الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

داعش ينقل حربه لإيران.. التنظيم يجند السنة الساخطين على حكم الملالي.. وحكومة روحاني تفشل في احتواء ازمة الأقليات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثف تنظيم "داعش" الإرهابي، جهوده الرامية إلى استهداف إيران، وأطلق سلسلة من الدعاية، وتعهد بمزيد من سفك الدماء، وتعزيز التجنيد بين جماعات الأقلية السُنية فى ايران خلال الأيام القادمة.

وحسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن السلطات الإيرانية أعلنت الأسبوع الماضي أنها اعتقلت أكثر من عشرين شخصا كانوا يخططون لتفجير مواقع دينية بمتفجرات مهربة، وبعدها أطلق داعش شريط فيديو باللغة الفارسية يهدد من خلاله بقطع أعناق الشيعة الأغلبية في إيران، الذين يعتبرهم التنظيم مرتدين.
وقبل شهرين، شن داعش أول هجوم كبير له في إيران، حيث فتح مسلحون النار على برلمان البلاد وخارج ضريح زعيمها الثوري، روح الله الخميني، وأدى الهجوم، إلى مقتل 18 شخصا وإصابة قوات الأمن الإيرانية بحراسة.
ويبدو أن داعش قرر أن تكون ايران هي الهدف الرئيسي له خلال الفترة القادمة، بسبب ما يقوم به المستشارين الإيرانيين وجيش من الميليشيات المدعومة من إيران بمحاربة التنظيم الارهابي في وسط العراق إلى جنوب شرق سوريا.
وقد يؤدي هذا التصعيد إلى إشعال المنطقة التي يعاني منها الصراع بالفعل ويزيد من عدم الاستقرار الداخلي في إيران، في الوقت الذي ازدادت فيه السنة المهمشة بشكل متزايد بعد النداءات التي اطلقها التنظيم خلال الأيام الماضية، حيث يشجع التنظيم الإرهابي السنة الذين يبلغون 10 % من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة، وهم النسبة التي قد تشكل أرضا خصبة لمجموعة جهادية تعمل على تجديد صفوف التنظيم بعد معاناته خلال الفترة الماضية.


وفي هذا، قالت دينا إسفندياري، باحثة في مركز دراسات العلوم والأمن في كلية كينجز في لندن: "إن إيران تقاتل داعش على جبهات متعددة، والعراق وسوريا بالتأكيد أحدهما، مضيفة أن الحرب ضد داعش في إيران أصبحت ذات أولوية كبيرة.
وأوضحت إسفندياري، التي شاركت في كتابة ورقة حول سياسات إيران تجاه المسلحين: "إن المجتمعات السنية الإيرانية، التي عانت من عقود من الإهمال تعتبر هدفا جيدا ومحوريا لداعش، وجاهزون للتجنيد.
والواقع أن السكان السنة في إيران ينتمون أساسا إلى أقليات إثنية، بما في ذلك الأكراد الذين يعيشون على طول الحدود العراقية في الغرب، ومجتمع البلوش في جنوب شرق باكستان. وفي كلتا المنطقتين، سمح الفقر والقمع واقتصادات السوق السوداء للتطرف السني بالتسلل والتجذر. 
وتعد مناطق البلوش على وجه الخصوص "متخلفة للغاية"، وفقا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان لعام 2016، بشأن إيران، وتبلغ البطالة نحو 40% في المجتمعات الكردية، ويشكون السكان من التمييز على نطاق واسع والاعتقالات التعسفية.
وقد انتقدت جماعات حقوق الانسان ايران لاحتجازها وتنفيذها عشرات الاكراد السنة، فى كثير من الاحيان لارتكابهم جرائم غير محددة.
ومن غير الواضح عدد الإيرانيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش، لكن التقديرات من وسائل الإعلام والمحللين الأكراد تختلف من عشرات إلى مئات.
ووفقا لتقرير صادر عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، قام سبعة إيرانيين بعمليات انتحارية لتنظيم للتنظيم الإرهابي من ديسمبر 2015 إلى نوفمبر 2016.
في نفس السياق الذي قال فيه اليكس فاتانكا، وهو خبير رفيع المستوى وخبير ايران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، ان هذه الارقام ليست كبيرة، وقال حتى لو أنضم عدد قليل فقط من هؤلاء للتنظيم، فبمجرد حصولهم على دعم من اجهزة داعش لتنفيذ هجمات، يمكنهم ان يلحقوا ضررا حقيقيا كما رأينا في الهجوم الذي وقع في يونيو الماضي.
وقال مسؤولون ان اربعة من الإنتحاريين الخمسة على الاقل قدموا من نفس المدينة الكردية في غرب ايران على بعد عشرة كيلومترات من الحدود العراقية.
وكان الانتحاريين جميعا ينتمون إلى الجماعات الإسلامية المسلحة المحلية قبل السفر إلى الخارج للقتال من أجل تنظيم داعش.
المحللون أكدوا أن عودة الاكراد المسلحين الى إيران بعد سفرهم الى العراق وسوريا كشفت عن نقاط ضعف فى استراتيجية مكافحة الإرهاب فى البلاد.

وعلى جانب أخر، قامت الحكومة الإيرانية، بقيادة الرئيس حسن روحاني، بالتواصل مع القادة السنة في محاولة لتحصين الدولة ضد التهديد المتزايد، بعد إعادة انتخاب الأول بأغلبية كبيرة كرئيسا للبلاد، لكن المحللين يقولون إن جهوده حتى الآن قد توقفت وفشلت في النهاية في الإقناع.
وهناك العديد من المسئولين داخل الإدارة الإيرانية يدركون مدى أهمية التواصل مع المجتمعات السنية، والتحدث إليهم، لكنها لا تسير على ما يرام.
ولا تزال هناك اختلافات بين الطريقة التي تعامل بها طوائف الأقليات بالمقارنة مع الشيعة الإيرانيين العاديين، وتعتبر تلك المشكلة الكبرى في إيران.