السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عندما حرق الإرهاب أيقونة "أم النور" الأثرية

فشل فى إحراق الوطن

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب- مايكل عادل وريمون ناجى وميرا توفيق ورانيا سعد وأسنات إبراهيم
«السلام لكِ يا مريم».. تمجيد يردده الملايين للسيدة العذراء فى هذه الأيام التى يعيشها المسيحيون مُحتفلين بنهضة العذراء، تمجيدا وصلوات وطلبات وأمنيات حارة تصاحبها الدموع أحيانًا، أمام أيقونات العذراء بالكنائس، فما بالك لو كانت الصلاة أمام صورة أثرية لـ«أم النور» يرجع عمرها لـ1600 سنة كان قد رسمها القديس لوقا الطبيب.. هذه الأيقونة كانت موجودة بدير الأنبا إبرام بقرية دلجا بمحافظة المنيا، وتحديدًا حتى صباح الـ14 من أغسطس 2013.
وبعد هذا التاريخ المشئوم لم يعد هناك صورة أثرية للعذراء بدير القرية. بعد تحطيمها فى الأحداث عقب فض اعتصامات الإخوان فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة. والصورة لا يوجد منها سوى نسختين فى العالم كله، إحداهما فى دير المحرق بأسيوط، والثانية بدير دلجا الذى احترق وتحطم بمحتوياته.





تحطيم «أيقونة» أثرية لـ«العذراء» فى المنيا.. أكبر الخسائر
رانيا سعد – ميرا توفيق
أربعة أعوام كاملة مرت على الهجمة الإرهابية الشرسة التى تعرضت لها كنائس مصر فى عدد من محافظات الجمهورية، وكانت تلك الاعتداءات هى الأكبر والأكثر عنفًا ضد الكنائس فى عصرنا الحديث.
استيقظت مصر فى صباح الأربعاء الموافق ١٤ من أغسطس ٢٠١٣، على جرائم إرهابية قتل هنا وحريق وسرقة هناك ليظهر للجميع وجه الإخوان الحقيقي، الذى لا يحمل سوى الكره والانتقام لكل مخالف لهم سياسيًا وعقائديًا.
انطلقت حشود من المتطرفين من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، ثائرين غضبًا صوب الكنائس وأقسام الشرطة للانتقام من الدولة جراء فض اعتصام أنصارهم فى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة.
«البوابة» قامت بجولة للكنائس التى تضررت بالمحافظات صاحبة نصيب الأسد من الاعتداءات والدمار، وسماع شهادات حية من شهود العيان الذين تواجدوا فى هذه الأماكن يوم فض اعتصام الإخوان فى ميدان رابعة العدوية. 
الأنبا بيمن، رئيس لجنة إدارة الأزمات بالمجمع المقدس، وأسقف نقادة وقوص، أكد أن الحكومة أوفت بوعدها بتسليم كل الكنائس والمبانى التى تهدمت عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، منذ يناير الماضى، لافتًا إلى أن الدولة تحملت تكلفة بناء الكنائس بشكل كامل، مشددا على أن الكنيسة لم تدفع جنيهًا واحدا، وأن من ساهم مع المقاولين بمبالغ استلمها فور استلام المقاولين لمبادلتهم من الدولة.
وقال إن الترميمات جرت على ثلاث مراحل، شملت المرحلة الأولى من الترميمات ٢٣ موقعا، والثانية ١٩ موقعا، والتى تم الانتهاء منها بنهاية ديسمبر ٢٠١٦، وتتضمن المرحلة الثالثة والأخيرة ١٠ مواقع، شملت جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية.
وأضاف أن هناك كنيستين حاليًا يجرى الانتهاء من التشطيبات الكنسية بهما إحداهما فى المنيا، والأخرى كنيسة مارجرجس بالعريش، والتى كانت قد أحرقت بشكل كامل عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، وتضمنت التشطبيات الانتهاء من رسم الأيقونات، والدهان، مشيرًا إلى أن هناك كنائس كانت بحاجة إلى إضافات تم أخذ موافقات بها من الإدارة المحلية وتنفيذها.



تحطم مقابر وكنائس أثرية في دلجا 
أسقف ديرمواس: ترميم كنيستين أثريتين تكلف سبعة ملايين جنيه
فى قرية دلجا، التابعة لدير مواس، خرجت منها المظاهرات والمسيرات تهتف ضد المؤسسة العسكرية وتحرض على العنف ضد الشرطة والمسيحيين.
ولم تسلم كنيسة العذراء مريم الأثرية وعمرها ١٦٠٠ عام من العنف، ما تطلب خبراء من الخارج عجزوا عن إعادة الكنيسة إلى ما كانت عليه، لم يكن مجرد تحطيم، إنه هدم حضارة، ونبش مقابر، ولكن بقى سؤال بدون جواب: ما علاقة الأموات بصراعات الحياة؟!. من داخل دلجا يحصر الأنبا أغابيوس أسقف ديرمواس ودلجا الخسائر فيقول: لم تسلم بيوت الله المعدة للصلاة من بطش وخراب هؤلاء الإرهابيين، لم تسلم أيضاَ مقابر المسيحيين من يد إرهاب الإخوان، وما حدث داخل كنيسة العذراء مريم، وكنيسة مارجرجس منذ ١٢٠ عاما، ودير الأنبا إبرام منذ ٧٠ عاما خير شاهد. أما عن الأضرار التى لحقت بكنائس دير مواس خلال اعتداءات الإخوان يوم فض رابعة، فقال الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس ودلجا، بمحافظة المنيا، لـ«البوابة»: إن ثلاث كنائس بينها كنيستان أثريتان، وكنيسة أخرى حديثة، تم إحراقها بالكامل، وإحراق المبانى الخدمية التابعة لها، وبلغت تكلفتها ما بين ٥ و٧ ملايين جنيه.


أما عن خسائر المواطنين المسيحيين بقرى مركز دير مواس، فقال الأنبا أغابيوس: إن المطرانية وهيئة أخرى تابعة للكنيسة، هى من تولت إعادة بناء وترميم الممتلكات الخاصة التى أضيرت للمسيحيين من صيدليات ومحلات تجارية ومنازل وغيره من ممتلكات دمرها الإرهاب. 
وبحسب الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس لـ«البوابة»، فإن السبب الرئيسى فى الاعتداءات الغوغائية التى تعرضت لها محافظة المنيا بشكل خاص، خلال فض اعتصام الإخوان، أن المنيا تضم أكثر تمركز مسيحى فى محافظات مصر.


الأنبا باخوم مطران سوهاج: كنت أنتظر الاستشهاد.. الإرهابيون انقسموا لمجموعات وفتحوا أنابيب الغاز وأشعلوا النار فى المطرانية
مجرد أن وقع نظرى على المطران الأنبا باخوم، يجلس على الأرض مبتسمًا يحيط به الصغار، يتبادلون الضحكات، شعرت للحظة أن قرار سفرى لسوهاج هو الصواب، فهنا الأمر مختلف، لا توجد بوابات وحراسات وسكرتارية، ومصطنعى نظام وأبواب تلو أبواب.
استقبلنى ببشاشة وترحاب مجردًا من التيجان وحلى الذهب، يتزين بصليب من البلاستيك ويرتدى ملابس الرهبان.
وطوال الحوار لم تفارقه الابتسامة، فسألته متى بكى سيدنا، وقبل أن يجيب ارتفع صوت أبونا موسى أحد كهنة المطرانية الحاضرين، «المرة الوحيدة اللى شوفنا فيها سيدنا بيبكي، فى صلاة القداس عقب احتراق المطرانية بيد الإرهاب، والتى أقيمت على حطام الكنيسة بعد أن أحرقها الإرهاب بعد فض رابعة، وجدناه يقف فى ركن يبكي، فأخذتنا جميعًا حالة من الذهول.. وكان لـ«البوابة» الحوار التالي:
حوار- أسنات إبراهيم
■ ما ذكرياتك عن حرق المطرانية عقب فض رابعة؟
- يوم ١٤ أغسطس، كنت متواجدا فى المطرانية داخل قلايتي، والمطرانية مزودة بكاميرات مراقبة، ولاحظت أن هناك شيئا غريبا يحدث فى الشارع، والله تمجد فى هذا اليوم، فكان هناك اجتماع للمعاقين بالكنيسة، فتركت قلايتى ونزلت.
واتصلت بالكاهن المسئول عن الخدمة، والذى كان يترأس قداسا، فأرسلت له وطلبت «يا أبونا سواء خلصت القداس أو مخلصتش مشى الناس.. وأنت لو تحب تكمل القداس لوحدك أو لا، مثلما تريد، بس لازم تمشى الناس».
وبالفعل قام أبونا والخدام بتهريب المساكين المعوقين من باب خلفي، إلى أن وصل بهم إلى بيت المغتربات، وهو مبنى ملحق بالكنيسة، ومن مبنى المغتربات، وتم تهريبهم من منازل الجيران، وكان بداخل حوش الكنيسة عشر سيارات، والتى تتخصص فى نقل المعوقيين من وإلى الكنيسة، واحترقت السيارات بالكامل.
وأنا واثنين من الآباء «القساوسة» الذين كانوا معى ذهبنا إلى مبنى آخر فى الكنيسة، ولكنى رأيت كل شيء بعيني، فالإرهابيون كانوا منظمين مقسمين إلى مجموعات، وكل مجموعة دخلت إلى مبنى من مبانى الكنيسة وفتحوا أنابيب الغاز، وبدأوا فى إشعال النار بجميع أرجاء المطرانية. وأخذوا كل حاجة لونها «أصفر» اعتقدوا أنها ذهب، الشموع وأوانى المذبح، وكان كل شغلهم هو التخريب والحرق ونهب كل شيء بداخل الكنيسة، والمبانى الملحقة ومكتب المطرانية.
■ ما شعورك وأنت تتابع كل هذه الأحداث عبر الكاميرات؟
- رغم الفاجعة إلا أنه كان لدى شعور بسلام داخلى ملأني، وكنت أتعجب منه فى مثل ذلك الوقت، وكنت منتظرهم.. كنت فى انتظار أن أنال «الشهادة» بفرح، وكان معى جهاز تليفون أتابع من خلاله مع المسئولين بالمحافظة، وتلقيت العديد من الاتصالات، إلى أن حانت اللحظة التى وصل فيها الإرهابيون وقابلتهم وكان بينى وبينهم أقل من متر، وتوقعت أن اللحظة قد حانت، فطرحت عليهم سؤال «أنتوا عايزين إيه؟» فكان ردهم غريبا بالنسبة لى وقالوا: «مش عايزين حاجة اتفضلوا ادخلوا الأوضة بتاعتكو واقفلوا الباب»، فكان غريبا بالنسبة لى أنهم لم يدخلوا الأوضة، التى كنت متواجدا بها مع القساوسة، بالرغم من أنهم لم يتركوا مكانا بالمطرانية كلها فقد تسابقوا على سرقة محتويات الكنيسة، ولم أستشعر الراحة فى ردهم فتابعت من خلال الكاميرات، وتأكدت أنهم غادروا المطرانية، وبعدها توافد أولادنا والشرطة والمطافى للسيطرة على الحرائق، ولكن أشكر الله أنه لم تكن هناك خسائر فى الأرواح.
■ كيف تم ترميم الكنيسة؟
- الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قامت بالترميم، مثلما أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكن من خلال أولادنا المهندسين فى الكنيسة، إلى أن يتم صرف المبالغ التى أنفقت عن طريق مستخلصات بعد أن ينتهى العمل، وبالرغم من بطء الإجراءات إلا أنه فى النهاية كل أخذ مستحقاته.
■ ما أصعب المواقف التى قابلتها فى خدمتك هنا؟
- أنا هنا منذ عام ١٩٨٦، وكان من أصعب المواقف، موجة الإرهاب والجماعات الإسلامية فى التسعينيات، وكان لها تأثير عالٍ فى صعيد مصر، وأنا موعود بالحرائق، فحرق المطرانية لم يكن الأول بالنسبة لي، فقام الإرهابيون بحرق كنيسة العذراء فى ١٩٨٧، والكنيسة موجودة فى منطقة عشوائية بسوهاج، وكنت هادئ النفس، فالكنيسة كنيسة الله وأعلم أن الله لن يتركنا ويحمينا. وتقع الكنيسة بجوار مسجد، والذى شب فيه حريق إثر ماس كهربائي، واستغل الإرهابيون الموقف لتأجيج الفتنة، وأطلقوا شائعة أن المسيحيين قاموا بحرق المسجد، فخرج المتشددون وحرقوا الكنيسة، وفى كل مرة الله يعطى سلامًا وهدوءًا.
■ ماذا عن علاقتك بالمسئولين؟
- أول ما جئت لسوهاج، تعرفت بالمسئولين، وخلال الحفل الذى تم لاستقبالى تقابلت مع القيادات بالمحافظة، وكانت نقطة الانطلاق للتعرف وتوطيد العلاقات، وكانوا معى فى أحداث الفض لحظة بلحظة، وأسرعوا بسيارات الإسعاف والمطافى، للسيطرة على الموقف.
■ وماذا عن علاقتك بمسلمي المحافظة؟
- تجمعنى بهم علاقة طيبة، ومن أعز العلاقات التى كانت بحياتي، الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر، مسقط رأسه سوهاج، وكان كل عام يزور عائلته، وكان من ضمن برنامج زيارته زيارة المطرانية، فتعرفت عليه وبدأت العلاقة بيننا تتطور.
وجمعتنا علاقة شخصية، وطالب المحافظ وقتئذ بأن أرافقه فى كل زياراته بالمحافظة، وزرته فى منزله أكثر من مرة، وكان يعزمنى على الغداء، وخاصة الذى ترسله له العائلة من إحدي القري، إلى استراحته فى سوهاج، فكان يريدنى أن أشاركه «اللقمة الحلوة» وأصبحت علاقنا ببعضنا البعض قوية، وكان يحب البابا الراحل شنودة الثالث.
■ ما ذكرياتك مع شيخ الأزهر سيد طنطاوي؟
- كان يحرص على حضور حفل إفطار رمضان الذى تنظمه المطرانية، فكان يضبط موعد زيارته على موعد حفل هذا الإفطار، فى بعض الأوقات كنت أصاب بالمرض أثناء وجوده بالقاهرة، وإذا بجرس التليفون الأرضي، وأفاجأ بسؤاله عنى ويطمئن على صحتي، وكان دائم السؤال عليّ.
وأنا كنت أقوم بزيارته فى مشيخة الأزهر الشريف، وكان تليفون منزله الخاص معي، وكنت أتصل به من وقت لآخر.





ويعد دير الأنبا إبرام الأثرى بقرية دلجا بمركز دير مواس، خير شاهد على القلق الذى ساد بالمركز، حيث كان الدير يحتوى على أربعة مذابح داخل الكنيسة الأثرية، منها مذبح أثرى لا يوجد مثيل له سوى فى الإسكندرية والآخر كان فى دلجا وتم تحطيمه. وفى الدير توجد مقبرة تحوى رفات (عظام وبقاية الجسد) للرهبان والأساقفة الذين خدموا فى الكنيسة خلال فترات سابقة، وكان المسيحيون يأتون إلى الكنيسة للتبرك بهذه الرفات، بحسب معتقداتهم، وفى صباح الأربعاء وفى أثناء هجمة الإخوان الغوغائية بعد هدم الكنيسة وإحراقها، دخلوا للمقبرة ودمروها بالكامل. العاملون والخُدام فى الكنيسة، قالوا إن الذين اقتحموا الكنيسة وسرقوها وحرقوها قاموا بحفر حفرة كبيرة أسفل الكنيسة بحثًا عن آثار أو كنوز فى باطن الأرض، اعتقادًا منهم أن وصف الكنيسة بالأثرية يعنى أن أسفلها آثارًا، ولم يجدوا شيئًا.
شهادة أهالى دلجا من المسلمين
«الأقباط والشرطة قتلوا المسلمين فى رابعة».. انطلقت هذه الاستغاثات من بعض مساجد قرية دلجا بالمنيا، واستيقظ أهالى القرية على دعوات بعض الشيوخ لنصرة إخوان رابعة، وكان ذلك فى السابعة صباحا يوم ١٤ أغسطس، وخرجت الاستغاثات والنداءات من بعض المساجد التى تم إعلانها بالسيارات والتكاتك التى جابت القرية. وكانت المرحلة التالية تجمع الحشود لنصرة إخوان رابعة، وبدأوا فى الهجوم على منازل المسيحيين ومحلاتهم وممتلكاتهم الخاصة بالقرية وسرقة ما يسهل سرقته وحرقها بعد ذلك، وانتهى المشهد الذى استمر مدة عشرة أيام، لينتهى تدريجيًا بتدمير وسرقة ٢٧ منزلا، يقطن بها ٦٤ أسرة.





مسقط رأس «عاصم عبدالماجد».. عاصمة الإرهاب
كشف القمص سلوانس لطفي، راعى كنيسة العذراء والأنبا إبرام الأثرية للأقباط الأرثوذكس بدلجا، أن الكنيسة فقدت إبان اعتداءات أغسطس المرير عام ٢٠١٣ نحو ٢٠ أيقونة للصعود الإلهى والملاك ميخائيل والعذراء وغيرها يرجع تاريخها للقرن الثانى عشر الميلادي.
وقال إن الكنيسة تعرضت ليد الإرهاب فى تلك الآونة، مشيرا إلى أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تواصل متابعة أعمال ترميم الكنيسة الأثرية التى انتهت من قرابة ٨٠٪ منها، ومن المتوقع انتهاء إصلاح التلفيات والترميم أواخر العام الحالى. وأضاف راعى كنيسة دلجا، لـ«البوابة»، أنه قبل ٤ أعوام شهد المكان تخريبا ممنهجا وتدميرا قاسيا وسرقة وحرقا وإتلافا مدروسا ومخططا، وتحاول مجريات الترميم والإصلاح حاليًا الحفاظ على صورة شبيهة بالطابع الأثرى للمكان – وبالطبع سيظهر أن مجريات الإعمار حديثة ولا تحمل عبق التاريخ - وصعب الحفاظ على الطابع الأثرى بعد الاعتداء الغاشم. 
وتابع: «إن الكنيسة لم تتوقف عن الصلاة منذ دخول القوات المسلحة وإجلاء المعتدين والإرهابيين، مشيرا إلى أن أقباط القرية جلسوا فوق الركام والتراب ورتلوا الصلوات بكل رضا ومحبة». وقال: لم تنقطع الصلوات داخل الكنيسة برهة واحدة، مشيرا إلى أن التجربة سمح بها الله لننال بركات عظيمة.
وأكد أن جميع الاجتماعات والخدمات وأنشطة مهرجان الكرازة تُقام بالكنيسة الجارى ترميمها، وتلك معجزة أخرى ورسالة قوية للمعتدين بأن الكنيسة ليست مبانى وحوائط وإنما جماعة من المؤمنين.







ذكريات قيادات الطائفة الإنجيلية أثناء حريق الكنائس بالمنيا
لمعى: شعرت بوجع رهيب وكدت أموت لرؤية مشاهد الدمار
كشف الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، عن ذكرياته فى أحداث فض ميدانى رابعة العدوية والنهضة منتصف أغسطس ٢٠١٣.
وقال «إن الطائفة تسلمت جميع الكنائس التابعة لها بعد ترميمها، ما عدا كنيستى بنى مزار وملوي، وهما فى المراحل الأخيرة من التشطيبات ومن المنتظر تسليمهما من قبل الإدارة الهندسية للقوات المسلحة فى الأشهر المقبلة».
وقال «زكي»: نفسى وروحى موجودة فى كل كنيسة تضررت فى المنيا، فأنا من مواليد المحافظة ونشأت وترعرعت فيها. 
وأكد رئيس الطائفة أن «الذهبية» التابعة للكنيسة الإنجيلية، كان لها المكانة الأكبر، قائلا: تأثرت بها وتعلمت فيها الكثير، وكان لها تاريخ لاهوتى وفكرى وتنموى فى حياة الكنيسة والمجتمع وأيضا فى حياتى الشخصية. واستطرد: «الذهبية راسخة فى عقول وقيادات المنيا من التنفيذيين والسياسيين والدينيين، وستستمر لخدمة الكنيسة والمجتمع».
من جانبه توجه الدكتور القس إكرام لمعى رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، للرئيس عبدالفتاح السيسى والجيش المصرى فى تنفيذ وعدهم إلى الكنيسة المصرية بإعادة بناء وتجهيز المنشآت الدينية والمبانى الخدمية التابعة لها، والتى تضررت أثناء فض اعتصامى رابعة والنهضة من قبل جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن الأماكن المتضررة عادت بأفضل مما كانت عليه.
وأضاف لمعى لـ«البوابة»: «لدىّ ذكريات مع كنيستى الإنجيلية المشيخية بملوي، نشأت فيها من أبوين: الأب كان شيخًا بالكنيسة والأم كانت خادمة بالكنيسة، وكان لها دور كبير وتأثير وسط العائلات الإنجيلية فى ملوي، وشكلت الكنيسة جزءًا كبيرًا فى حياتى الشخصية، وتوجد أركان داخل الكنيسة القديمة لها ذكريات قريبة إلى قلبي، وتعلمت فيها الكثير من الخبرات الروحية والاجتماعية». 
حرقوا منارتى الروحية


أما الدكتور القس ثروت قادس رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية داخل الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، ورئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا والمقيم فى ألمانيا فروى ذكرياته يوم الاعتداء على كنائس المنيا، قائلًا: «كنت أجلس مع أسرتى فى ألمانيا وسمعت بهذه الفاجعة التى جعلتنى أتذكر حياتى وأنا فى ملوى وشرفتى التى كانت تطل على الكنيسة والبلكونة التى كنت دائم الجلوس فيها والاستمتاع برؤية المدرسة والكنيسة، وتعلمنا فيها أنا وأشقائى التعاليم الروحية. 
وتابع: «أمسكت بالتليفون وقمت بالاتصال بشيوخ الكنيسة للاطمئنان عليهم وعلى أسرهم وعلى الكنيسة، وما زالت الكنيسة القديمة فى وجدانى أتذكرها وفى ذهنى وعقلى حتى الآن، وأيضًا الكنيسة الجديدة لها جزء كبير فى حياتى حتى الآن سأستمر فى حبها وأعطى لها من وقتى».
رسم تلك اللوحة الإنجيلى لوقا البشير، وهو أول من وضع قواعد وقوانين رسم الأيقونات، حيث إنه قام برسم ما يقرب من ٧٠ أيقونة للعذراء مريم والطفل يسوع، والكثير من هذه الأيقونات ما زال موجودًا حتى يومنا هذا.
ويعد الطبيب هو من وضع قوانين وقواعد رسم الأيقونات، وتوارثت الأجيال داخل الكنيسة هذا الفن، والذى تتزين به الكنائس فى مصر والعالم.




حارس دار أيتام: 
اختبأت 6 ساعات خلف عمود خرسانى خوفًا من الإخوان
الإخوان هتفوا «الله أكبر».. وبدأوا فى هدم السور الخارجى للجمعية وحطموا غرف الأطفال.. وسرقوا الملجأ وحرقوه بالكامل
تعرضت كنائس المنيا للتدمير والسرقة، بعد فض اعتصام رابعة العدوية، فى ١٤ أغسطس ٢٠١٣، منها كنيسة الأمير تادرس الشاطبى بميدان صنداوى بمدينة المنيا، كنيسة الأنبا موسى، الكنيسة الإنجيلية بشارع النصارى، كنيسة مارمينا العجايبى للأقباط الأرثوذكس ومبنى الخدمات التابع لها، الكنيسة الرسولية والمركز الطبى وسكن الراعى الخاص بها بعزبة إسكندر، كنيسة خلاص النفوس بميدان بالاس، دير راهبات القديس يوسف، كنيسة مار يوحنا بشارع السوق، كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام وملحق بها مبنى خدمات ومقر إقامة الأسقف وحضانة أطفال فى قرية دلجا، كنيسة الإصلاح الإنجيلية، دير العذراء والأنبا إبرام الأثري، كنيسة مارجرجس للكاثوليك.
وتجولت «البوابة» فى شارع الحسينى بميدان صيدناوي، حيث كان يوجد ١٦ طفلا مسيحيا، مقيمون داخل دار أيتام «جنود المسيح»، أنقذتهم العناية الإلهية من الموت المحقق صباح يوم فض اعتصام رابعة. 
ووصف عم جرجس، حارس الملجأ، يوم فض رابعة، بـ «اليوم الأسود المشئوم»، وقال: بعد حادث إلقاء أحد الشباب من على بناية بمحافظة الإسكندرية على يد رجل ملتح، طالب القس آفرايم ورئيس الدار، بإرسال الأطفال المقيمين بالدار وتسكينهم خارج مقر الدار، خوفًا من أن يصيبهم أذى الأيام التالية لحين استقرار الأوضاع الأمنية فى البلاد.
وعندما جاء المتطرفون فى ظهر الأربعاء الأسود ١٤ أغسطس، وتحديدًا الساعة الثانية والنصف، وبعد قيام المتطرفين بحرق كنيسة الأمير تادرس الشاطبي، الموجودة فى نفس الشارع الموجود به الدار، وحرقوا أيضا عددًا من المحلات التجارية المملوكة لمسيحيين بعد وضع العلامات (x).
وأضاف، توجه عدد من أعضاء جماعة الإخوان إلى مبنى الدار مرددين هتافات «الله أكبر الله أكبر وحسبى الله ونعم الوكيل».. وبدأوا فى هدم السور الخارجى للجمعية، وحطموا غرف الأطفال والملعب والمطبخ وكسروا الباب الحديدى لمحل الأداوت المنزلية الملاصق للجمعية، وهو أحد المشروعات والأنشطة التى يُديرها الملجأ لسد احتياجات الأطفال، وبعد سرقته أشعلوا فيه الحريق والتهمته النيران بالكامل.
وقال حارس الملجأ رغم فرحتى من عدم وجود الأطفال فى الملجأ، إلا أن وجعى زاد، لأنى لم أجد مكانا للاختباء فيه من نيران الإخوان ودمارهم، سوى الجلوس خلف عمود خرسانى بالدور الأخير، وظللت خلفه لمدة ٦ ساعات، حتى انتهت مهمة أعضاء الإخوان الإرهابيين، وقمت بعدها بالاتصال بالشرطة.
وتم تقدير الخسائر والتلفيات للجمعية ومحل الأدوات المنزلية بنحو ثلاثة ملايين جنيه، بالإضافة إلى المبنى المحترق. وهناك عدد من رجال الأعمال قاموا بتقديم تبرعات للملجأ.
ومن المنيا، ترأس الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا الصلوات والاحتفالات بكنيسة الأمير تادرس الشاطبى بميدان صنداوى بمدينة المنيا، على مذبح مؤقت لحين إعادة الترميم للكنيسة، وكان ذلك على فى (حوش) مدخل الكنيسة. ويقول أحد شهود العيان إن أعداد المصلين وقتئذ كانت كبيرة، وكان أفضل وقت قمنا فيه بالصلاة داخل حوش الكنيسة، ويضيف أن القوات المسلحة أعادت ترميم وبناء الكنيسة بشكل مشرف جدًا ووفت بما وعدت.



الجماعة الإرهابية استهدفت 15 كنيسة و3 مدارس
الأب رفيق جريش: كنا على تواصل دائم بالفاتيكان.. والقوات المسلحة أوفت بوعدها 
الأب أيوب يوسف: ذكرياتى مع فض رابعة الأصعب.. ونبش مقابر الكهنة كان الأبرز
كان للكنيسة الكاثوليكية، فى مختلف المحافظات، نصيب أيضًا من الاعتداءات، عقب فض اعتصامى النهضة ورابعة فى ١٤ أغسطس من العام ٢٠١٣، حيث تمت مهاجمة عدد من الكنائس والمدارس التابعة للكنيسة الكاثوليكية، والتى تم الانتهاء منها وتسليمها.
من جانبه، قال الأب رفيق جريش، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، إن المواقع الكاثوليكية التى تم استهدافها شملت حوالى ١٥ كنيسة وثلاث مدارس تابعة لرهبانيات كاثوليكية، لافتًا إلى أن القوات المسلحة تحملت أغلب المصروفات، وخاصة فى الكنائس التى هدمت بالكامل، فيما تحملت الكنائس إصلاح التلفيات البسيطة.
وأضاف أنه فى مطلع العام الجارى، تسلمت الكنيسة دير راهبات الراعى الصالح، وكنيسة الراعى مقر الدير والكنيسة، بعد انتهاء الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة من ترميمات الدير، والكنيسة عقب إشعال جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة من أنصارها النيران فى الكنيسة والدير.
وأكد أن محافظة المنيا كان لها نصيب الأسد من الاعتداءات، ففى قرية دلجا تمت مهاجمة الكنيسة الكاثوليكية هناك وإحراقها بالكامل، بالإضافة إلى مبنى الخدمات الملحق بها، فى يوم ٤ يوليو عقب بيان الفريق السيسى بعزل الرئيس محمد مرسى.
وكشف «جريش» أنه كان على اتصال مستمر بالفاتيكان، حيث كان يتابع أولًا بأول ما يحدث فى مصر خلال هذا اليوم، وقد أرسلت للبابا تقريرًا عن وضع الكنائس وما حدث خلال هذا اليوم، مؤكدا أن هذا اليوم الأصعب، حيث قام متشددون بكتابة تهديدات على أسوار الكنائس، ومنها وكنيستا القديس كيرلس، والتى أشرف عليها، سانت فاطيما فى مصر الجديدة، يتوعدون فيه بالاعتداء علينا، وهو ما هز الشعب إلى حد ما، وكان خوفى يزداد خشية أن يصيب أحد أفراد الكنيسة مكروه. 
كما تم حرق مدرسة ودير راهبات القديس يوسف، والتي تم الانتهاء منهما فى المرحلة الأولى من الترميمات فى عام ٢٠١٤، كما تم حرق جمعية الجزويت والفرير التابعة للكنيسة الكاثوليكية.
وقال المتحدث باسم الكنيسة فى مصر، إنه فى أسيوط تم حرق هيكل بكنيسة سانت تريزا، وفى محافظة السويس تم حرق الكنيسة اليونانية القديمة بشارع براديس للكاثوليك، واقتحام وحرق مدرسة وكنيسة الراعى الصالح، وحرق مدرسة الفرنسيسكان.
وفى محافظة بنى سويف تم حرق مدرسة الراهبات الكاثوليك واحتلالها، فيما شهدت بعض الكنائس اعتداءات محدودة، فقد تم إلقاء الحجارة على كنيسة مارمرقص للأقباط الكاثوليك، وكنيسة الآباء اليسوعيين، ومحاولة حرق واقتحام مدرسة الآباء اليسوعيين فى المنيا.


ما زلنا فى قرية دلجا - والكلام للأب أيوب يوسف راعى الكنيسة الكاثوليكية بالقرية - والذى كشف أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من بناء الكنيسة الكاثوليكية بالقرية ومبنى الخدمات الملحق بها، واللذين تدمرا بشكل كامل عقب الفض، لافتًا إلى أنه يجرى الآن الانتهاء من التشطبيات النهائية على نفقة الكنيسة.
وتحدث راعى الكنيسة الكاثوليكية بدلجا عن ذكرياته مع فض رابعة قائلًا: كان اليوم الأصعب على الإطلاق، ففى هذا اليوم تم قتل وسحل المواطن إسكندر طوس، وتلك الدماء التى لطخت الأرض والجروح التى كست الشهيد الأصعب فى عيني، وما زال المنظر يراودنى ويجرحني.
وزاد عليها بهدم كنيسة الأنبا إبرام الأثرية والتى يصل عمرها لأكثر من ١٦٠٠ عام، كان له تأثير كبير فى نفسي، ولكن الأصعب بالنسبة لى ولجميع مسيحيي دلجا هو عدم احترام حرمة الموت، فنبش مقابر الآباء الكهنة الملحقة بالكنيسة شيء غريب ومريب، فما علاقة الأموات بالحدث وما الذى استفاد منه الإرهابى بنبش تلك القبور؟ وما الرسالة التى أراد توصيلها سواء للأحياء أو الأموات؟، مضيفًا: كما قام المتشددون بحرق سيارتى الخاصة بشكل كامل.






8محافظات شاهدة على الاعتداءات
محافظة المنيا
١- كنيسة السيدة العذراء، والأنبا إبرام للأقباط الأرثوذكس.
٢- كنيسة مارمينا للأقباط الأرثوذكس، وملحق بها.
٣- كنيسة المعمدانية، والكائنة بمركز بنى مزار.
٤ - كنيسة الأمير تاوضروس، والكائنة بشارع الحسينى.
تحطم مقابر وكنائس أثرية فى «دلجا»
محافظة سوهاج
١- كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، وبها مبنى الخدمات أرض المطرانية.
٢- كنيسة مارمرقص، ومبنى الخدمات والكائنة بشارع الكهرباء.
٣- كنيسة العذراء والأنباء أبرام.
محافظة السويس
١- كنيسة الآباء الفرنسيسكان والمدرسة الملحقة بشارع ٢٣. 
٢- الكنيسة اليونانية القديمة، والكائنة بشارع براديس.
٣- الكنيسة الإنجيلية والكائنة بشارع الجيش.
كنيسة الكاثوليك بعد التدمير
يتذكر أحداث الفض
محافظة أسيوط
١- كنيسة مارجرجس بشارع قلتة.
٢- الكنيسة الرسولية بشارع النميس.
٣- كنيسة ماريوحنا بمركز أبنوب.
٤- كنيسة الأدفنتست، والكائنة بشارع يسرى راغب.
٥- كنيسة الإصلاح.
٦- كنيسة سانت تريز.
٧- مطرانية مار يوحنا المعمدان مركز القوصية.
محافظة الجيزة
١- كنيسة السيدة العذراء بشارع عشرة، بولاق الدكرور.
٢- كنيسة السيدة العذراء بكرداسة.
٣- مطرانية أطفيح بمحافظة الجيزة.
٤- كنيسة العذراء بالمنصورية.
٥- كنيسة الشهيدين، والكائنة بقرية صول، أطفيح.
محافظة شمال سيناء
كنيسة مارجرجس، والكائنة بشارع ٢٣ يوليو، العريش.
محافظة بنى سويف
كنيسة مارجرجس بمركز الوسطى.
كنيسة العذراء دلجا
محافظة الفيوم
الكنيسة الإنجيلية بقرية دار السلام
جمعية أصدقاء الكتاب المقدس
كنيسة العذراء مريم ومبنى الخدمات بقرية النزلة 
كنيسة العذراء مركز يوسف الصديق