الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

أهالي شهداء الشرطة في "فض الاعتصام": ماتوا لتحيا مصر

الشهيد مصطفى يسرى
الشهيد مصطفى يسرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
والدة ملازم أول «مصطفى يسرى»: حزن على زملائه من الشهداء.. فصعد لهم
مرت ٤ أعوام كاملة على ذكرى فض اعتصامى ميدانى «رابعة العدوية» فى مدينة نصر و«نهضة مصر» فى الجيزة، الذى تواجد فيهما أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان «الإرهابية» لمدة ٤٨ يوما قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفضهما فى ١٤ أغسطس من العام ٢٠١٣ بتفويض من مجلس الوزراء.
بلغ إجمالى أعداد شهداء الشرطة خلال فترة فض اعتصامى رابعة والنهضة بين يوم ١٤ إلى ٣١ أغسطس ٢٠١٣ نحو «١١٤» شهيدًا، بينهم ٣٠ ضابطا و٨٢ مجندا وفرد شرطة، وموظف مدنى واحد، وخفير.
المعركة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين على أطراف الميدان استغرقت أكثر من ٧ ساعات فى الوقت الذى قامت فيه عناصر جماعة الإخوان بالهجوم والاعتداء على المنشآت والمواقع الشرطية والكنائس فى حوالى ١٤ محافظة.
الإخوان هاجموا أكثر من ١٨٠ منشأة شرطية، و٢٢ كنيسة، و٥٥ محكمة ومنشأة عامة، لإشاعة الفوضى فى البلاد.
تقول أم الشهيد الملازم أول «مصطفى يسري»، ضابط العمليات الخاصة: «إن الشهيد كان منذ صغره يتمنى الشهادة، وقبل استشهاده بأيام كان قلبه يحدثه أنه سيلقى الشهادة، حيث إنه كان يعمل فى العمليات الخاصة «قطاع سلامة عبدالرؤوف»، ويتمنى الشهادة خاصة بعد استشهاد رفيقه وزميله بالقطاع الملازم محمد سمير، والملازم محمد جودة، يوم ١٤ أغسطس ٢٠١٣».
وأضافت: «يوم استشهاده كان ١٦ أغسطس ٢٠١٣، أخذ فى صباح ذلك اليوم يجوب أرجاء المنزل، ويتفقد إخوته، وقال وهو يهم بالنزول «ماتنسونيش»، فقلت معقبة على كلامه: «سلموا على أخوكم أنا حاسة إننا مش هنشوفه تاني»، واتصلت عليه قبل صلاة الظهر فلم يجب، وتابعت اتصالاتى بعد الصلاة، أجابنى أحد زملائه، وأبلغنى أنه فى غرفة القائد يتلقى تعليمات، وبعد العصر، رد زميله بعد إلحاحى فى الاتصال قائلا لى «مصطفى أصيب إصابة صغيرة، وتم نقله لمستشفى المعادي»، فهرولنا أنا ووالده إلى المستشفى، وبعد صعوبات فى الوصول إليه فوجئنا بأنه نقل للعناية المركزة، ولم نره وسمعنا من الأطباء أنه تلقى ٣ رصاصات إحداها فى فكّه، والأخرى فى سلاحه، بينما اخترقت الثالثة ساقه، وللأسف كان رصاصا محرما دوليا».
والدة الشهيد النقيب «محمد سمير عبدالمعطي» تروى أنه كان قبل استشهاده بأيام يقول لزملائه وأصدقائه إن «الداخلية ستفض ذلك الاعتصام»، حيث ظن كثير منهم أن الاعتصام لن يُفض بعدما تعددت وعود الدولة بفضه دون تنفيذ.
«فى الليلة التى سبقت استشهاده تم استدعاؤه فى الساعة العاشرة، وهمّ بأخذ شنطته وغادر على الفور ولم نره ثانية»، كذلك تروى والدة النقيب الشهيد: «أصيب فى السابعة صباحا برصاصتين اخترقت الواقى أسفل بطنه، وكان يومها بصحبة الملازم محمد جودة الذى استشهد إثر طلقة أصابته هو الآخر»، لافتة إلى أن ابنها كان يقول لها دائمًا: «سأمنحك لقب عمرك ما تحصلى عليه.. لقب أم الشهيد»، مشيرة إلى أنه منذ تخرجه فى ٢٠١٠ وحتى وقت استشهاده كان دائمًا فى الشارع، خاصة بعد أحداث ٢٠١١، ليقوم بالمداهمات ويقبض على المجرمين والخارجين على القانون.
«متى يعود حق ابنى؟» تساءلت أم النقيب، مؤكدة: «يوم ما يكون مفيش عسكرى يرجع فى كفن ساعتها هقول حق ابنى مرحش هدر».
إلى والد الشهيد «محمد عبدالعزيز» الذى يقول: «حين أُبلغت بخبر استشهاد محمد تذكرت كل لحظات حلوة عشتها مع ابنى الحبيب، فكان يحب فتاة وتحبه، ونوى خطبتها بعد عودته من «فض النهضة»، لكن القدر لم يمهله وقتا كافيا، واستشهد فى سبيل الوطن، حيث قضى شهر رمضان صائما يجاهد فى مكافحة «إرهاب الإخوان» ومقاومة مظاهراتهم الذين كانوا يتخذون من مسجد الاستقامة مقرا لهم فى ميدان الجيزة، حيث قنصه الإخوان المتمركزون فوق سطح الجامع ليل نهار، لضرب رجال الشرطة من أدوار الجامع الأربعة طوال رمضان، قبل أن يخرجوا حاملين شعار «إسلامية»، وهم لا علاقة لهم بالإسلام».
«بعد عيد الفطر فى ٢٠١٣، كان محمد فى العمليات الخاصة التى دخلت لفض اعتصام النهضة، وطلب الشهادة أثناء صلاة العيد وأجابه الله، حين كُلف بأن يكون قائد المدرعة الأولى فى فض الاعتصام»، كذلك يروى والده: «وجد ابنى بجانب سور الجامعة رجلًا ملتحيًا وزوجته المنتقبة وابنهما، وبُحسن نية حذرهما من البقاء خوفا من إلحاق الأذى بهما من جانب الشرطة أو ميليشيات الإخوان، وأثناء تحذيره لهما ضرب قناص إخوانى «العسكري» الذى كان يغطى ظهر «محمد»، واستشهد وأصبح ظهره مكشوفا، فحمل جثته إلى المدرعة، فتحرك الغدر بسرعة تجاهه، واستل الرجل الذى كان يحذره السلاح الآلى من عباءة زوجته المنتقبة، وأمطر ابنى بالرصاص وهو يحمل العسكرى من الأرض».