رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عيد صعود العذراء.. "الأرثوذكسية" و"الكاثوليكية": الجسد صعد للسماء.. و"الإنجيلية" تنفي

الكنائس تختلف على الحدث والمكان

صعود العذراء- صورة
صعود العذراء- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية حول العالم، بعيد صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء، في شهر أغسطس من كل عام، وعلى الرغم من وجود عدد من الشواهد في سير القديسين والتسليم الآبائي بالصعود، إلا أن هناك خلافًا بين الطوائف حول هذا الأمر، ففي الوقت الذي تعترف فيه الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية بالصعود، نجدهما يختلفان على مكانهما، وترفض الإنجيلية الاعتراف بالصعود من الأساس، «البوابة» واجهت الكنائس المختلفة بأسئلة تتعلق بالصعود، وطبيعته، وأين جسد العذراء مريم اليوم؟

الأرثوذكسية
قال الأنبا دماديوس، أسقف السادس من أكتوبر: «إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تؤمن بصعود جسد السيدة العذراء مريم»، مستشهدًا بما ورد فى كتب التقليد والآبائيات، أنه عندما تنيحت العذراء مريم، كان القديس توما، أحد تلاميذ السيد المسيح، يكرز بالإنجيل فى الهند، وشاهد بنفسه جسدها صاعدًا ولكن لا نعرف إلى أين. وأضاف دماديوس: «عندما عاد القديس توما إلى أورشاليم، حيث كان التلاميذ مجتمعين، سأل عن «أم النور» وعلم أنها تنيحت، فأخبرهم بقصة «صعودها» التى رآها بنفسه، وزاد، ذهب التلاميذ إلى القبر للاطمئنان على جسدها، فوجدوا القبر فارغًا».
وتساءل كيف لجسد نورانى حمل السيد المسيح أن يدفن فى التراب ويحلل مثل باقى الأجساد؟ فالمسيح نفسه أخذ منها جسد الكمال، ليتجسد فى صورة إنسان، فهل من المعقول أن يترك جسدها يرى فسادًا؟
وأشار إلى أن السينكسار الأرثوذكسى، الذى يتضمن سير جميع القديسين، به عيد صعود السيدة العذراء، وكذلك فإن تقليد الآباء ذكر قصة صعودها للسماوات، ولهذا نؤمن ونعترف بأن جسد العذراء مكرم، ولم ير فساد التراب والأرض.

الكاثوليكية
وقال الأنبا يوحنا قلتة، المعاون البطريركي للأقباط الكاثوليك: «إن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن بصعود السيدة العذراء مريم بالجسد إلى السماء»، مشيرًا إلى أن عقيدة انتقال العذراء إلى السماء بالنفس والجسد، أعلنها البابا بيوس الثانى عشر عام ١٩٥٠ التى تنص: «نؤكد ونعلن ونحدد عقيدة أوحى بها الله، وهى أن مريم أم الله الطاهرة، مريم الدائمة البتولية، بعدما أتمت مسيرة حياتها فى الأرض، رفعت بالنفس والجسد إلى المجد السماوي».
وأضاف «قلتة»، أن مريم هى حواء الجديدة، فكان لا بد من أن تنتهى الحرب التى خاضتها مريم متحدة مع ابنها بتمجيد جسدها البتولي، والانتقال من هذا العالم بالنفس والجسد، موضحًا أن انتقال «أم النور» بنفسها وجسدها إلى مجد السماء يجعل منها تحفة الفداء، بواسطتها تحقق تصميم الأب الخلاصى، الذى وعد به منذ سقوط آدم وحواء، بانتقالها إلى السماء بقيت أمومتها فى الكنيسة، شفيعة، ترفع صلواتها لأجل أبنائها ولهذا تدعوها الكنيسة المحامية المعينة المغيثة الوسيطة. واختتم: «إن العذراء مريم منذ تكوينها بريئة من دنس الخطيئة حتى نياحها بلا فساد الموت والقبر».

الإنجيلية
قال القس رفعت فكري، رئيس لجنة الإعلام بسنودس النيل الإنجيلي: «إن الكنيسة الإنجيلية لا تؤمن بصعود العذراء مريم بالجسد إلى السماء»، مشددًا: «نحن نؤمن بكل حرف ورد بالكتاب المقدس، وصعود العذراء لم يرد بالوحى الإلهي»، وأضاف: «نحن نبجل ونعلم أن جميع الأجيال تتطوبها، وأنها ممتلئة نعمة، وأنها والدة السيد المسيح، وكل هذا ورد ذكره فى الكتاب المقدس، ولكن صعودها لم يرد به آية واحدة».
وشدد على أن «صعود العذراء مريم» حدث مهم لا أتوقع أن يغفله الوحى المقدس، فقد ذكر أن «أخنوخ» لم يوجد، لأن الله أخذه، وكذلك «إيليا النبى» الذى شوهد على مركبة نارية أخذته للسماء، مازحًا إن كان هذا حدث بالفعل فسيكون هناك كلمة واحدة بالإنجيل تقول هذا، فأنا لا أستطيع أن أؤمن بكلام آباء أو قديسين خارج الكتاب المقدس.
واختتم: «إن مركزية الإيمان الإنجيلي وبالأحرى المسيحي، هي على شخص السيد المسيح»، وشدد أن أؤمن أن جسد السيدة العذراء مكرم ومختار، وكامل تقديرى للسيدة العذراء، إلا أننى لا أستطيع أن أقول إن جسدها صعد إلى السماوات.