الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أزهريون وسلفيون عن دعوات التمرد التونسية: فرصة ذهبية للمتشددين

 الرئيس التونسي الباجي
الرئيس التونسي الباجي السبسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت تصريحات الرئيس التونسي الباجي السبسي، حول مساواة المرأة في الميراث وإباحة زواجها من غير المسلم وإقرار الإفتاء التونسية لذلك، بمثابة إعلان تمرد صريح علي الثوابت الدينية بحسب ما أكده الأزهر الشريف، حيث أكد وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، أن تدخل غير العلماء في مسائل قطعية لا تتغير بمثابة تبديد وليس تجديد للخطاب الديني، مشيرًا إلي أن دعوات التسوية بين الرجل والمرأة في الميراث تظلم المرأة ولا تنصفها وتتصادم مع أحكام شريعة الإسلام.
وقال شومان في تصريحات له، أمس الأول، إن المواريث مقسمة بآيات قطعية الدلالة لا تحتمل الاجتهاد ولا تتغير بتغيير الأحوال والزمان والمكان، وهي مما أجمع عليها فقهاء الإسلام قديمًا وحديثًا، وأن تلك الدعوات هي عين الظلم لها لأن المرأة قد تزيد على نصيب الرجل في بعض الأحوال.
ولفت إلى أن دعوات إباحة زواج المسلمة من غير المسلم تفتقد المودة والسكن المقصود من الزواج حيث لا يؤمن غير المسلم بدين المسلمة ولا يعتقد تمكين زوجته من أداء شعائر دينها فتبغضه ولا تستقر الزوجية بينهما.
بينما وصف الداعية الأزهري محمد القطاوي، موقف الإفتاء التونسي بالمخزي، ناصحًا إياه بأن الأنظمة ستزول ويبقي ما سطرته أقلامكم في دين الله.
وقال القطاوي لـ"البوابة"، إن هناك أحكامًا وثوابت لا يمكن لكائن من كان أن يتعدها سواء أكان رئيسًا للجمهورية أو غيره، لافتًا إلي أن من بين تلك الثوابت " أحكام الميراث، قوامة الرجل علي المرأة، الصلوات وأوقاتها وأعداد فروضها، مناسك الحج، قيمة الزكاة، صيام رمضان ووقته وأحكامه، زواج المسلم من أجنبية، وعدم جواز المسلمة من أجنبي".
وخاطب الداعية الأزهري، دار الإفتاء المصرية وأمانة دور الإفتاء المنشأة حديثًا أن تصدر رأيها فيما أقر به المفتي التونس، مناشدًا إياهم بتقوى الله في أمانته التي حملوها وألا يحابوا أو يجاملوا أحدًا في دين الله".
وفي السياق ذاته، أكد الداعية السلفي سعيد رمضان، أن الفتوى التونسية تمثل طعنا في ثوابت الدين وتعطى فرصة ذهبية للمتشددين الذين يريدون أن يهدموا البلاد على رؤوسنا جميعا، ويخرجون بفتاوي التكفير والعنف، متسائلا عن مبررات مثل هذه الفتاوي قائلا: "من التي اشتكت من نساء المسلمين؟".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن المرأة أحيانا ترث أكثر من الرجل في بعض الحالات، ومع ذلك فالرجل هو كفيلها وحارسها وحاميها ولا تنفق على الرجل بل بالعكس، فبأي منطق يقال هذا الكلام؟!.
واستنكر رمضان إباحة زواج المسلمة بغير المسلم قائلا إن الله عز وجل قال "لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن" ثم يأتي للأسف من يخالف شرع الله بشكل صريح وواضح بهذا الشكل، فهذا لم يقرأ كتاب الله مرة واحدة، مضيفا أن هذا الكلام عندما نطق به نصر حامد أبوزيد في مصر، حكمت محكمة مصرية عليه بإخراجه من الدين والتفريق بينه وبين زوجته.
كانت الإفتاء التونسية قد بررت تأييدها للرئيس من خلال قوله تعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، فضلًا عن المواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة والتي تعمل على إزالة الفوارق في الحقوق بين الجنسين".