
عُرفت السفيرة ميرفت التلاوي بمواقفها المُدافعة دائمًا عن المرأة، وآرائها الحادة في وجه كل من يهين أو يحط من كرامتها، و«التلاوي» التى شغلت منصب الأمين العام السابق للمجلس القومي للمرأة، قالت: «إن المرأة المصرية كانت ولا تزال تُعاني الاضطهاد ضدها من قبل الرجل»، مشيرة إلى أن المرأة بدأت في التعود والتأقلم مع حالة الاضطهاد تلك، في ظل تكريم القرآن الكريم لها، عكس ما يفعله شيوخ المساجد، وأضافت «التلاوي» فى حوارها مع «البوابة»، أن المرأة الفلسطينية تُسطر ملحمة في الدفاع عن أرض فلسطين والمسجد الأقصى ضد الاعتداءات الإسرائيلية، مُشددة على ضرورة تحرك مجلس الأمن والمجتمع الدولي للتصدي للاحتلال الإسرائيلي ومُساندة الشعب الفلسطيني.
جدير بالذكر أن «التلاوي» حصلت على وسام الشمس المشرقة، من السفارة اليابانية في القاهرة منذ أيام، فكانت أول سفيرة مصرية امرأة لدى اليابان، وشغلت أيضًا منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للأسكوا في عام 2001، وأيضًا وشغلت منصب وزير التأمينات والشئون الاجتماعية المصرية. 
■ في البداية.. كيف استقبلتِ نبأ تكريمك من سفير اليابان.. وما تفاصيل الوسام والتكريم؟
- التكريم بالنسبة لي كان مفاجأة، لأنني تركت اليابان منذ عشرين عامًا، وجاء العديد من السفراء خلفًا لي، وبالتأكيد كُنت في غاية السعادة من أنني ما زالت في ذاكرة الحكومة اليابانية حتى اللحظة، ولا سيما أنني وخلال مدة عملى في اليابان أنجزنا الكثير من الاتفاقات والمشروعات، علاوة على تقديرهم للدور الذي لعبته في بناء كوبري السلام على قناة السويس، وهو العمل محل التكريم، وكُنت صاحبة إطلاق هذا الاسم على الكوبري، نظرًا لعدم وجود تمويل سواء عن طريق القروض أو المنح، فاقترحت أن يتم بناؤه بمنحة خاصة، ولتكن منحة السلام، ومن هنا جاءت تسمية الكوبري بهذا الاسم، وكوبري السلام يعتبر أعلى كوبري في العالم، فيصل ارتفاعه إلى ٧٠ مترًا فوق سطح المياه، وهذا الكوبري يعتبر معلمًا سياحيًا ومعماريًا مهمًا جدا، واقترح أن يكون المحيط الخاص به منشأ سياحي يأتى إليه الأجانب من كل دول العالم لتنشيط الحركة التجارية والسياحية فى مصر، وأذكر أن الكوبري مر بأزمات كثيرة خلال ٣ سنوات لاعتراض عدد كبير من الأشخاص عليه، سواء من الجانب المصري أو الياباني.
■ تكريمك من قبل اليابان يعني أن الغرب يكرم نساء مصر.. هل لاقيتِ نفس التكريم في وطنك؟
- اليابان بلد محترم وجميل ومن الدول المحُافظة، ويعطي كل شخص حقه، وعندما يفعل شخص أي عمل مهم يقومون بتكريمه فورا، واليابان من الدول التى تتمسك بتقاليد الأسرة، ويعملون بجد ويسعون إلى النجاح، ولكن فى مصر هناك تراجع شديد فى الثقافة المجتمعية، فقد دخل فيها الدين، وارتفعت فيها نسبة الأمية والجهل والفقر، وهذا سر عدم حصولى على تكريم مُماثل فى مصر، على الرغم من حصولى بالفعل على عدد من الجوائز والتكريمات، فمجتمعنا كان أفضل فى مرحلة الستينيات والسبعينيات، على الرغم من أن اليابانيين خلال زيارتهم لمصر قالوا إن مصر متقدمة عن اليابان بـ٥٠ سنة، فلديهم المصانع والمتاحف والأهرامات وغيره من الأماكن الأثرية الجميلة.
■ هل ما زالت تُعاني المرأة من الاضطهاد.. ولماذا يوصف المجتمع بالذكوري؟
- المرأة المصرية دائما تعاني الاضطهاد وما زالت حتى الآن، وللأسف الشديد، ولكنها أصبحت ترضى بالأمر الواقع ولا تحاول تغييره، ومجتمعنا ذكورى ونص، وسيظل هكذا إذا لم تتغير القوانين والثقافة.
■ الجهل والأمية.. هل يتحملان مسئولية انحسار دور المرأة في المجتمع وسوق العمل؟
- بالتأكيد، الجهل والأمية من أهم الأسباب التى تؤدى لتأخر مجتمعات بأكملها، فنحن نفتقد ما يعرف بـ«الثقافة المجتمعية» وعلى الرغم من مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشجيع المرأة والاهتمام بها، إلا أنه لا توجد أى آلية تنفيذ لما يدعو له الرئيس، فلا بد من وضع برنامج متكامل يكون المسئول عن تنفيذه الجمعيات الأهلية والمجلس القومي للمرأة والشعب أيضًا، ويقومون على تنفيذ كل ما يدعو له الرئيس خلال مؤتمراته.
■ هل يمكن وضع إحصائية تقريبية لنسبة الأمية في صفوف المرأة المصرية؟
- نسبة الأمية في السيدات أعلى بكثير من الرجال، حيث تصل فى صفوف النساء إلى ٤٥٪، ولكن المرأة دائما ترى نفسها عورة، وما يذاع من قبل بعض الشيوخ في المساجد عن أن صوت المرأة عورة وعملها أيضًا كلام «تخاريف»، حيث إن الله عز وجل كرم المرأة في القرآن الكريم، ولم يذكر الرجل، فالمرأة مسئولة مسئولية كاملة عن حياتها وغير تابعة لأحد، ولا بد أن تسود هذه الثقافة لدى النساء، والمسئول عن ذلك الجمعيات الأهلية والمجلس القومي للمرأة.
■ لماذا يُتهم الإعلام بالمشاركة في تشويه صورة المرأة المصرية؟
- الإعلام من أكثر العوامل الضارة على المجتمع وعلى المرأة بالتحديد، ولا بد من وضع ميثاق شرف يتبعه جميع الإعلاميين، ومن يخالفه يوقع عليه عقاب شديد بالحبس أو دفع غرامة مالية كبيرة حتى يتم ضبط هذا الأمر، ووقف التعامل مع المرأة على أنها سلعة رخيصة للبيع.
■ ومن وجهة نظرك إلا يوجد تقصير من جانب المرأة في الحصول على حقوقها؟
- بالتأكيد، هناك تقصير شديد، وخضوع كامل للأمر الواقع من قبل النساء، ولا يريدن تغيير أى شيء، ولديهن نسبة كبيرة من السلبية، ويقللن من شأنهن دائما، وخاصة فى عهد الإخوان، الذين قاموا بحصر دور المرأة فى إنجاب الأطفال وتربيتهم فقط، وذلك لانعدام الثقافة المجتمعية.
■ ألا يُعد تمثيل المرأة في الحكومة والبرلمان والعمل السياسي بكل أطيافه مُرضيًا؟
- مُرضٍ إلى حد ما، لكنه لم يصل بعد لمرحلة الرضا الكامل الذى يمنح المرأة حقها فى المواطنة الكاملة، وإن كان لها دور كبير في مجلس النواب الحالي، ولكن ليس كل منهن تؤدي دورها على أكمل وجه، فالبعض منهن تقدم مقترحات ليس لها علاقة بالمرأة أو دورها، بل تدعم فكرة المجتمع الذكوري، وإذا لم ننتبه لقانون تنظيم الانتخابات المقبل سيتقلص دور المرأة ويقل العدد عما هو عليه الآن.