الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"العتالين".. مهنة المنسيين في الأرض

العتالين
العتالين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"العتالة" تعد من المهن الشاقة، لا يتحملها أحد سوي من يمتلك القدرة على تحمل المشقة والصبر على قوت يومه، وهناك من استطاعوا أن يتحولوا من خلال هذه المهنة إلى أكبر أثرياء العالم، ومنهم محمد الفايد، ذلك الملياردير المصري، والذي بدأ حياته كـ"عتال" ينقل البضائع والسلع في ميناء الإسكندرية، حتي أصبح أحد أغنياء العالم ليتربع على عرش إمبراطورية محلات "هارودز" الشهيرة في لندن.
وما أن تدخل إلي منطقتي الموسكي وباب الشعرية، حتى تجد "العتالين" على اليمين واليسار، وكأنك دخلت الجمهورية الخاصة بهم، وأصوات تنادي "وسعي يا آنسة.. ضهرك يا أستاذ" وتجد رجلًا يقوم بجر عربة مليئة بالبضائع ويقوم بنقلها من مكان لمكان، كل ذلك في سبيل كسب الرزق.
التقت "البوابة نيوز" عم صالح 46 سنة مؤكدًا أنه يعمل منذ 25 سنة، قائلا: " طلعت لقيت نفسي شغال في المهنة دي، والشغلانة دي رزق يوم بيوم، ومهما كانت صعبة ومتعبة لازم أتحملها عشان أكل العيش".
وأضاف: "كل يوم بننزل من 10 الصبح نستنى حد من أصحاب المحلات يبعتلنا عشان ننقل الشغل، وبننقل البضايع من المخازن للمحلات، وبنطلع بيومية في آخر اليوم 60 جنيه، يدوب الواحد يروح ويعشي العيال"، لافتا إلى أن العتالة مهنة شقاء، وعلي الرغم من شقائها لكن المحلات لا تستطيع الاستغناء عنهم في نقل البضائع.
وتابع: "بسبب جهلي، ولادي تعبانين معايا في الدنيا، لا ليا تأمين ولا معاش حتي ينفع ولادي بعد ما أموت، ومحدش حاسس بينا ولا بوجعنا، وبنتعامل من الحكومة علي اننا جرابيع"، متمنيًا أن تنظر الدولة إلى حالهم وتوفر لهم معيشة حسنة.
وقال مصطفي 18 سنة: "بشتغل وبصرف علي البيت، أبويا مات وأنا سني 11 سنة، وعايش مع أمي واخواتي الاتنين، ومفيش أي مصدر رزق لينا، كان لازم أخرج واشتغل عشان أقدر أصرف علي البيت"، متابعًا: "الرزق علي اد الإيد بس أحسن ما نمد أيدينا، والحمد لله راضي باللى ربنا قاسمه هو مش ناسينا ولا هيسيبنا نتشرد".
وأشار إلي أن والدته سيدة مسنة، وله اختان الأولي متزوجة، والثانية عمرها 14 سنة، قائلا: "أكيد مش هسيب أمي واخواتي يتبهدلوا، واحد جارنا هو اللى شغلني في المهنة دي ورزقها كويس، بس في أيام الرزق بيبقي واسع وأيام مبيكونش فيه رزق خالص"، لافتا إلى أنه أكثر الأوقات التى يعانون فيها هو فصل الصيف، خاصة مع الحركة الكثيرة بالعربات التي يجرونها وحرارة الشمس العالية، مما يؤدي إلى تعب وبذل الكثير من الجهد في هذه الأوقات.
وتابع "مصطفي": "الصبح شغال عتال وبليل بنزل المشاريب في قهوة، واهو رزق من هنا ورزق من هنا يسند الزير"، مختتمًا حديثه: "مفيش حد بيهتم بينا ولا بيسأل فينا، نفسنا بس المسئولين يحسوا بينا وبمعاناتنا".