الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

يهوذا القرن.. بعد نصف قرن خيانة.. أبناء الدروز يدفعون الثمن

الجنود الدروز - صورة
الجنود الدروز - صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"حلف الدم" هذا لقب أحد أكبر معاهدات الخيانات العربية الإسرائيل التي تمت عام 1956 حين وقع الدروز وثيقة التحالف مع الاحتلال الإسرائيلي بفرض التجنيد الإجباري على شباب الطائفة، وهو ما تسبب في شرخ عميق بين الطائفة وطوائف المسلمين بل العرب أجمع.
بحسب الإحصائيات الأخيرة يشكل عدد المسلمين في الداخل المحتل حوالى 1.3 مليون نسمة منهم 139 ألف درزي، تعود القصة حين قام الكنيست بوضع قانون يلزم الشاب الدرزي مع بلوغه الثامنة عشرة بالخدمة العسكرية لثلاث سنوات دون راتب مثله مثل الشباب اليهودي، وذلك في أعقاب طلب قدمه رؤساء الطائفة إلى رئيس الحكومة وقتئذ ديفيد بن جوريون.
ورغم الوعود الكثيرة التي تلقتها الطائفة الدرزية مقابل هذا التحالف الا انهم أيقنوا بعد نصف قرن أنه لا شيء سيتحقق فلا زال يعاني المجتمع الدرزي من التمييز والتهميش فعلى مستوى التعليم يبقى الدروز المجموعة الدينية العربية الأقل تعليما إذ لا تتعدى نسبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة الإسرائيلية 44.4% في حين أنّ أقلية منهم تكمل التعليم العالي كما تعاني القرى الدرزية نقص الخدمات والفقر مقارنة بالقرى والتجمعات العربية الإسلامية والمسيحية.
لم يكن حلف الدم هو البداية ولكن في عام 1939 كانت هناك تحالفات مع المنظمات والوحدات العسكرية اليهودية مثل الهاغانا قبل قيام دولة إسرائيل، وفي عام 1948 مع قيام دولة إسرائيل، تطوع عدد كبير من الشبان الدروز في الجيش الإسرائيلي وحاربوا إلى جانبه بنشاط وبذلك كان لهم دور في الكفاح من أجل تأسيس وقيام دولة إسرائيل وإعلانها عام 1948 وتثبيت أركانها فيما بعد.
هذا التاريخ من التحالفات والذى انتهى بمقتل اثنين من أبنائها الذين كانوا يخدمون فى شرطة الاحتلال وتم طعنهم في عملية الأقصى الأخيرة والذى كان معروفا عن أحدهم مضايقاته الكثيرة لأبناء القدس وعدم اعترافه بقوميته الفلسطينية العربية جعلت هناك تخوفات كبيرة من إثارة المزيد من أعمال العنف ضد الطائفة مثل تلك التي حدثت عام 2005 حيث شهدت قرية المغار والتي كان منها احد القتلى فى عملية القدس عمليات عنف وشغب وتدمير. 
من جانب آخر وقعت عدة انشقاقات بين صفوف الطائفة حيث بدأ شباب الطائفة يعلنون رفضهم للتجنيد ومعصيتهم للقرار عوضًا عن انشقاق بعض كبار الطائفة واصفين ما حدث فى حلف الدم بأنه لا يمثلهم بل يمثل من وقعوا عليه ومن كانت له مصالح مع اليهود انذاك، وقام عدد من الشباب بعمل حمله كبيرة تحت عنوان "لن نخدم فى جيشكم" وفضلوا السجن عن خدمتهم في جيش الاحتلال.


للعودة للملف من هنا