توفيت امرأة تبلغ من العمر 32 عاما خلال حادث دهس، بعد يوم من العنف في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا خلال مظاهرات لحركة سيادة العرق الأبيض ضد أمر بإزالة تمثال للجنرال الذى قاد القوات الجنوبية في الحرب الأهلية الأمريكية.
وأصيب 19 آخرون بجروح عندما دهست السيارة المتظاهرين في أحد الشوارع بوسط المدينة الجامعية الواقعة على بعد حوالى 187 كيلومترا جنوب غرب واشنطن، وفقا لما ذكرته المدينة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
وفى حادث منفصل، لقى شرطيان حتفهما عندما تحطمت مروحية تابعة للشرطة، يعتقد أنها كانت تراقب الاحتجاجات، في منطقة غابات بالقرب من المدينة.
ولم يسفر حادث التحطم عن إصابة أحد على الأرض، وذكرت شرطة ولاية فيرجينيا أن التحقيق جار في سبب الحادث.
وأعرب الرئيس دونالد ترامب في تغريدة على تويتر عن تعازيه لعائلة المرأة وضحايا المروحية، ووصف عناصر الشرطة بأنهم "من بين أفضل ما تنتجه هذه الأمة".
وذكر "المركز القانوني الجنوبي للقضاء على الفقر" إنه تم الابلاغ عن 15 مصابا في يوم من الفوضى والعنف الذى أثارته المسيرة التي اجتذبت قادة وأعضاء أكبر مجموعة للنازيين الجدد في البلاد.
وذكرت تقارير إخبارية أن أعضاء جماعة "كو كلوكس كلان" شاركوا في الاحتجاجات مع عدد من النشطاء المرتبطين بما يسمى بـ"الميليشيات" اليمينية والمجموعات التراثية الكونفدرالية.
وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنف، بينما قوبل بانتقادات لعدم إدانته لجماعة تروج لسيادة العرق الأبيض، سواء في تصريحاته العامة أو تغريداته عبر تويتر.
وقال ترامب، من منتجع الجولف الخاص به في بادمينستر بولاية نيوجيرسي: "ندين بأشدة العبارات هذا الإظهار الفاضح للكراهية والتعصب الأعمى والعنف على مختلف الاتجاهات".
وحث ترامب الأمريكيين على "التكاتف معا ... وإظهار الحب لأمتنا والمودة الحقيقية لبعضهم البعض".
وتجاهل ترامب، الذي حدد موعدا للتوقيع على مشروع قانون يوفر تمويلا لبرامج الرعاية الصحية للمحاربين القدامى، أسئلة طرحها صحفيون يسألون لماذا لم يندد بالقوميين البيض الذين كانوا في المسيرة، بمن فيهم ديفيد ديوك، الزعيم السابق لجماعة "كو كلوكس كلان" العنصرية.
وقال ديوك: إن المجموعات المشاركة في المسيرة أرادت "استعادة بلادنا" و "الوفاء بوعود دونالد ترامب". وشوهد ديوك يعطي هذه التصريحات في شريط مصور نشرته صحيفة "إنديانابوليس ستار" على موقعها الالكتروني.
ونظمت الجماعات التي تروج لسيادة العرق الأبيض مسيرة تحت مسمى "وحدوا اليمين"، احتجاجا على إزالة تمثال لجنرال الحرب الأهلية روبرت إي لي.
وذكرت تقارير إخبارية أن العنف اندلع في وقت مبكر من يوم السبت حيث صرخ الاشخاص في بعضهم البعض وعنفوا بعضهم البعض ثم اطلقوا القذائف واستخدموا الهراوات خلال معارك في الشوارع.
وشرعت الشرطة مستخدمة معدات مكافحة الشغب في السيطرة على الوضع، كما أعلن حاكم ولاية فيرجينيا وسلطات إنفاذ القانون المحلية حالة الطوارئ.
ووقع حادث الدهس عندما تحرك محتجون مناوئون لهم باتجاه وسط المدينة بعد أن أمرت الشرطة الجماعات التي تروج لسيادة العرق الأبيض بإخلاء متنزه وأعلنت أن مظاهرة "وحدوا اليمين" غير قانونية.
وعكس سائق السيارة اتجاهه محاولا الهرب من مكان الحادث لكن الشرطة ألقت القبض عليه في وقت لاحق، وقالت الشرطة انه يتم التحقيق في الحادث على إنه حادث قتل بمركبة.
وتظاهرت جماعة "كو كلوكس كلان" في شارلوتسفيل في يوليو الماضي عند نفس تمثال روبرت اي لي، الجنرال الذي قاد الجيش الكونفدرالي للولايات الأمريكية الجنوبية خلال الحرب الأهلية الأمريكية.
وكان مجلس مدينة شارلوتسفيل قد صوت مؤخرا لصالح إزالة التمثال، مما أثار موجة من التأييد والمعارضة.
ويقول معارضو وجود التمثال: إنه يمثل بعضا من الفصول الأكثر قتامة في تاريخ الولايات المتحدة، عندما كان الرق قانونيا والعنصرية هي القاعدة. لكن من يريدون الإبقاء عليه يقولون إن ازالته ستكون بمثابة إزالة قطعة من التاريخ .
ونظمت الجماعات التي تروج لسيادة العرق الأبيض احتجاجاتها بحجة التعبير عن معارضتها لخطة إزالة التمثال.
