الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سلسال الدم يحول قنا لساحة حرب أهلية.. "كارت شحن" يقتل 7 أشخاص في "أبوتشت".. والأمن يفرض السيطرة على "الحجيرات"

مدير امن قنا اللواء
مدير امن قنا اللواء علاء العياط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دماء وعويل وجثث وطلقات نارية وأطفال يُتم، كلمات توصف حال المواطن القنائي بعد ان انتشر الدم في كل مكان إثر مقتل 10 أشخاص وإصابة أكثر من 5 خلال يومين فقط في كل من قرية كوم هيتم بمركز ابو تشت ومركز فرشوط وقرية الحجيرات بمركز قنا.
البداية كانت في قرية كوم هيتم بمركز ابوتشت والتي تحولت الى ساحة حرب أهلية حيث قتل فيها 7 منهم سيدة كانت تحاول ان تنتشل جثة زوجها بعد أن لقي مصرعه في الاشتباكات الدامية بين عائلتى الطوايل والغنائم والتي تعود بالأساس إلى مشكلة بين طفلين بسبب كارت شحن من عام 2005 كما تم خلال الاشتباكات إطلاق النيران علي سيارة إسعاف كانت تحاول نقل الضحايا، مما أدى إلى إصابة احد المسعفين داخلها وكان الطرفان يرفضون تدخل أحد لإنقاذ الضحايا من الموت.
أما عن مركز فرشوط والذي اشتعلت فيه الاشتباكات مساء أمس نتيجة خلافات ثأرية قديمة وأدى ذلك إلى مصرع شخصين بالإضافة إلى إصابة طفلة صغيرة لا تمت للطرفين بصله كانت في طريقها لشراء بعض مستلزمات منزلهم ولكن الرصاص أوقعها ضحية بين الحياة والموت بمستشفى فرشوط المركزى. 
وقال عرفات محمود أحد أبناء مركز فرشوط، إن إطلاق النيران في الشوارع أصبح شيئا اعتدنا عليه منذ طفولتنا بسبب الاشتباكات بين العائلات والتي يقتل فيها من ليس له دخل بين الطرفين مشيرا الى أن الاشتباكات تتسبب في وقف كافة صور الحياة الآدمية لأهل المركز فنحن خلال تلك الوقائع ولمدة شهر بعدها لا نتمكن من فتح منازلنا أو الخروج الى مصالحنا فضلا عن منع أطفالنا من الذهاب |إلى مدارسهم والتى أصبحت في الآونة الأخيرة ستارا للعائلات لإطلاق النيران من خلفها على الأهالي.
وأضاف عرفات إلى أن الشرطة حاولت كثيرا تهدئة الوضع بين العائلات وإعادة الأمن ولكنها لم تستطع استخراج هذا الفكر المتطرف من داخل العقول والذي يتسبب في سقوط ضحايا ووقف كل سبل العيش.
أما عن قرية الحجيرات والتي يطلق عليها قرية الدم والنار وذلك لكثرة الخلافات الثأرية والعائلية فيها كما تعد مركزا للأعمال الإجرامية من قبل الخارجين عن القانون شهدت القرية أمس ظلاما دامسا وذلك بعد تجدد الاشتباكات بين عائلتين، مما أسفر عن مصرع أحد أبنائهم والذي تسبب في وقف الحياة.
ومن جانبها تحاول قوات أمن قنا فرض الأمن وحماية المواطنين من تلك الاشتباكات، حيث قامت قوات أمن قنا بفرض 10 مدرعات بقرية كوم هيتم فضلا عن تشكيل أمنى كامل بمركز فرشوط وكذلك بقرية الحجيرات وذلك لمنع تجدد الاشتباكات المسلحة والتي تحصد أرواح الكثير من الأبرياء
وقال مدير أمن قنا اللواء علاء العياط إننا نعمل علي فرض الأمن بكل البؤر الإجرامية لإعادة الحياة إلى طبيعتها بين المواطنين، مشيرا إلى أن القوات ستستمر في التواجد حتى التوصل إلى حل لإنهاء تلك الاشتباكات والتأكد من عودة الأمن بشكل كامل لسلامة الأهالي.
وأضاف العياط إن القوات تمكنت من هدم عدد من منصات السلاح فوق المنازل فضلا عن إزالة عدد من المنازل المخالفة للعناصر الإجرامية بتلك المناطق لتضييق الخناق عليهم وضبطهم في أسرع وقت. 
وقال الشيخ احمد الكحلي عضو لجنة فض المنازعات والصلح بقنا: إننا نواجه في محافظة قنا حربا أهلية لا تختلف كثيرا عن الحروب التى شنت في التسعينيات بدولة لبنان من حيث قتل الأبرياء وضياع مستقبل أسر بأكملها.
ودعا الكحلي أن يكون للدولة دور فعال وزيادة الوعي لدى المواطنين بتحريم الدم وقتل النفس دون سبب، مشيرا الى أن كل طفل الآن يحمل سلاحا يتجول به داخل قريته دون خوف من أحد أو ردع من الأهل وذلك قتل داخلهم الخوف.
وأشار الكحلي أنه تم عقد لجنة فض المنازعات بقنا وجار اختيار أعضائها للتواصل مع أطراف الاشتباكات من العائلات في محاولة لإنهاء سلسال الدم القائم، مطالبًا بردع قضائي وتفعيل للأحكام العرفية للحد من الاشتباكات التي تقتل الأبرياء.
ولفت إلى أن اللجنة بصدد إطلاق مبادرة للعودة إلى أصول الدين وهى القودة مع تقديم الكفن، حيث يقوم القاتل أو أحد من عائلته بتقديم قودة ناجبة كبيرة مع كفنه لإنهاء العنف بين العائلات وتربية أطفال القتيل من تلك الأموال عوضا عن والدهم، فضلا عن بقاء القضايا بالمحاكم وعدم التنازل عنها وذلك لينال عقابه. 
وأشار عضو لجنة الصلح أن ذلك سيساعد في إعادة جزء كبير من الأمن والوعي بمحافظة قنا، مشددا على أهمية تفعيل دور الأزهر والأوقاف.