الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

٤ شهور للعائلة المقدسة فى المطرية والاحتفال بـ«أم النور» شهريا

رحلة السيدة العذراء "4"

شجرة مريم بالمطرية
شجرة مريم بالمطرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الذهب» كنيسة قديمة لخدمة حجاج «القيامة» واندثرت

تستكمل العائلة المقدسة رحلتها إلى مصر، وتصل اليوم إلى المطرية، محطتها الثامنة، بعد مسطرد فى محافظة القليوبية.. هنا فى «المطرية» المنطقة، التى باركتها العائلة المقدسة «يوسف النجار، السيدة العذراء، وطفلها السيد المسيح» مدة أربعة أشهر كاملة، تنقلت فى أحيائها وشوارعها، ولا تزال آثار وجودهم باقية تشهد على هذه الزيارة المقدسة، فسميت الشوارع، والكنائس، والمساجد أيضا فى هذا الحي، بمسميات تحمل أسماء السيدة العذراء مريم، وشجرتها المُعمرة لقرون، بجوار البئر وسط حى المطرية شرق القاهرة.
شجرة مريم
فى شارع «شجرة مريم»، جلست العائلة المقدسة تحت شجرة «الجُميز» وهى نوع من الأشجار المعمرة لمئات السنين، لتستظل بها من حر الشمس وتأكل من ثمارها، وأيضًا البئر التى كانت اغتسلت وشربت منها العائلة المقدسة، بالقرب من مسلة سنوسرت.
الآن الشجرة التى تجاوز عمرها الـ٢٠٠٠ عام، قبل ولادة السيد المسيح، لا تزال تحمل فرعا أخضر ليكون الجيل الرابع للشجرة. وتتولى وزارة الآثار تأمين الشجرة المحاطة بسور، تتوسطه حديقة وزرع من الجوانب كافة، ويوجد بالمزار أيضًا متحف بانوراما يعرض صورًا لخط سير العائلة المقدسة فى مصر، منذ وصولها العريش المحطة الأولى للمجيء إلى مصر، كما أمرهم ملاك الله الذى ظهر ليوسف النجار فى حلم قائلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».
نبات البلسم وحكاية كنيسة الذهب
«البوابة» حاورت القمص برسوم شاكر، راعى كنيسة السيدة العذراء بالمطرية، والذى كان شاهد عيان على بعض الأحداث التى عاشتها الكنيسة والمعجزات أيضًا.
قال إن العائلة المقدسة تنقلت فى أماكن فى مصر منذ هروبها من فلسطين، وكانت تستقر فى الأماكن الآمنة وتستظل تحت الشجر، وفى المطرية عاشت العائلة المقدسة أربعة أشهر.
وعن قصة «شارع البلسم»، يقول راعى الكنيسة إن العذراء بعد قيامها باغتسال السيد المسيح، كانت تقوم برش مياه الاغتسال فى هذه المنطقة، فنبت فى هذا المكان نبات «البلسم»، ينتج عنه عطر غالٍ جدًا، ومعروف أنه كان يُهدى للملوك والأمراء، وهذا النبات لا يُزرع فى مصر.
إنشاء الكنيسة الأرثوذكسية
وعن بداية إنشاء الكنيسة، يروى القمص برسوم شاكر التفاصيل كالتالي؛ فى كل الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة، بُنيت كنيسة فيما بعد، سواء فى البقاع التى استقروا بها أو بالقرب منها، وكانت هناك كنيسة تسمى «كنيسة الذهب»، بنيت فى القرون الأولى بجوار الشجرة مباشرة، وقيل إن هذه الكنيسة كانت المحطة الرئيسية التى تسبق زيارة كنيسة القيامة بفلسطين، وكان شرطا أساسيا لمن يذهب للقدس أن يتوجه إلى زيارة كنيسة الذهب للتبرع بالذهب، وكان هناك اعتقاد سائد فى ذلك الوقت أنه لا يمكن الحج لكنيسة القيامة قبل المرور على كنيسة الذهب.
ولكن مع مرور السنوات اندثرت هذه الكنيسة ولا يوجد لها أثر الآن. بعدها بُنيت كنيسة كاثوليكية حملت اسم «العائلة المقدسة»، وهى كنيسة أقدم من كنيسة العذراء مريم الأرثوذكسية التى بُدئ بناؤها فى ١٩٥٢.
كنيسة المطرية
حملت على مدخلها صورة كبيرة للعائلة المقدسة مُصممة بنظام الزجاج المعشق.. يروى القمص برسوم شاكر، تاريخ كنيسة العذراء الأرثوذكسية بالمطرية، والتى بدأ تاريخ بنائها فى ١٩٥٢، وتم بناؤها فى البداية بالطوب اللبن والخوص، بحسب طبيعة المنطقة التى كانت ريفية فى البداية، وكان هناك إسطبل مجاور لهذا المبنى قامت بشرائه الكنيسة، ومع بداية السبعينيات بدأت عملية الترميم، لكن المبنى القديم لم يتحمل التجديدات الحديثة، فتم الترميم باستخدام عملية الإحلال والتجديد، واستمر العمل بالكنيسة، التى تبلغ مساحتها ٤٥٠ مترا، فترات طويلة، لتنتهى بهذا الشكل فى عهد البابا شنودة الراحل مع بداية التسعينيات.
وتخدم الكنيسة ٤٠٠٠ أسرة مسيحية، وستة كهنة يترأسون الصلوات اليومية هناك. وتقوم الكنيسة بخدمة مناطق منشية التحرير، عين شمس الغربية، الحلمية، والمطرية، وتتكون مبانى الكنيسة من مشغل للأسر المنتجة وسكن للمغتربات ومستشفى خيري.
أما عن التأمين؛ فأصدرت الكنيسة تعليماتها بعدم ركن السيارات بالخارج ووضع بوابات إلكترونية لتفتيش زوار الكنيسة، بالإضافة إلى تخصيص أفراد أمن من الداخلية للتأمين من الخارج.
احتفالات العذراء
وعن الاحتفالات على اسم العذراء بالكنيسة، تحتفل «عذراء المطرية» ١٢ مرة بالعذراء، فكل يوم يوافق ٢١ من كل شهر قبطي، وهو اليوم الموافق لعيد نياحة (وفاة) العذراء.
حيث يتم ذكر اسم «أم النور» وعمل تسبيح خاص بها وسط صلاة القداس. ويتم الاحتفال مرتين بنهضة العذراء خلال السنة، المرة الأولى فى شهر كيهك فى نهاية ديسمبر الميلادي، قبل عيد الميلاد، وتستمر الصلاة حتى صباح اليوم التالي. والاحتفال الثانى يبدأ فى ٧ حتى ٢٢ أغسطس من كل عام، وهى فترة صيام العذراء، وتتم فى الكنائس كافة التى تحمل اسم العذراء مريم، وكنائس أخرى.
علاقة طيبة مع الجيران
راعى الكنيسة أكد أن علاقة المسيحيين والمسلمين ببعضهم البعض بالمطرية طيبة جدًا. مؤكدًا: «نحن هنا نشعر بقدسية المكان بشكل مختلف عن أماكن أخرى، ونشعر ببركته علينا لأن العائلة المقدسة عاشت عليه.. والكثير من المسيحيين والمسلمين يقدسون العذراء مريم بشكل خاص ويُناجونها فى طلباتهم». أيضًا شوارع كثيرة بالمنطقة حملت أسماء مريم «شارع شجرة مريم، شارع البلسم، شارع البلسان، شارع بئر مريم، مسجد شجرة مريم، وشارع المقعد.. قيل إن العائلة المقدسة جلست به».