شاعر الثورة الجزائرية ومؤلف النشيد الوطني الجزائري، "مفدي زكرياء" الذي تحل يوم غد الخميس 17 أغسطس ذكرى وفاته. ولد "زكرياء" 12 يونيو 1908، بولاية غرداية بالجزائر، وبدأ حياته بدراسة القرآن ومبادئ اللغة العربية، وبعدها بدأ تعليمه الأول بمدينة عنابة، حيث كان والده يمارس التجارة بالمدينة ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية والفرنسية وتعلم بالمدرسة الخلدونية، ومدرسة العطارين ثم درس في جامعة الزيتونة في تونس وأتم شهادتها.
التحق بالبعثة الميزابية بتونس، وواصل دراسته هناك في مدرسة السلام، والمدرسة الخلدونية، وجامعة الزيتونة، كما كون علاقة جيدة بالأديب التونسي الكبير العربي الكبادي، وجمعته صداقة قوية في تلك الفترة بالشاعرين "أبو القاسم الشابي"، و"رمضان حمود" الذي كان زميلا له في البعثة.
ساعدت نشأته على تشكيل وجدانه السياسي، حيث انضم إلى صفوف العمل السياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينيات، وكان مناضلًا نشيطًا في صفوف جمعية طلبة شمال أفريقيا المسلمين، وكان عضوًا أساسيًا في حزب نجم شمال أفريقيا، وعضوًا في حزب الشعب، وكان عضوًا في حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ثم انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائري.
كما عمل رئيسًا لتحرير صحيفة "الشعب" الداعية لاستقلال الجزائر في عام 1937، ونظم شعره بحماس ألهب الواقع الجزائري، بل الواقع في المغرب العربي في كل مراحل الكفاح المشترك، وكان دائمًا ينادي بالوحدة بين صفوف المغرب العربي.
كانت قصيدته الأولى ذات شأن وهي "إلى الريفيّين" والتي نشرها في جريدة "لسان الشعب"، وجريدة "الصواب" التونسيتين، ثم في الصحافة المصرية بجريدتي "اللواء"، و"الأخبار".
حصل "زكرياء" على وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الأولى من عاهل المملكة المغربية محمد الخامس، ووسام الاستقلال، ووسام الاستحقاق الثقافي من رئيس الجمهوريّة التونسية الحبيب بورقيبة، ووسام المقاوم من رئيس الجمهورية الجزائرية الشاذلي بن جديد، وشهادة تقدير على أعماله ومؤلفاته، وتقديرا لجهوده المعتبرة، ونضاله في خدمة الثقافة الوطنية من رئيس الجمهورية الجزائرية الشاذلي بن جديد، ووسام الأثير من مصف الاستحقاق الوطني من رئيس الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة.
ومن أشهر أعماله النشيد الوطني الجزائري والذي قام بتلحينه الملحن المصري محمد فوزي، و"اللهب المقدس" ديوان شعر عن الثورة التحريرية، و"تحت ظلال الزيتون" ديوان شعر عن أمجاد تونس، و"من وحي الأطلس" ديوان شعر عن أمجاد المغرب، و"إلياذة الجزائر" قصيدة شعرية مطولة عن جلال وجمال الجزائر، وديوان "أمجادنا تتكلم"
رحل "مفدي زكرياء"،عن عالمنا في 17 أغسطس عام 1977 بتونس، بعد مشوار طويل حافل بالنضال السياسي، مخلفًا وراءه العديد من الكتابات الإبداعية التي تُعد علامة بارزة في تاريخ الأدب الجزائري.
