عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء جلسة مباحاثات مع نظيره الرواندي بول كاجامي خلال زياته في ثاني محطات جولته الإفريقية التي بدأها أمس، بزيارة تنزانيا، وتشمل أيضًا الجابون، وتشاد.
وشهدت الجلسة بحث سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي، وكيفية التصدي للتحديات المشتركة التي تواجه القارة الأفريقية، فضلًا عن مناقشة مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما ما يتعلق بحفظ الأمن والسلم بالقارة، أخذًا في الاعتبار عضوية مصر الحالية في مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
كما عقد الرئيسان مؤتمر صحفي مشترك بمقر الرئاسة فى كيجالى حيث رحب رئيس رواندا بول كاجامى بزيارة الرئيس مشيرًا إلى ما تعكسه تلك الزيارة التاريخية من عمق وتميز العلاقات بين الدولتين وما يجمعهما من روابط تاريخية ممتدة.
وأعرب بول كاجامى عن تقدير رواندا وشعبها لمصر باعتبارها مهد الحضارة مشيدًا بإسهامات المصريين المتنوعة في مختلف مناحي الحياة.
كما أشاد رئيس رواندا بول كاجامى بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المتبادلة في الدولتين.
كما أشاد الرئيس كاجامى بالعلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين، مؤكدًا اهتمام بلاده بتعزيز التشاور والتنسيق مع مصر على جميع المستويات، والعمل على تعظيم الاستفادة من التعاون المشترك بما يحقق مصلحة الشعبين.
وأكد أن مصر شريك مهم جدًا لرواندا.
وأعرب رئيس رواندا عن تقديره للدعم الفني الذي تقدمه مصر لبلاده في مجالات بناء القدرات والتدريب وغير ذلك من مجالات الدعم التنموي وتطلعه للاستفادة من الخبرات المصرية في كافة المجالات.
ومن جانبه أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته بالتواجد في رواندا الشقيقة كما توجه بجزيل الشكر والتقدير إلى الرئيس بول كاجامي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وقال السيسي..أود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالتهنئة للرئيس كاجامي على فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأن أشيد بحجم الإنجازات التي حققها على مدار الأعوام الماضية سواء فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار في رواندا أو تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل ملحوظ بها.
وقال السيسي إن مصر ورواندا دولتان أفريقيتان شقيقتان يجمعهما نهر النيل العظيم.. تتشاركان نفس التطلعات وتواجهان تحديات متماثلة، ولديهما من الإمكانيات والإرادة السياسية ما يؤهلهما للتعاون المثمر في تحقيق أهداف التنمية والرخاء الاقتصادي لشعبيهما.
واضاف السيسي وفي هذا الإطار فقد عقدت مع أخي الرئيس كاجامي اليوم جلسة مباحثات مثمرة وبناءة ناقشنا خلالها سبل تعزيز التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وكيفية دعم التعاون المتزايد بين القطاع الخاص في البلدين، خاصة في مجالات الاتصالات والسياحة والزراعة والطاقة.
وقال السيسي وأؤكد في هذا الصدد اتفاق الحكومتين المصرية والرواندية على اتخاذ كل الإجراءات والخطوات اللازمة لتيسير وتشجيع زيادة التبادل التجاري بين البلدين، وإقامة المشروعات المشتركة في القطاعات الاقتصادية المختلفة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
وأضاف السيسي وفي ضوء الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين، فإن مصر حريصة على مواصلة وتطوير التعاون مع رواندا كذلك في مجالات بناء القدرات وتبادل الخبرات في المجالات التنموية المختلفة، خاصةً من خلال البرامج ودورات الدعم الفني التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل.
وتابع السيسي وقد اتفقت مع أخي الرئيس كاجامي خلال المباحثات على أهمية العمل على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة ممكنة للتشاور والتباحث بشأن سبل تنمية مجالات التعاون ذات الأولوية للبلدين.
وقال السيسي أود أن أؤكد أن مصر ورواندا تتفقان على أهمية العمل الأفريقي المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، والتعامل مع مختلف الأزمات والتحديات التي تواجهها القارة، فضلًا عن أهمية تفعيل جهود الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي التي يضطلع الرئيس كاجامي بدور مهم لتحقيقها، وذلك بشكل عملي وفعال بغرض تحقيق أهدافنا المشتركة في تعزيز قدرات الاتحاد وتحقيق استقلاليته، مع أهمية مراعاة الإمكانات الفعلية والواقعية للدول الأعضاء.
وقال السيسي وقد تبادلنا أيضًا وجهات النظر بشأن مخاطر الإرهاب وتنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المؤيدة له، بما يستوجب تكثيف التعاون الدولي بفعالية لمحاصرة التنظيمات الإرهابية وتجفيف مصادر تمويلها.
وقال السيسي أود أن أؤكد سعادتي الكبيرة بزيارة رواندا، وأجدد شكري لأخي الرئيس كاجامي على حفاوة الاستقبال، وتطلعي لمزيد من التواصل الشخصي معه بما يعزز التعاون بين البلدين على كل المستويات، كما يسعدني أن أتوجه له بالدعوة لزيارة بلده الثاني مصر في أقرب فرصة.
