الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عمرو دياب.. المكان كله محاصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا صوت يعلو على صوت عمرو دياب، فبمجرد الإعلان عن عمل جديد له، يسود الوسط الفنى بصفة عامة والموسيقى بصفة خاصة حالة فريدة من الحصار الإيجابي، هذا الحصار يأتيك من كل اتجاه، لتختفى أمامه كل الأساليب السلبية التى يمكن أن يضعها البعض لمواجهة النجاح المتوقع والمضمون الذى تتغلف به أعمال الهضبة، حتى مع ازدياد سيطرة مواقع التواصل الاجتماعى على الحالة الاجتماعية فى مصر والعالم العربي، التى أصبحت التربة الخصبة لإبداء الآراء، والمكان الرحب الفسيح الذى تزداد فيه سخونة المنافسة بين رواد هذه المواقع للدفاع عن نجومهم المفضلين، ليبقى «الهضبة» بجمهوره العريض، وتختفى أو تقل وتيرة الهجوم من جانب جمهور المنافسين أمام سطوة هذا الحصار الإيجابي. 
وبالرغم من هذا الحصار، إلا أن الهضبة نفسه لم يساهم فى صنعه إلا عن طريق أعماله فقط، وترك هذه المهمة الشاقة لمحبيه، فقد تميز طوال مشواره الفنى بأنه قليل الكلام لا يتحدث كثيرًا، يبتعد بقدر الإمكان عن وسائل الإعلام، وبالرغم من أنه لفظ هذه الوسائل التى تساهم بقدر كبير فى صناعة النجم، إلا أن الإعلام لم يلفظه بل أصبح أكثر حضورًا على صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية والميديا المرئية والمسموعة، وبمجرد نشره تويتة صغيرة أو صورة جديدة على صفحته الرسمية تصبح بعدها بدقائق منشورة عبر وسائل الإعلام المختلفة، بل والأكثر تداولًا، ولعل أغنيته الأخيرة عن برج الحوت أكبر دليل على ذلك، حيث تصدر هاشتاج «الحوت» تويتر بعد طرح الأغنية بساعات قليلة. 
عمرو دياب ذلك النجم الذى تسعى إليه الشهرة كلما زاد عمره، نجح فى فرض المقولة الشهيرة «المكان كله محاصر» على الحالة الموسيقية فى مصر والعالم العربي. ألبومه يصبح بعد لحظات من طرحه الأكثر استماعًا، وأيضًا الأكثر إثارة للجدل بين المتخصصين فى الموسيقى، حيث تدور حوله النقاشات، ويصبح مادة ثرية وخصبة يتحدث عنها المتخصصون فى صناعة الموسيقى، وأغنياته المصورة تصبح الأكثر مشاهدة بعد ساعات من طرحها، والأزمات التى يكون فيها طرفًا رغمًا عنه تصبح الأكثر قراءة، وأخباره وحكاياته تتصدر اهتمامات الجمهور، وحفلاته الأكثر إقبالًا والأعلى سعرًا. 
«الهضبة» الذى يفرض هذه الحالة من الحصار الإيجابى غالبًا ما يساهم بقدر كبير فى صناعة موضة أو تقليعة معينة بين الحين والحين، وهذا الأمر اعتاد عليه جمهوره، وأصبح بمرور الوقت مصدرًا للطاقة الإيجابية لمن يسعى للشهرة والنجومية، ومصدرًا لفخر محبيه بأنه بالرغم من أنه أكبر سنًا من عدد كبير من نجوم الغناء الآخرين إلا أنه ما زال يحافظ على لياقته، بل ويظهر فى بعض الأحيان أكثر شبابًا منهم. 
لم تقف شهرة عمرو دياب مصريًا وعربيًا، بل وصلت للعالمية، وأيضًا بدون تدخل منه، ولسان حاله يقول «الهضبة يحاصركم عالميًا»، فقد استعانت السينما العالمية بأغنياته فى العديد من الأفلام والمسلسلات الشهيرة منها «أغنية ولا على بالو» فى الفيلم الفرنسى «ديفاين إنترفينشن»، وأغنية «عودونى» فى الفيلم الإسبانى «ذا دانسير أبستيرز»، وأغنيتا «العالم الله، ونور العين» فى المسلسل التليفزيونى البرازيلى «أو كلون»، وأغنية «نفس المكان» فى الفيلم الأمريكى «دابل وامى»، وأغنية «تملى معاك ونور العين» فى فيلم فرنسى كوميدي، وأغنية «تملى معاك» فى فيلم أمريكى بعنوان «جاست لايك»، كما تم الاستعانة بموسيقى أغنية «حبيبى ولا على باله» فى الفيلم الأمريكى «الديكتاتور»، كما تم ترجمة الكثير من أغانيه إلى عدد من اللغات أهمها الإنجليزية والروسية والكرواتية والبلغارية والتركية والألبانية والهندية واليونانية والفرنسية، وتميز بإدخاله آلات جديدة فى موسيقاه وابتكار أنواع مختلفة من الأغانى عبر مشواره مع الغناء. 
لذا لم يبد غريبًا أن يتصدر الهضبة بألبومه الجديد «معدى الناس» المشهد الفنى فى مصر فى الفترة الماضية ليغطى على أى مشهد آخر، ويقف عمرو وحيدًا وبجواره لافتة بالبنط العريض كتبها بمشواره ويحملها جمهوره ومكتوب عليها «المكان كله محاصر».